مُزقت للمرّة الثانية قائمةٌ تضم أسماء 34.361 لاجئاً ومهاجراً لقوا حتفهم أثناء محاولة وصول اللاجئين إلى أوروبا، في مدينة ليفربول الإنكليزية.
وبحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، قررت الفنّانة التي وضعتها هُناك، بانو سينيتوغلو، ألا تضعها مرّة ثالثة، تاركةً بقاياها الممزقّة "كتذكيرٍ بهذا العنف المنهجي الُمُمَارس ضد الناس"- حسب وصفها.
وقد عُرِضت أحدث نسخة من القائمة -التي نشرتها صحيفة The Guardian في ملحقٍ خاص في يونيو/حزيران- في عدّة مُدن من بينها برلين الألمانية، وإسطنبول التركية، وبازل السويسرية، والعاصمة اليونانية أثينا.
قائمة اللاجئين مزقت بعنف شديد
وفي الشهر الماضي، تم وضع القائمة على سياج خشبي ضخم بطول 280 متراً، في شارع "غريت جورج" بمدينة ليفربول، كجزءٍ من المهرجان الفنّي الذي يُقام كل عامين بالمدينة.
وقالت بانو سينيتوغلو إن القائمة مُزقت "بعنف شديد" يوم الأحد، وإنها قررت "بكل أسف" أن ألا تزيل القائمة الممزقة، وأشارت إلى أن عملها الفنّي لم يتعرّض لأي ضرر في المُدن الأخرى.
وأضافت بانو "لقد وضعت القائمة على إطارٍ خشبيٍ ضخم بطول 280 متراً في شارع غريت جورج، بمدينة ليفربول، يوم 12 يوليو/تموز 2018. وقد تعرّضت للإتلاف والإزالة والاستهداف مراراً وتكراراً مُنذ تثبيتها".
وتابعت: "لقد قررنا أن نتركها في مكانها الحالي كتعبيرٍ عن هذا العنف الممنهج ضد الناس وتذكير به".
عنصرية بالغة
وقال مُنظمو المهرجان إنهم مازالوا لا يعرفون من مزّق القائمة وما الدافع وراء هذا الفعل. ولا تزال بعض الأسماء في القائمة مقروءة، وهم يُخططون لتثبيت إشعار يشرح سبب فقدان الأسماء الأخرى، ويوجّه الناس إلى الموقع الإلكتروني الذي يعرض القائمة كاملة.
وقد مُزقت القائمة للمرّة الأولى في 28 يوليو/تموز، وقالت حينها المتحدّثة باسم المهرجان: "إنه من المهم في ذلك الوقت تحديداً أن تُعرَض تلك القائمة على الملأ خلال أزمة اللاجئين العالمية.. لقد شعرنا بالفزع حين رأيناها تُزال، ونودُّ أن نعرف السبب. والقائمة قوبلت بإشادة من النقاد، ونحن سنبذل ما في وسعنا لاستعادتها".
وتتبع القائمة -التي جُمِعت وتُحدَّث كل عام على يد شبكة مُتحدون للعمل بين الثقافات-United for Intercultural Action، التي تضم 550 منظّمة مناهضة للعنصرية في 28 دولة معلومات متعلّقة بموت 34.361 لاجئاً ومهاجراً فقدوا حياتهم خلال محاولة وصولهم إلى أوروبا وعلى حدودها منذ عام 1993.
ومنذ عام 2007، بالتعاون مع العاملين في المجالات الفنّية من أفراد ومؤسسات، ساهمت الفنّانة بانو سينيتوغلو في عرض إصدارات مُحدّثة من القائمة في الأماكن المتاحة للعرض، كاللوحات الإعلانية، وشبكات النقل، والصحف في المدن بأنحاء أوروبا.
