أجبرت موجات الحر في أوروبا، فرنسا على إغلاق 4 مفاعلات نووية، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تعصف بالمنطقة.
وبحسب ما أوردته صحيفة Independent البريطانية، 5 أغسطس/آب 2018، فقد أوقفت شركة كهرباء فرنسا (EDF) مفاعلاً في بلدية فيسينهايم، الواقعة شرقي البلاد -وهو أقدم مولّد للطاقة النووية في البلاد- وذلك من أجل الحفاظ على المحطّة من ارتفاع درجة حرارة النهر القريب.
وكانت البلاد قد أغلقت بالفعل 3 محطَّات أخرى لتوليد الكهرباء، بالقرب من نهرَي الراين والرون لأسباب مماثلة، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وتستخدم محطّات توليد الكهرباء مياه الأنهار لتخفيض درجات حرارة مفاعلاتها، وذلك قبل إعادة المياه مُجدداً إلى الأنهار، وقد يتسبّب الارتفاع الهائل لدرجات حرارة المياه في نفوق الأسماك فوراً وبشكل جماعي، مثلما حدث في ألمانيا هذا الأسبوع.
ولم تكن عملية إغلاق المفاعلات التي أُجريت مُوخراً في فرنسا هي المشكلة الوحيدة المصاحبة لموجة الحر التي حلَّت على أوروبا في الأسابيع الأخيرة.
ففي سويسرا، ترك الجفاف الذي اجتاح البلاد قطعان الأبقار دون مياه، واستعانت البلاد باتِّحاد المروحيات والقوّات الجوية لنقل عشرات الآلاف من غالونات المياه أسبوعياً لدعم القطعان.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، أصدر المسؤولون تحذيراتهم لمَن يقضون عطلاتهم في البرتغال وإسبانيا بالبقاء في الأماكن المغلقة، بالتزامن مع الارتفاع الهائل لدرجات الحرارة في بعض أجزاء المنطقة.
أعلى درجات حرارة في أوروبا
ويتوقّع خبراء الأرصاد الجوية أن تتخطّى درجات الحرارة في بعض المناطق أعلى درجة حرارة سُجِّلت في أوروبا، التي بلغت 48 درجة مئوية، في يوليو/تموز 2018، في مدينة أثينا باليونان.
وأصدرت خدمات الطقس في إسبانيا والبرتغال تحذيرات صحّية تمتدّ حتّى اليوم، الأحد 5 أغسطس/آب 2018، حيث أشارت إلى أن درجات الحرارة قد تبلغ مستويات خطيرة في المناطق الجنوبية الغربية على وجه خاص.
وقد أفادت أنباء بالفِعل أن 3 أشخاص على الأقل في إسبانيا قد لقوا حتفهم جراء ضربة شمس.
وانتشرت كذلك حرائق الغابات في منطقة الغارف البرتغالية، على نحوٍ يضاهي الحرائق المميتة، التي وقعت في اليونان والسويد والساحل الغربي للولايات المُتحدة الأميركية.
قال باحثون في وقت سابق لصحيفة Independent، إن مثل هذه الحرائق قد أصبحت أكثر شيوعاً وحِدّةً بسبب تغير المناخ.
وقد انتهت دراسة أُجريت مُؤخراً في جامعة أكسفورد إلى أن تغيّر المناخ قد ضاعف من احتمالية وقوع موجة ارتفاع الحرارة الحالية.
وقال الدكتور فريدريك أوتو، نائب مدير معهد التغيير البيئي في جامعة أكسفورد، وأحد القائمين على الدراسة: "إنه لا مفر من المنطق القائل بأن تغير المناخ سيتسبب في ذلك، فالعالم أصبح أكثر دفئاً، وبالمثل أصبحت موجات الحرارة كهذه أكثر شيوعاً".
وأضاف: "ما كان يُعتبر في الماضي مُناخاً دافئاً بشكل غير مُعتاد، سيُصبح أمراً مألوفاً، وفي بعض الحالات قد أصبح بالفعل هكذا".