بينما اختار ماكرون «الصمت» عوض مخاطبة الفرنسيين بعد أحداث العنف.. «السترات الصفراء» تضع شرطاً «لا بد منه» لبدء الحوار

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/02 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/02 الساعة 21:40 بتوقيت غرينتش
تظاهرات فرنسا تكشف عن أزمة في المجتمع الفرنسي كله/ رويترز

تحاول الحكومة الفرنسية تجاوز الأزمة الناجمة عن أعمال العنف غير المسبوقة، و الفوضى التي شهدتها باريس ، السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، في إطار احتجاجات السترات الصفراء ، إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد أنه لن يدلي بأي تصريحات حول ذلك. وأعلن قصر الإليزيه أن "رئيس الجمهورية لن يتكلم اليوم"، بعد اجتماع أزمة عقَدَه مع وزراء رئيسيين حول هذا الموضوع.

"شرط لا بد منه" يفرضه أصحاب السترات الصفراء

بعد أحداث السبت و احتجاجات السترات الصفراء التي تخللتها أيضاً أعمال عنف ومواجهات في الضواحي، ألمح مسؤولون إلى أنه سيكون هناك تغيير أقله في الشكل، للعمل الحكومي.

وقال المسؤول الجديد عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" ستانيسلاس غيريني، الذي انتخب السبت لصحيفة "لوباريزيان": "أخطأنا بحيث ابتعدنا كثيراً عن واقع الفرنسيين".

لكن المعارضة تطالب مثلها مثل قسم من "السترات الصفراء" أولاً ببادرة قوية من الحكومة، بدءاً بتجميد رفع الضرائب على المحروقات.

وقالت جاكلين موارو، إحدى شخصيات احتجاجات السترات الصفراء والناشطة على شبكات التواصل الاجتماعي لوكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 2 ديسمبر/كانون الأول، إن "إلغاء زيادة الرسوم على الوقود شرط لا بد منه لأي نقاش".

وفي صفوف اليمين دعا زعيم الجمهوريين لوران فوكييه مجددا إلى استفتاء حول السياسة البيئية والضريبية لإيمانويل ماكرون. وطلبت مارين لوبن (يمين متطرف) لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة، كما طالبت بحل الجمعية الوطنية وإجراء انتخابات جديدة.

وفي معسكر اليسار طلب زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور تشكيل لجان حول القدرة الشرائية. أما جان لوك ميلانشون زعيم حركة "فرنسا المتمردة" فدعا إلى إعادة فرض الضريبة على الثروة، مشيداً بـ "تمرد المواطنين الذي يثير الخوف لدى ماكرون والأثرياء".

ماكرون يفضل "التمهل" قبل لقاء المحتجين

ويبدو أن تمهل الرئيس الفرنسي في الرد على مطالب السترات الصفراء، يعود إلى صعوبة السيطرة على احتجاجات السترات الصفراء ، القادمين من شرائح اجتماعية متوسطة، وإلى الأثر الكبير الذي خلفته صور أعمال الشغب في وسط باريس على العديد من الفرنسيين.

وأوضح قصر الأليزيه أن ماكرون طلب من رئيس الوزراء إدوار فيليب أن يستقبل، دون تحديد موعد "قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان وممثلين عن المتظاهرين"، تحت عنوان "الحرص الدائم على الحوار". وقبل ذلك اتخذ ماكرون خطوة رمزية، فزار معلم قوس النصر الذي تعرض السبت لأعمال تخريب، في اليوم الثالث من تحرك "السترات الصفراء" الذين ينددون بسياسة الرئيس الاقتصادية والاجتماعية.

وخلال تفقده المكان، أطلق العديد من السترات الصفراء صيحات الاستنكار والتنديد.

وكانت الأضرار واضحة بشكل خاص على طول جادة "لا غراند أرميه" قرب مستديرة قوس النصر، من حيث بدأت المواجهات التي أوقعت أكثر من 133 جريحا وأدت الى اعتقال نحو 400 شخص.

السيارات والدراجات النارية المتفحمة كانت لا تزال صباح الاحد في الشوارع، وحولها تشاهد كثير من واجهات المحال المحطمة، في حين تتوزع بقايا القنابل المسيلة للدموع على الشوارع والأرصفة.

عنف "غير مسبوق" في احتجاجات السترات الصفراء

وقال المسؤول عن الشرطة ميشيل ديلبش أن العنف في باريس كان "خطرا بشكل غير مسبوق".

وإجمالا، تم اعتقال 412 شخصا، وهذا "مستوى غير معهود منذ العقود الماضية"، حسبما اضاف ديلبش خلال مؤتمر صحافي.

وندد ب "العنف الشديد غير المسبوق" ضد الشرطة خلال احتجاجات السترات الصفراء . بواسطة "المطارق" و"كرات حديدية".

وكان 136 ألف شخص شاركوا السبت في كافة أنحاء فرنسا في اليوم الثالث لتعبئة "السترات الصفراء" والذي أصيب خلاله 263 شخصا بجروح، مقابل 166 ألفا شاركوا السبت الماضي.

وليل السبت الأحد قتل سائق سيارة في آرل (جنوب شرق) بعد ان إصطدم بشاحنة متوقفة بسبب زحمة سير نتيجة حاجز لل"سترات الصفراء". ويرفع الحادث إلى ثلاثة عدد القتلى منذ إطلاق التحرك قبل ثلاثة أسابيع.

وبات على الحكومة إيجاد رد أمني على أعمال المخربين، لكنها لم تعد قادرة على التغاضي عن "الغضب المشروع للسترات الصفراء" بحسب عبارة الرئيس.

علامات:
تحميل المزيد