3 قتلى جدد وحظر فوري للتجول في البصرة.. المتظاهرون يضرمون النار بمقرات حكومية وحزبية، والأمن يخلي الشوارع

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/06 الساعة 21:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/06 الساعة 21:53 بتوقيت غرينتش
Iraqi protesters run during a protest near the building of the government office in Basra

 قالت مصادر طبية وأمنية محلية إن ثلاثة محتجين قتلوا خلال مظاهرات في البصرة الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018. وأضافت المصادر أن المحتجين الثلاثة قتلوا خلال هجمات على مبان حكومية محلية ومكاتب تابعة لأحزاب سياسية ليرتفع بذلك عدد القتلى الإجمالي من بين المحتجين منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين إلى عشرة. وقالت "رويترز" إن 10 من أفراد قوات الأمن أصيبوا أيضاً. وبذلك يرتفع عدد قتلى المظاهرات في البصرة إلى 8 أشخاص خلال الأيام الـ3 الأخيرة من الاحتجاجات.

في المقابل، قررت قيادة عمليات البصرة، الخميس، إلغاء حظر التجوال المفروض في المحافظة. وقال مصدر امني لقناة "السومرية" العراقية، إن "قيادة عمليات البصرة قررت، مساء الخميس، إلغاء حظر التجوال بعد أقل من ساعة على فرضه في المحافظة". وأضاف المصدر أن "هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها فرض والغاء حظر التجوال في البصرة اليوم".

المتظاهرون أضرموا النار في مقرات حكومية
المتظاهرون أضرموا النار في مقرات حكومية

وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى إصابة 35 شخصاً في تظاهرات جديدة بمدينة البصرة في جنوب العراق، حيث أعلنت السلطات فرض حظر التجول بالمحافظة، وفق ما أفاد به مسؤولون.

وقال سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة، في بيان: "قُتل شخص وأصيب 35، هم 24 مدنياً و11 عنصراً من قوات الأمن" خلال المظاهرات في البصرة ، في حين أعلنت قيادة العمليات بالمحافظة فرض حظر التجول. ويأتي ذلك في ظل تصاعُد أعمال عنف ترافق احتجاجات شعبية تطالب بتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد، في المحافظة الغنية بالنفط.

فرض حظر التجول والمتظاهرون يضرمون النيران بمقرات حكومية وحزبية

من جهة أخرى، أضرم متظاهرون عراقيون غاضبون، مساء الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، النيران بمقرات حكومية ومكاتب أحزاب شيعية، فضلاً عن مكاتب قنوات تلفزيونية بمحافظة البصرة.

وقال الملازم في الجيش العراقي، محمد خلف، إن متظاهرين أضرموا النار بمقر "منظمة بدر"، بزعامة هادي العامري، الذي يقود أحد أقوى الفصائل الشيعية المسلحة في العراق، والمعروف بِصلته الوثيقة بإيران.

وأضاف خلف، لـ"الأناضول"، أن المتظاهرين أضرموا النار أيضاً بدار ضيافة محافظ البصرة أسعد العيداني، واقتحموا مبنى قناة "العراقية" التلفزيونية الحكومية بالمدينة. وأشار إلى أن "قوات الأمن انسحبت من مبنى المحافظة بناءً على توجيهات عسكرية؛ تفادياً للاشتباك مع المتظاهرين".


اتهامات لـ "ميليشيات إيرانية" بقتل متظاهري البصرة، والعبادي يتَّهم جهات سياسية.. والصدر: لا تختبروا صبرنا


من جانبه، قال المتظاهر رافد الكناني، في اتصال مع "الأناضول"، إن "مبنى محافظة البصرة (مقر الحكومة المحلية) بات تحت سيطرة المتظاهرين، بعد انسحاب قوات الأمن منه".

وأضاف أن "مبنى مجلس محافظة البصرة (المجلس التشريعي المحلي) أُضرمت فيه النيران، لكن ليس من جانب المتظاهرين؛ بل من قِبل جهات لا تزال مجهولة".

وتابع: "الوضع متوتر في المحافظة، وهناك آلاف من المتظاهرين من ذوي القتلى مستاؤون من استخدام قوات الأمن الرصاص الحي".

وقوات الجيش والشرطة تنسحب من الشوارع

بدوره، قال الملازم في شرطة البصرة المحلية حميد عبد الغفور، لـ"الأناضول"، إن "المتظاهرين اقتحموا مقر تيار الحكمة الوطني الذي يتزعمه عمار الحكيم، ومكتب عصائب أهل الحق (وهو ذراع سياسية لفصيل مسلح ضمن الحشد الشعبي)، وأضرموا النيران فيهما".

وأضاف عبد الغفور أن "المتظاهرين اقتحموا أيضاً منزل رئيس مجلس محلي البصرة وليد كيطان، وأحرقوا مكتب النائب فالح الخزعلي المنتمي إلى تحالف الفتح (يضم أغلب فصائل الحشد الشعبي)، فضلاً عن مكاتب قنوات تلفزيونية محسوبة على الأحزاب، بينها مكتب قناة الغدير التلفزيونية الفضائية (محسوبة على منظمة بدر)".

وأشار إلى أن "قوات الجيش والشرطة المحلية انسحبت من شوارع المدينة، واقتصر عملها حالياً على حماية المصارف في المدينة؛ خشية تعرُّضها للسرقة من قِبل اللصوص وسط الفوضى".

والبرلمان يبحث أزمة المظاهرات في البصرة

وفي مؤتمر صحافي الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، دعا مقتدى الصدر إلى جلسة استثنائية للبرلمان، يبثها التلفزيون؛ لبحث أزمة المظاهرات في البصرة التي وصفها بأنها مدينة بـ"لا ماء ولا كهرباء ولا كرامة".

وقال رئيس الوزراء إنه مستعد لحضور اجتماع للبرلمان مع الوزراء والمسؤولين المعنيِّين لمحاولة التوصل إلى حل. إلا أن الأمور تطورت مساء الخميس، ما جعل السلطات تقرر فرض حظر التجول .

واجتمع البرلمان لأول مرة يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، لكنه أخفق في انتخاب رئيس له، وأجَّل اجتماعه المقبل إلى 15 سبتمبر/أيلول 2018.

وكانت قوات الأمن، الأربعاء 5 سبتمبر/أيلول 2018، قد استعملت الغاز المسيل للدموع وأطلقت أعيرة نارية بالهواء، في مسعى لتفريق المظاهرات في البصرة . ووفقاً لمصادر صحية، فقد أصيب المحتج القتيل في رأسه بقنبلة دخان خلال الاشتباكات.

وبمقتل المحتج مساء الخميس، يرتفع إجمالي عدد قتلى المظاهرات في البصرة خلال الاشتباكات، منذ يوم الإثنين، إلى 8 قتلى، إضافة إلى عشرات المصابين. وقال مسؤولون محليون في قطاعي الصحة والأمن إن عشرات من أفراد الأمن أصيبوا أيضاً خلال العنف، بعضهم بسبب قنبلة يدوية.

تحميل المزيد