رغم وقف أميركا تمويلها للوكالة.. الأونروا تفتح مدارسها في الضفة وغزة وتحصل على دعم بديل

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/29 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/29 الساعة 17:59 بتوقيت غرينتش
Palestinian schoolgirls participate in the morning exercise at an UNRWA-run school, on the first day of a new school year, in Gaza City August 29, 2018. REUTERS/Mohammed Salem

فتحت المدارس التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في الضفة الغربية المحتلة و قطاع غزة أبوابَها، الأربعاء 29 أغسطس/آب، بعد أن حصلت الوكالة على أموال لتعويض خفض تمويل الولايات المتحدة، المانح الرئيسي لها.

وكانت الشكوك تحيط بموعد بدء العام الدراسي، بعد أن أعلنت الأونروا أنها لا تملك مالاً لدفع رواتب المعلمين في مدارسها بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والأردن وسوريا ولبنان، والبالغ عددهم 22 ألف معلم.

وقال بيير كراهينبول، المفوض العام لوكالة الأونروا للصحافيين في مدرسة للفتيات في مخيم الجلزون للاجئين بالضفة الغربية: "نحن مصرون جداً على إبقاء هذه المدارس مفتوحة". وبينما كان يتحدث ظهرت تلميذات في زي مقلم في فناء المدرسة، لممارسة التمرينات الرياضية.

ولم يُخفِ الفلسطينيون العاملون بمدارس الأونروا وكذلك التلاميذ قلقَهم من الوضع، لكنهم عبَّروا عن سعادتهم لفتح المدارس.

الأردن وجه تحذيرات متكررة من مستقبل غامض يهدد أونروا

وسبق أن حذَّر الأردن، أوائل الشهر الجاري،  من أن النقص المالي الحاد الذي يواجه وكالة تابعة للأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى تأثير "كارثي" على حياة ملايين اللاجئين في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بعد اجتماع مع بيير كراهينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن أزمة الميزانية التي تواجه الوكالة يمكن أن تحرم اللاجئين من خدمات التعليم الأساسية، والرعاية الصحية، والأمن الغذائي، وهو ما سيعمّق "معاناة اللاجئين الإنسانية".

ووفقاً لـ "رويترز"، نقل بيان لوزارة الخارجية عن الصفدي قوله: "الأونروا تواجه عجزاً مالياً خطراً ينذر بتبعات كارثية على اللاجئين، إذا لم يتم سده قبل نفاد المخصصات المالية لدى الوكالة".

وقالت زهرة أبوعبلة، وهي ناظرة مدرسة للأونروا في غزة: "لا نخفي عليكم أن هناك تخوفات، ولكن دائماً لا ذنب للأطفال بأن نعكس عليهم تخوفاتنا. فبالتالي نحن نقدم الخدمة كما يجب، بنضغط على أنفسنا، ويعني بنحاول نقتل التخوفات اللي بداخلنا، على أساس إنه يظهروا الطلاب، نكون أمامهم، كما يجب وكما هو مطلوب منا، فالمعلمات كلهم أمل، كلهم حب للعمل".

وتواجه المدارس التي تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أزمة تتعلق باستمرار عملها، في ظلِّ إخفاق الوكالة في توفير الاعتمادات المالية اللازمة لاستئناف عملها، المتضرر بسبب واشنطن.

هذا، وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، أن المساعدات المالية الإضافية التي تلقَّتها وكالة غوث، للتعويض عن خفض الولايات المتحدة لا تزال مساهمتها المالية للوكالة الأممية دون المطلوب؛ إذ إن الأونروا ما زالت بحاجة لأكثر من 200 مليون دولار لإكمال السنة.

وقالت تلميذة بالصف التاسع بمدرسة الأونروا في مخيم الجلزون، تدعى ليان وسام: "إحنا انبسطنا كتير لأنه داومنا لأنه إحنا معتقدين إنه إضرابات، تقليصات الوكالة، تؤثر علينا وما نداوم".

وقال حسين عليان، عضو اللجنة الاجتماعية للاجئين في مخيم الجلزون: "الحمد لله رب العالمين إنه اتفتح العام الدراسي. إحنا كلاجئين ما لنا مصانع ولا زراعة ولا تجارة إلا العلم تبعنا. فإحنا دائماً نصر ونركز على وكالة الغوث إنه دائماً تستثني التعليم وتستثني الصحة من التقليصات اللي بتقدم عليها".

واستنكر تلميذ في مدرسة بمخيم عايدة للاجئين، قرب بيت لحم، فكرة إغلاق المدارس أصلاً، وقال يوسف أكرم: "جريمة بحق اللاجئين قطع المعونات، وتحديداً المدارس، لأن الأطفال جايين يتعلموا، حابين العلم. يعني حابين إحنا نتعلم مش نصحى الصبح ما نلاقيش مدرسة".

وخفضت الولايات المتحدة هذا العام مساعداتها للأونروا إلى 60 مليون دولار، بعد تعهد بتقديم 350 مليون دولار العام الجاري، قائلة إن الوكالة بحاجة لإجراء إصلاحات لم تحددها، ودعت الفلسطينيين لإحياء محادثات السلام مع إسرائيل.

وقال كراهينبول قبل أسبوعين، إن المدارس ستفتح أبوابها في الموعد بعد أن تلقت الوكالة مساهمات إضافية بقيمة 238 مليون دولار منذ بداية العام.

أونروا تفتح مدارسها للطلاب في غزة والضفة
أونروا تفتح مدارسها للطلاب في غزة والضفة

وأضاف في المدرسة بمخيم الجلزون، أن الوكالة حصلت على 50 مليون دولار من كل من قطر والإمارات، وأن الأونروا تأمل في تلقي 50 مليون دولار أخرى أعلنت عنها السعودية، لكن الوكالة ما زالت تعاني في الوقت الحالي نقصاً بقيمة 200 مليون دولار.

وتابع كراهينبول قائلاً، إن مدارس الأونروا في الأردن وسوريا ولبنان ستفتح أوائل الأسبوع المقبل كما هو مخطط.

لذلك سعت للبحث حول آليات تمويل جديدة للأونروا

حيث اتفق الأردن واليابان، الأربعاء 29 أغسطس/آب، على مشاركة الأخيرة في رعاية مؤتمر "دولي"، داعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تعمل المملكة على تنظيمه.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أجراه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع نظيره الياباني تارو كونو، وفق بيان للخارجية الأردنية، تلقت الأناضول نسخة منه.

ووفق البيان، اتفق الصفدي وكونو، اليوم، على أن تشارك اليابان في رعاية المؤتمر الذي تعمل المملكة على تنظيمه، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الدول، لحشد الدعم المالي والسياسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.

وثمَّن الصفدي "موقف اليابان الداعم للوكالة التي تعاني من عجز مالي، يهدد قدرتها على تقديم خدماتها الحيوية لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، في مناطق عمل الوكالة الخمس".

وسينعقد مؤتمر الشهر المقبل في الأمم المتحدة، تحت رعاية مشتركة للأردن والسويد والاتحاد الأوروبي وتركيا، بصفتها رئيس اللجنة الاستشارية للأونروا، بالإضافة إلى اليابان.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، قطاع غزة.

وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد القرار الأميركي بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018 إلى 65 مليون دولار، بعد أن كانت حوالي 365 مليوناً في 2017.

علامات:
تحميل المزيد