ماكرون ينبِّه الأوروبيين من الاعتماد على أميركا.. ويدعو لمراجعة شاملة للأمن تتضمن روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/27 الساعة 11:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/27 الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: French President Emmanuel Macron delivers a speech in Quimper, France, June 21, 2018. REUTERS/Stephane Mahe/File Photo

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين 27 أغسطس/آب 2018، الاتحاد الأوروبي إلى تجنب الاعتماد على الولايات المتحدة أمنياً، مشيراً إلى أنه سيعرض مقترحات لتعزيز أمن التكتل.

وقال في خطاب مُهم بشأن إعادة إطلاق أجندته الدبلوماسية إنه "لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على الولايات المتحدة في أمنها. ضمان أمن أوروبا مسؤوليتنا".

وأضاف ماكرون أمام 250 دبلوماسياً ونائباً وخبيراً في العلاقات الدولية إنه سيكشف عن مقترحاته "خلال الأشهر المقبلة".

وأضاف: "أريد أن نطلق مراجعة شاملة لأمننا تتضمن روسيا، مع جميع الشركاء الأوروبيين".

وتأتي تصريحات ماكرون عقب سلسلة من التحركات التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب كشفت نيته النأي بنفسه عن حلفاء واشنطن التقليديين في حلف شمال الأطلسي.

ووصل ماكرون إلى السلطة العام الماضي، حيث تعهد بإصلاح الاتحاد الأوروبي ودعا إلى إصلاحات سياسية عميقة، بما في ذلك تخصيص ميزانية منفصلة لمنطقة اليورو، وهو اقتراح قوبل بدعم فاتر.

ودعا الرئيس الفرنسي، الذي سيتوجه إلى الدنمارك وفنلندا في جولة تستمر 3 أيام اعتباراً من الثلاثاء على أمل حشد الدعم لمقترحاته، إلى مضاعفة الجهود لإصلاح التكتل.

وقال: "علينا القيام بمبادرات جديدة وبناء تحالفات جديدة". وأضاف: "تريد فرنسا أوروبا قادرة على الحماية حتى في وقت بات فيه التطرف أقوى وعادت القومية للظهور".

وبعدما استُقبل الرئيس الفرنسي استقبالَ المنقذ في الاتحاد الأوروبي العام الماضي، تبددت طموحاته أمام جمود تكتل من البلدان ذات المصالح المتباينة في معظم الأحيان.

يسعى ماكرون لإيجاد حلفاء

اصطدمت مشاريع ماكرون الكبرى بحكومات شعبوية وقومية في العديد من البلدان من أوروبا الشرقية إلى إيطاليا، ورفض دول الشمال الغنية دفع الفاتورة عن غيرها، والمنافسة الضريبية بين الدول الـ28 والخوف حيال تدفق اللاجئين، فضلاً عن مفاوضات بريكست الشاقة.

وما ساهم في عرقلة مشاريع ماكرون أن حليفته التقليدية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل باتت في موقع ضعيف جراء انتكاساتها الانتخابية في بلادها.

ويسعى ماكرون لإيجاد حلفاء، فيقوم بجولة أوروبية صغيرة إلى الدنمارك وفنلندا تبدأ الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام، ليكون بذلك زار أكثر من نصف القادة الأوروبيين خلال عام.

ويقر مستشارو قصر الإليزيه بأنه منذ العام الماضي "حصلت تغييرات كثيرة في العالم مع صعود القوميات وأزمة النهج التعددي. يجب أن نكون أكثر ديناميكية للتكيف مع هذه التطورات".

فعلى الرغم من حفاوة اللقاء وتبادل المعانقات، قوض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجموعة السبع وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني وباشر حرباً تجارية عالمية وهو يطالب الأوروبيين بمساهمات مالية مكثفة للحفاظ على الحلف الأطلسي.

غير أن التهديد لا يأتي من الخارج فقط بل من داخل أوروبا، حيث تعتمد بولندا وإيطاليا الآن سياسة مشككة في أوروبا ومعادية للهجرة، ترغم باريس على السعي لإقامة "هلال تقدمي" للتصدي لها.

وقال رئيس كتلة نواب الحزب الرئاسي في الجمعية الوطنية ريشار فيران، أمس الأحد، ملخصاً الوضع: "المسألة هي في الواقع بين ماكرون وميركل و(بيدرو) سانشيز في إسبانيا باختصار، أي أولئك الذين يقولون إن لدينا مستقبلاً أوروبياً تربوياً، وأولئك الذين يقولون لا، ينبغي التقوقع على الذات لأننا سننجح أكثر بمفردنا"، معدداً بين أتباع هذا النهج رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني.

واضطرت 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي من بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، هذا الصيف إلى التحرك بشكل طارئ لتقاسم توزيع مهاجرين رفضت روما استقبالهم. وتتعثر المفاوضات حول آلية منسقة ثابتة في مواجهة الهجرة عند رفض إيطاليا التي هددت الجمعة بتعليق مساهمتها في ميزانية الاتحاد الأوروبي.

وإزاء عزم المعارضة في فرنسا على تحويل الانتخابات الأوروبية في أيار/مايو إلى "استفتاء ضدّ ماكرون" مثلما أعلن رئيس حركة "فرنسا المتمردة" جان لوك ميلانشون، يتحتم على ماكرون أن يثبت أن جهوده الدولية ستعود بمنفعة مباشرة على الفرنسيين.

وقال الإليزيه: "ليس هناك أي انفصال بين الإصلاحات في فرنسا والتحرك الدولي".

تباطؤ الديناميكية

ولفتت كلير دوميسماي من المعهد الألماني للسياسة الخارجية إلى أن "الملف الأوروبي فقد الكثير من الديناميكية" منذ عام، في حين تساءل رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فرانسوا هايسبور في لندن إن كان ماكرون "سينجح في تحريك أوروبا" قبل إتمام التسويات الكبرى بحلول نهاية 2019.

وأضاف: "إنه الزعيم الوحيد في أوروبا اليوم" لكن "ماكرون لا يمكن أن يكون زعيما وحده"، بل ينبغي أن "تسير فرنسا وألمانيا معاً" في حين أن ميركل لا تزال في موقع ضعف نتيجة انتكاستها في الانتخابات التشريعية العام الماضي.

وحذر هايبور بأنه "إن تبين لنا في منتصف 2019 أنه ليس هناك أي إمكانية لحمل العملاق على التقدم، فستكون هناك مشكلة توجه استراتيجي لولايته".

وشدَّد مانويل لافون رابنوي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية على أنه بالنسبة لموضوعي المهاجرين وأوروبا الحماية "إيمانويل ماكرون بحاجة إلى نتائج وليس مجرد طموحات، حتى يقبل مسلحاً على الانتخابات الأوروبية".

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ أيضاً

أسعار التذاكر ستشهد انخفاضاً عند افتتاح مطار إسطنبول الجديد.. ومسؤول يحدد أوّل دولتين ستستقبلان رحلتين من المطار الثالث

تبدأ من القدور والمقالي وحتى السيارات.. الطلاب السعوديون في كندا يتدافعون لبيع أغراضهم لمغادرة البلاد فوراً بأمر دولتهم

تحميل المزيد