أنهى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مهامّ اثنين من كبار المسؤولين العسكريين في الجزائر الأربعاء 22 أغسطس/آب الجاري. وفي الأيام القليلة القادمة من المنتظر أن يتخذ الرئيس الجزائري قرارات بشأن إقالات جديدة أخرى.
وحسب تقرير لصحيفة Jeune Afrique الفرنسية، فإنه قبل أقل من سنة عن موعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقرر إجراؤها في شهر أبريل/نيسان 2019، تشهد الأجهزة الأمنية تغييرات عديدة على مستوى هيكلتها.
استبعاد وزنين ثقيلين من المؤسسة العسكرية
فعلى إثر العزل المفاجئ للمدير العام للأمن الوطني، اللواء عبدالغني هامل في يونيو/حزيران الماضي، وموجة الإقالات التي تلت ذلك في جهازي الشرطة والدرك، حان الآن دور إعادة تنظيم هياكل المؤسسة العسكرية.
وضع عبدالعزيز بوتفليقة الأربعاء، حداً لمهامّ المدير المركزي لأمن الجيش اللواء محمد تيرش، المعروف باسم "لخضر". وقد تم الإعلان عن هذا الخبر في منتصف النهار، بعد أن بثته القناة التلفزيونية الإخبارية، التي تبث أخبارها بشكل متواصل، Ennahar TV. كما تمت إقالة اللواء بومدين بن عتو المراقب العام للجيش، واستبداله بالمدير المركزي للمعتمدية اللواء حاجي زرهوني.
وكان اللواء لخضر تيرش رئيساً للمديرية المركزية لأمن الجيش في الجزائر منذ يونيو/حزيران 2013. وتتولى هذه الإدارة التي تحظى بأهمية كبرى داخل الهيكل التنظيمي لوزارة الدفاع في الجزائر مهمة حماية أفراد وبنية المؤسسة العسكرية التحتية. علاوةً على ذلك، كانت المديرية المركزية لأمن الجيش مرتبطة بدائرة الاستعلام والأمن (التي تم حلها سنة 2015) قبل أن يتم إلحاقها بوزارة الدفاع الوطني في صيف سنة 2013.
علاقة هذه الإقالات بالانتخابات الرئاسية المقبلة
وتأتي هذه الإقالات التي كانت بأمر من الرئيس الجزائري ، بعد أسابيع من إقالة مدير الأمن الوطني عبدالغني هامل، ومدير الدرك الوطني مناد نوبة، وعدد من مديري الأمن بالولايات، بالإضافة إلى قضاة وإطارات سامية في الدولة.
ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية سبباً للإقالات في ذلك الحين، لكنها أثارت تكهنات مراقبين ووسائل إعلام محلية بوجود صراعات على السلطة بين النخبة السياسية والعسكرية والتجارية والتي يلفها الغموض قبل انتخابات الرئاسة التي تجري في 2019.
وكان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم دعا بوتفليقة، الذي يجلس على مقعد متحرك ونادراً ما يظهر في العلن منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، ليخوض الانتخابات لولاية خامسة.
ولم يعلن الرئيس بوتفليقة الذي يقود الجزائر منذ 1999، ما إذا كان سيخوض الانتخابات.
وذكر البيان أن اللواء علي سيدان، الذي كان مديراً للأكاديمية العسكرية في شرشال، سيحل محل شنتوف. أما اللواء مفتاح صواب، الذي كان قائداً للناحية العسكرية السادسة، فيحل محل باي.
وأعلن 15 حزباً سياسياً، الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، بالجزائر العاصمة، إطلاق مبادرة سياسية تحت اسم "الاستمرارية في إطار الاستقرار والإصلاح" لدعم برنامج ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.
"الجدارة والاستحقاق" معايير جديدة في الجزائر
أكد الفريق قايد صالح أن مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما عاملان مهمان في تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، وجعله تقليداً عسكرياً راسخاً وسُنّة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية، وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة، في إشارة إلى التغييرات التي عرفتها قيادات بعض النواحي العسكرية، وبعض المناصب بوزارة الدفاع.
وأشرف الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، صباح الخميس 23 أغسطس/آب 2018، على مراسم تسليم السلطة وتنصيب اللواء علي سيدان قائداً جديداً للناحية العسكرية الأولى بالبليدة، خلفاً للواء حبيب شنتوف الذي أحيل إلى التقاعد.
وأعلن الفريق عن التنصيب الرسمي لقائد الناحية الجديد اللواء علي سيدان وتسليمه العلم الوطني، حيث قال: "باسم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، ووفقاً للمرسوم الرئاسي المؤرخ في 16 أغسطس 2018، أنصّب رسمياً في هذا اليوم قائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان، خلفاً للواء حبيب شنتوف".
وتحدث الفريق قايد صالح عن حملة التغييرات التي طالت قادة بعض النواحي العسكرية، وقال: "إنّ مقياس الجدارة ومعيار الاستحقاق هما عاملان في تثبيت نهج التداول على الوظائف والمناصب، وجعله تقليداً عسكرياً راسخاً وسُنّة حميدة، تتيح فرصة تحفيز القدرات البشرية، وتثمين خبراتها الغنية والمتراكمة وتشجيعها على مواصلة بذل المزيد من الجهد على درب خدمة جيشنا الوطني الشعبي".
إعفاءات أخرى مرتقبة سيجريها الرئيس الجزائري
وتتوقع بعض المصادر الصحفية في الجزائر إقرار إقالات جديدة خلال الفترة المقبلة سيجريها الرئيس الجزائري بوتفليقة ، خاصة على مستوى قيادة الناحيتين العسكرية الرابعة والخامسة، الواقعتين على طول الحدود مع كل من تونس وليبيا.
ووفقاً للمصدر التلفزيوني ذاته، قناة Ennahar TV، تُبرر وزارة الدفاع الوطني الجزائرية موجة الإقالات والتعيينات الجديدة هذه بالحاجة إلى "إضفاء الطابع المهني وإشراك عناصر شابة" في الهياكل العسكرية. وإلى حد الآن، لم تؤكد كل من وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية الجزائرية على حد السواء، هذه المعلومات رسمياً.
وخلال الأسبوع الماضي، تناقلت بعض وسائل الإعلام معلومات عن تغييرات في التنظيم الإقليمي للنواحي العسكرية، خاصة بعد رحيل قائدي الناحيتين العسكريتين الأولى والثانية، اللواء الحبيب شنتوف وسعيد باي. وعوضاً عنهما، تم تعيين الجنرالين علي سيدان ومفتاح صواب، على التوالي. وتجدر الإشارة إلى أن مفتاح صواب كان قد شغل منصب قائد الناحية العسكرية السادسة المجاورة لكل من مالي والنيجر. وإلى الآن، لم يتم التعرف على الشخصية العسكرية التي ستحل محله في هذه المنطقة الحساسة للغاية.
______________
اقرأ أيضاََ
فضيحة الكوكايين تطيح بالمدير العام الوطني الجزائري.. بوتفليقة أقاله بعد ساعات من تصريحاته عن القضية