في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين تركيا وأميركا حالة من التأزم الشديد، بدأت أنقرة باتخاذ خطوات إيجابية تجاه الدول الأوروبية، كانت بدايتها بقرار أنقرة الإفراج عن الجنود اليونانيين الأسبوع الماضي، وهو ما لاقى ترحيباً أوروبياً.
واليوم، الاثنين 20 أغسطس/آب 2018، قالت الصحافية الألمانية ميسالي تولو على تويتر، إن تركيا عدلت عن قرارها بمنعها من السفر أثناء محاكمتها بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية.
وأكدت تولو التقارير التي نشرتها وسائل إعلام ألمانية حول إلغاء قرار منع السفر الذي أصدرته السلطات التركية منذ الإفراج عنها من السجن في ديسمبر/كانون الأول بعد احتجازها 8 أشهر.
وقالت تولو باللغة التركية على حسابها على تويتر: "نتيجة لطلبٍ من المحامي الخاص بي فقد تم إلغاء منع سفري إلى الخارج… مقاضاتي ستستأنف يوم 16 أكتوبر تشرين الأول".
خطوة لتحسين العلاقات
وطالبت ألمانيا بالإفراج عن العديد من مواطنيها، وبعضهم من أصول تركية، كخطوة ضرورية لتحسين العلاقات مع تركيا.
وتدهورت العلاقات بين الدولتين العضويين في حلف شمال الأطلسي بعد تنديد ألمانيا بحملة الاعتقالات التي شنتها تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 والتي شملت نحو 50 ألف شخص، وأيضاً فصل أو إيقاف 150 ألفاً آخرين عن العمل بينهم مدرسون وقضاة وأفراد بالقوات المسلحة.
وتحسنت العلاقات في الشهور الأخيرة، خاصة بعد إفراج تركيا عن الصحفي الألماني التركي دينيز يوجيل في فبراير/شباط.
وتحتجز تركيا 8 مواطنين ألمان لأسباب سياسية من بينهم شخص ألقي القبض عليه الأسبوع الماضي. واحتجزت تركيا العديد من المواطنين الأميركيين أيضاً.
وحثت ألمانيا تركيا على تحسين العلاقات معها ومع الولايات المتحدة، وهو ما قد يخفف وطأة الأزمة الاقتصادية التي اندلعت جراء الانخفاض الحاد في قيمة الليرة التركية.
أزمة مستمرة مع واشنطن
ويأتي ذلك في وقت تمرّ فيه العلاقات بين واشنطن وأنقرة، بأزمة دبلوماسية على صلة خصوصاً بقضية القسّ الأميركي الموضوع قيد الإقامة الجبرية في تركيا والذي تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنه.
واندلعت الأزمة عندما فرضت واشنطن في أول آب/أغسطس عقوبات غير مسبوقة على وزيرين تركيين وردّت أنقرة عليها. وأدى هذا التصعيد في التوترات إلى انهيار العملة التركية الأسبوع الماضي.
وبعد أن شهدت استقراراً لبضعة أيام، سجّلت الليرة التي خسرت حوالى 40% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام، تراجعاً الجمعة بعد أن هددت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على أنقرة.
وقال ترمب عن تركيا خلال اجتماع الحكومة: "لم يثبتوا أنهم صديق جيد.. لديهم قسّ مسيحي عظيم هناك. إنه رجل بريء".
في المقابل قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تتعرض لحرب اقتصادية مع الأعداء.
ودعا أردوغان شعبه إلى مقاطعة السلع الإلكترونية الأميركية وخصصت وسائل الإعلام التركية تغطية واسعة لاحتجاجات مناهضة للولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
تركيا تتخذ خطوة إيجابية تجاه اليونان.. وأوروبا تعلق برسالة طمأنة لأنقرة