شدد وزير سعودي على أن الأزمة التي تمر بها العلاقات السعودية الكندية "لن تؤثر، بأي حال من الأحوال، على علاقات شركة أرامكو السعودية مع عملائها في كندا".
جاء ذلك في تصريح أدلى به، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد بن عبد العزيز الفالح، فجر الخميس، نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وقال الوزير إن "السياسة النفطية لحكومة المملكة العربية السعودية تقضي بعدم تعريض الإمدادات النفطية التي توفرها المملكة لدول العالم لأية اعتباراتٍ سياسية".
وأكد أن "هذه السياسة ثابتة ولاتتأثر بأية ظروفٍ سياسية".
ولفت الوزير أن "المملكة مستمرة في الاستثمار في طاقتها الإنتاجية، التي تُمثِّل عنصراً جوهرياً في حماية الاقتصاد العالمي من التقلبات المضرة بالمنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء.
و"أرامكو"، هي أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط والرابعة عالميا، مملوكة من صندوق سيادي سعودي بنسبة 70 بالمائة، وتنتج برميلا واحدا من كل ثمانية براميل من إمدادات النفط في العالم.
تجميد كل التعاملات
والإثنين الماضي، استدعت السعودية سفيرها لدى كندا، معتبرة سفير الأخيرة لدى الرياض، "شخصا غير مرغوب فيه"؛ على خلفية ما عدته الرياض "تدخلا صريحا وسافراً في الشؤون الداخلية للبلاد".
وأعلنت المملكة "تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة، مع كندا واحتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى".
جاء ذلك، في أعقاب دعوة وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، الرياض، إلى الإفراج عمّن أسمتهم "نشطاء المجتمع المدني" تم توقيفهم في المملكة.
ويبلغ حجم العلاقات التجارية بين البلدين حوالي أربعة مليارات دولار سنويا. وبلغت الصادرات الكندية للسعودية حوالي 1.12 مليار دولار إجمالا في 2017 أو ما يعادل 0.2 بالمئة من إجمالي الصادرات الكندية.
واستبعد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أي جهود وساطة وقال في مؤتمر صحفي بالرياض "ما في (لا يوجد) داعي للوساطة. كندا ارتكبت خطأ كبيرا وعلى كندا أن تصحح هذا الخطأ، وكندا تدرك تماما ما هو المطلوب منها في هذا الشأن".
جاستن ترودو يعرض غصن الزيتون
وبدا أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعرض غصن الزيتون إذ قال إن المملكة حققت بعض التقدم في حقوق الإنسان.
وقال ترودو "المحادثات الدبلوماسية ستستمر… لا نريد أن تكون لنا علاقات سيئة مع السعودية. إنها دولة ذات أهمية كبرى في العالم وتحرز تقدما في مجال حقوق الإنسان".
وفي الأشهر الأخيرة احتجزت السعودية عددا من النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة والذين قام بعضهم في السابق بحملات من أجل حق المرأة في قيادة السيارة وإنهاء نظام ولاية الرجل في المملكة، في أحدث حملة حكومية على النشطاء ورجال الدين والصحفيين.
ومنذ صعوده إلى دوائر صنع القرار في 2015، سعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لاستمالة الحلفاء الغربيين لدعم خططه الإصلاحية، وعرض صفقات أسلحة بمليارات الدولارات وتعهد بمحاربة التطرف في المملكة.
وأطلق الأمير محمد حملة للتغيير الاجتماعي والاقتصادي، لكنه لم يخفف الحظر المطلق على النشاط السياسي. واتخذ موقفا أكثر شدة تجاه إيران وبدأ حربا مستمرة منذ 3 سنوات في اليمن وقاد مقاطعة قطر.
وعلاوة على تجميد التعاملات التجارية، أوقفت المملكة كذلك برامج التعليم والعلاج في كندا وتضع خططا لنقل عشرات الآلاف من الطلاب والمرضى السعوديين إلى دول أخرى.
ـــــــــــــــــــ
اقرأ أيضاً
إعصار التغريدة مستمر.. 20 مليار دولار قيمة الخسائر التي خلّفتها أزمة كندا مع السعودية حتى الآن
المبتعثون السعوديون في كندا يقفون مع سلطات بلادهم وسيكلفون الاقتصاد الكندي 400 مليون دولار سنوياً