ما قصة المسدس بيده اليمنى؟ مدير السد النهضة “المقتول” عاش 6 سنوات في مكان تصعب الإقامة فيه لتنفيذ “الوصية”

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/26 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/29 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
سد النهضة

كل شيء لا يزال غامضاً حول وفاة شخصية لا تقل غموضاً عن حياته، فالمدير التنفيذي في سد النهضة بقلي سمنجاو (53 عاماً) وجد ميتاً داخل سيارته، التي كان محركها يعمل لحظة اكتشاف مفارقته للحياة قَتلاً بالرصاص وبيده المسدس.

فالرجل الذي لا ينام سوى 4 ساعات يومياً وُجد ميتاً، في أكثر ساحات العاصمة صخباً، ميدان الصليب، الذي انطلقت منه أغلب احتجاجات واحتفالات العاصمة الدينية والوطنية، وهو ليس قريباً لا من مكان سكن سمنجاو، ولا من عمله أيضاً.

الأمر الذي أكدته والدة زوجته التي صدمها خبر وفاته، وخاصة أنها تعتبره ابناً لها، فهو متزوج من ابنتها منذ 24 عاماً، وعلى الرغم أنهما لا يلتقيان كثيراً بسبب عمله إلا أن الخبر كان قاسياً عليها.

حلمه أن ينهي هذا المشروع ولكنه لم يتحقق
حلمه أن ينهي هذا المشروع ولكنه لم يتحقق

وخاصة أن المهندس الذي ينتمي لإقليم الأمهرا، وتحديداً مدينة قندر، كان قد تنقَّل في عدد من الوظائف خلال سنوات عمله الـ32، آخرها كانت الإدارة التنفيذية لسد النهضة الإثيوبي، الذي تسلمه العام  و2010 .

وكان يحمل على عاتقه، بحسب تصريحات سابقة له، وصية رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي، الذي توفّي العام 2012، بإنهاء سد النهضة.

تحقيقات تطال الجميع

يقيم المهندس الذي لم يُعرف بعدُ سبب مقتله، بعيداً عن عائلته التي يتواصل معها مرة أسبوعياً، ومن عاداته التي تميزه تأدية النشيد الوطني الإثيوبي مرتين يومياً.

وقال مفوض الشرطة الفيدرالية الإثيوبية جمال زينو: "إن المهندس سمنجاو بقلي مات برصاصة، وكان في يده مسدس"  ما يترك السؤال هل انتحر أم قتل؟، وحسب المفوض فإن الشرطة تقوم بالتحقيقات للتوصل لمعرفة الجناة، والآن يتم التحقيق مع العديد من الأفراد، والعديد من المواقع لمعرفة الأسباب.

وقال إن التحريات تجري مع العاملين في مواقع العمل التي عمل فيها المهندس بقلي، ومكان العمل، ومع كل من له علاقة بالمهندس.

والدة زوجته إلى جانب الكثير من الإثيوبيين شعروا بالغضب لوفاته، وهي ترفض فكرة "انتحاره" فالمسدس الموجود في يده اليمنى لا يثبت نظرية الانتحار، ولكنه "اغتيل".

غضب الإثويبيين جاء بشكل مظاهرات في أديس أبابا ومدينة جوندر التي ينحدر منها المهندس، حتى أن الشرطة قتلت شخصا خلال محاولتها لتفريق الحشد في جوندر.

تقول بيليتو بولبولا سورسو، المُحرِّرة في Afaan Oromo Service التابعة لشبكة BBC-

 أنه كان معروف على نطاق واسع أنه متواضع وبسيط وغير فاسد، كان يتصرَّف وكأنه أحد العمال في المشروع.

وتقول: "كرَّس حياته كلها للسد"، موضحة أنه كان يقضي أغلب أوقاته في نطاق السد الذي يقع في منطقة بينيشانغول-جوموز الإثيوبية القريبة من السودان، على بعد 1000 كم شمال غربي منزله في العاصمة أديس أبابا.    

وعلقت: "إنه مكان يصعب العيش فيه، لكنه مكث فيه لأكثر من 6 سنوات".


اقرأ أيضاً

مات مقتولاً بالرصاص.. إثيوبيا تكشف عن سبب موت مدير مشروع سد النهضة

 

 

تحميل المزيد