“لم تعطوا الفلسطينيين بقدر ما فعلنا”.. واشنطن تتهم العرب “الأثرياء” بعدم المساعدة في إرساء السلام بالمنطقة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/24 الساعة 18:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/25 الساعة 06:49 بتوقيت غرينتش
U.S. Secretary of State Mike Pompeo and U.S. Ambassador to the United Nations Nikki Haley hold a press briefing at U.N. headquarters in New York City, New York, U.S., July 20, 2018. REUTERS/Brendan McDermid

هاجمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، الدول العربية في إطار النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، معتبرة أنها لا تبذل جهداً كافياً "للمساعدة فعلاً" في إرساء السلام في المنطقة.

وقالت هايلي خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط: "حان الوقت لتساعد دول المنطقة الشعب الفلسطيني بشكل فعلي، بدل إلقاء الخطابات من على بعد آلاف الكيلومترات".

كم أعطت الدول العربية للفلسطينيين؟

وأضافت: "أين الدول العربية حين يجب تشجيع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو أمر أساسي للسلام؟ أين الدول العربية حين يجب التنديد بحركة حماس؟ أين الدول العربية حين يصبح ضرورياً دعم التسويات من أجل السلام؟".

وردت هايلي أيضاً على اتهام بلادها بعدم الاهتمام بالفلسطينيين.

وأوضحت أنه إضافة إلى مساعدتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قدمت واشنطن العام الفائت 300 مليون دولار على شكل مساعدة ثنائية، ما يوازي منذ 1993 "أكثر من 6 مليارات دولار مساعدة ثنائية للفلسطينيين".

وتابعت بسخرية: "كم أعطت الدول العربية للفلسطينيين، علماً أن بعضها ثري؟ من المؤكد أنها لم تعط بمقدار ما فعلت الولايات المتحدة".

وقالت أيضاً: "العام الفائت، كانت مساهمة إيران والجزائر وتونس في أونروا صفراً"، من دون أن تشير إلى تقليص واشنطن بشكل كبير لمساهمتها المالية في الوكالة هذا العام.

والأوروبيون يدعون أميركا للعودة لدعم الأونروا

وفي هذا الصدد، دعا السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر نظيرته الأميركية إلى العودة عن هذا القرار، وقال: "انطلاقاً من دورها التاريخي في الاستقرار الإقليمي، ندعو الولايات المتحدة ودياً إلى تحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها في هذا الموضوع الحيوي"، بهدف المساعدة في سد عجز الأونروا، المقدر بأكثر من 200 مليون دولار.

وأمام الصحافيين، أعرب السفير السويدي أولوف سكوغ، الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن خلال يوليو/تموز، عن خيبة أمله من السياسة الأميركية. وقال "يحدثوننا منذ عام عن خطة ولم نرها بعد. عدم امتلاك خطة ذات صدقية يمثل مشكلة".

وفي حين طالب السفير الإسرائيلي داني دانون بإدانة حماس دولياً، ندَّد نظيره الفلسطيني رياض منصور بـ"فصل عنصري" يمارَس بحق الفلسطينيين، عبر قانون "الدولة القومية اليهودية"، الذي أُقر في إسرائيل مؤخراً.

وقال منصور إنه ينتظر "في 13 أغسطس/آب" تقريراً يرفعه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع توصيات، بناء على طلب الجمعية العامة، لإيجاد "آلية حماية دولية للشعب الفلسطيني".

من جهته، اعتبر مساعد السفير الروسي ديمتري بوليانسكي، أن "الحل الوحيد يكمن في حوار مباشر بين الجانبين"، لافتاً إلى أن بلاده عرضت استضافة قمة إسرائيلية فلسطينية، وقد وافق الفلسطينيون على هذه الفكرة.

واشنطن خفضت مساهمتها بـ250 مليون دولار

تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أزمة تتعلق باستمرار عملها، في ظلِّ إخفاقها في توفير الاعتمادات المالية اللازمة، والمتضرر بسبب واشنطن.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، أن المساعدات المالية الإضافية التي تلقَّتها وكالة غوث، للتعويض عن خفض الولايات المتحدة لا تزال مساهمتها المالية للوكالة الأممية دون المطلوب؛ إذ إن الأونروا ما زالت بحاجة لأكثر من 200 مليون دولار لإكمال السنة.

تخفيض أميركا لمساهمتها في الأونروا هدد عمل الوكالة
تخفيض أميركا لمساهمتها في الأونروا هدد عمل الوكالة

وتواجه الأونروا أزمة مالية حادة، إثر خفض الولايات المتحدة مساهمتها في موازنتها بمقدار 250 مليون دولار.

وحذَّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لايتشاك، خلال مؤتمر للمانحين في نيويورك، الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، من أنه إذا لم يتم تأمين المبلغ الناقص، فإن قسماً من المدارس التي تديرها الأونروا "قد لا يفتح أبوابه مجدداً في أغسطس/آب".

وأضاف أن "الأنشطة الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة على المحك".

بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "الفشل في تأمين موارد الحاجة إليها ماسّة سيترتَّب عليه مزيد من المصاعب للمجتمعات، ومزيد من اليأس للمنطقة، ومزيد من انعدام الاستقرار للعالم".

 

علامات:
تحميل المزيد