أكد البيان الختامي للقمة الإسلامية، المنعقدة الجمعة 18 مايو/أيار 2018، في إسطنبول، أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن نقل السفارة الأميركية لا يغير وضعها، كما اتهم البيان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بدعم جرائم الاحتلال، ودعا إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وأدان البيان الختامي الأعمال الإجرامية للقوات الإسرائيلية في غزة إزاء الفلسطينيين العزل، وقال إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يشجع الاحتلال على استهداف الفلسطينيين. وانتقد البيان نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وأكد أن ذلك لا يغير شيئاً في أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، ودعا إلى اتخاذ خطوات لمنع دول أخرى من نقل سفاراتها إلى القدس.
وطلب البيان الختامي لقمة إسطنبول، من الأمين العام للتعاون الإسلامي، التحرك العاجل لإنشاء لجنة خبراء دولية مستقلة للتحقيق في جرائم ومجازر القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين السلميين بغزة، وتحديد المسؤولية الجنائية للسلطات الإسرائيلية، ونقل النتائج التي تخلص إليها اللجنة إلى الهيئات الدولية ذات الصلة.
ودعا البيان، مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، إلى القيام بمسؤولياتهم بشأن تشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات في غزة، كما حث جميع الدول لتكثيف جهودها من أجل وضع ذلك على أجندة المؤسسات الدولية المذكورة في أسرع وقت.
وحمّلت القمة، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الأعمال الوحشية التي مورست ضد الفلسطينيين وأدت إلى مقتل أكثر من 60 منهم في 14 مايو/أيار الجاري، وإصابة نحو ألفين و700 مدني. وأدانت القمة بأشد العبارات، الممارسات الإجرامية التي نفذتها القوات الإسرائيلية تجاه شعب فلسطين الأعزل الذي كان يستخدم حقه في التظاهر السلمي ضد الاحتلال غير الإنساني وغير القانوني.
وأكدت القمة على ضرورة التنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية، حول التطورات الأخيرة في القدس والأراضي الفلسطينية.
إفلات إسرائيل من العقاب!
وفي جلسة الافتتاح، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن القدس هي قضية المسلمين جميعاً، وأن أي هجوم عليها هو هجوم على كل قيم الديانات السماوية الثلاث، وطالب بأن يأخذ المسلمون حقهم بأنفسهم؛ لأنه "لن يتفضل علينا أحد بإعطائنا حقنا على طبق من ذهب".
وذكر أردوغان أن القضية الفلسطينية ستُنقل مجدداً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ وذلك لأن أي خطوة تجري داخل مجلس الأمن تُقابَل بـ"فيتو" أميركي.
وأوضح أن الإدانات والصراخ والغضب لم تضع حداً للظلم والاحتلال، ولن توقفهما كذلك في المستقبل، وشدد على أن القدس "مدينة مقدسة لا يمكن تركها تحت رحمة دولة إرهابية، يداها ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".
وطالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، بتشكيل لجنة خبراء مستقلة للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية المرتكبة على حدود غزة، وأضاف أن التحقيق الدولي في الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، في 14 مايو/أيار 2018، هو مطلب مُلح وعادل.
ودعا الأطراف الفاعلة كافة إلى "الانخراط في رعاية عملية سياسية متعددة الأطراف في إطار زمني محدد، وعلى مبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كلمة أمين عام #منظمة_التعاون_الاسلامي في #القمة_الاسلامية الاستثنائية في اسطنبول حول التطورات الاخيرة في # https://t.co/QmTBtsMNdc
— OIC (@OIC_OCI) May 18, 2018
وشدد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يقوّض عملية السلام في الشرق الأوسط، وتساءل عن سر إفلات إسرائيل دائماً من العقاب. وأكد الشيخ الصباح أن عدم مساءلة إسرائيل عن جرائمها سيخلق بيئة من العنف وعدم الاستقرار، مؤكداً أن بلاده لن تدخر جهداً في دعم القضية الفلسطينية.
من جهته، أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من جانبه، أن السلام هو الحل للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، مبرزاً أن القدس الشرقية أرض محتلة، وهي من قضايا الحل النهائي.
وصرح بأن بلاده ستتعاون مع الأشقاء لمواجهة تداعيات قرار نقل السفارة الأميركية للقدس، كما سيتم التنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع منظمة التعاون الإسلامي للتصدي لأي تغيير للوضع التاريخي للقدس.
وأوضح رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، أنه لا سلام ولا استقرار دون حرية القدس، مشدداً على أن نقل السفارة الأميركية للقدس عمل عدواني وتشجيع لإسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين، وتدمير للحل السلمي على أساس الدولتين.
وقال إن قرار نقل السفارة الأميركية للقدس يجعل واشنطن شريكة لإسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين، داعياً إلى دعم القضية بكل الوسائل لتعزيز صمود الفلسطينيين، وخاصة في القدس الشرقية.
عقوبات اقتصادية
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "المجرمين الصهاينة" بارتكابهم تلك الجرائم ضد الفلسطينيين يتحدون الجميع، مشدداً على أن البيت الأبيض أظهر أنه لا يتخوف من هدم أسس النظام الدولي ومبادئه، معتبراً نقل السفارة إلى القدس ضوءاً أخضر لسلطات الاحتلال لارتكاب جرائمها.
وشرح روحاني أن الاحتلال لم يكن ليرتكب جرائمه لو وجد الأمة موحدة، داعياً لتحرك تجاري واقتصادي ضد الإدارة الأميركية وإسرائيل.
وكانت مسودة بيان الاجتماع الاستثنائي لقمة منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة في إسطنبول، قد أدانت الأعمال الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وحذرت من مبادرة دول أخرى لنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة.
Family photo during the ongoing extraordinary summit of the #OIC holding in #Istanbul, #Turkey, on the massacre of over 60 unarmed #Palestinian protesters in #Gaza by #Israeli occupying forces last Monday. #nakba70 #oicsummit pic.twitter.com/xwduK3jLfb
— OIC (@OIC_OCI) May 18, 2018
وحمّل البيان سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الفظاعات التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما القتل المتعمد لأكثر من 60 فلسطينياً وإصابة نحو 2700 آخرين.
ودعت مسودة البيان المجتمع الدولي -ولا سيما مجلس الأمن- إلى الوفاء بالتزاماته القانونية في الدفاع عن القانون والنظام الدوليين فيما يتعلق بفلسطين، وضمان مساءلة إسرائيل عن جرائمها.
وشارك في القمة وزراء خارجية 15 دولة، بينها المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، بينما تشارك الإمارات العربية المتحدة بمستوى وزير دولة.