جرّبتها بنفسي ورأيت نتائجها على أرض الواقع.. تلك الخطوات نظّمت لي حياتي

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/08 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/08 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
Istock

لقد تساءلت دوماً ما معنى مصطلح الوقت؟

هل هو الساعات التي تُحتسب خلال اليوم؟ أم هي تلك الثواني التي نقضيها في الأفراح والأحزان؟ أم أنه مصطلح مغلق، لا نقدر على فك ألغازه؟

الوقت بالنسبة لأشخاص كثيرين هو الساعات التي يقضونها في العمل من الملل والتعب، وأما للآخرين فهو ساعات المرح التي يقضونها مع أصدقائهم أو مشاهدة فيلم ما، وآخرون يعتبرون أن ساعات الأحزان هي الوقت بعينه؛ بسبب مروره ببطء فيقتل صاحبه.. أنت، ما هو الوقت بالنسبة لك؟

الوقت بالنسبة لك هل هو أيام تقضيها في هذه الحياة أم ثوانٍ أم دقائق أم ساعات؟، أعلم أن السؤال صعب وليس بالسهل، لقد اهتم الفلاسفة والعلماء والمفكرون بهذا المصطلح على مدار القرون، لكن ما يهمني هو ما رأي كل عاقل على وجه الأرض في هذه المعضلة؟ بالطبع كل شخص منا يؤمن بالوقت بنظرته الخاصة، فمنا من يرى الوقت نعمة يستطيع أن ينجز فيها أعماله التي يريدها أو يمرح كالطفل أو مشاهدة فيلم أو مسلسل تخفف عنه هموم الحياة التي يحملها على كاهله، ومنهم من يرى الوقت حزناً وهَماً وتعباً ومشقة لا تنتهي، يريد أن يتخلص من الوقت بأي وسيلة ممكنة، من خلال إفناء نفسه بموته أو أي شيء آخر، يتمنى في بعض الأحيان أنه لم يولد من الأساس!

أما الوقت بالنسبة للطالب المدرسي أو الجامعي، ما هو إلا توتر وإرهاق ذهني مصاحب للامتحانات، بالقهوة التي يتناولها لتعطيه بعض الوقت في ليالي الاختبارات(!)، وللمرأة الحامل الوقت يعتصرها من خلال الآلام التي تتحملها بسبب الجنين الذي يوجد في رحَمها، الذي يدفعه ليلاً ونهاراً.. الفقير الوقت بالنسبة له عذاب؛ بسبب قلة ماله وجوعه الدائم، ونومه المتقطع على الأرصفة في الشتاء القارس.

هل تحب الوقت أم تكرهه؟
هل تريد أن يستمر الوقت كما هو أم تريد تغييره؟

السؤال الدائم هو من وضع الشهر ليصبح 30 يوماً، والأسبوع يحتوي على سبعة أيام، واليوم ليصبح 24 ساعة، والساعة ستون دقيقة، والدقيقة ستون ثانية؟، هل كل البشر يستطيعون حقاً التحكم بوقتهم، أم دائماً هناك ما يعوقهم عن ذلك؟..

لماذا هناك ناجحون وفاشلون؟، هل كل ذلك بسبب اختلاف نظرتهم للوقت!.. أم شيء آخر يخفى عن ذوي الألباب؟

ما أتيقن منه حقاً أن لكل شخص طريقته الخاصة في التعامل مع الوقت، فليس هناك وصفة مميزة للنجاح والفشل!، بل هي نعمة للناجحين ونقمة للفاشلين، فقد أُعطي للناجحين هبة خاصة لاستغلال أوقاتهم، أما الفاشلون فلم يكونوا محظوظين لاستخدام أوقاتهم بأفضل طريقة ممكنة، لكل شخص طريقته الخاصة في اختيار طبيعة تفكيره بالوقت، فهل أنت تفكر في الوقت بطريقة صحيحة، أم تريد إعادة التفكير في ذلك؟

ما عليك فقط أن تنظر للوقت بعين متمعنة أكثر، لترى ما في طياته من معانٍ وقوة، فالوقت ما هو إلا سلاح ذا حدين، يستخدم في رضا نفسك أو جلب النقمة إليها، اختر أنت المصطلح الخاص لك من الوقت، وغيِّر كينونته من خلال ما تريد تحقيقه، الاختيار بين يديك أنت، لكن يأتي هنا السؤال كيف أغير وقتي لأستفيد منه بأكبر قدر ممكن؛ لأن عداد العمر يمر في ثوانٍ معدودة لا نشعر به إلا بعد فوات الأوان، الثواني تجر دقائق.. ودقائق تجر ساعات، وهكذا دواليك. إلى أن ينتهي العمر في لحظة حزينة أو سعيدة، وكما يُقال: "الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك".

لنرى معاً خطوات حياتية قد جربتها بنفسي ورأيت نتائجها على أرض الواقع. خطوات لاستغلال أكبر قدر ممكن من الوقت:

  • جدولة اليوم

جدولة اليوم هي كتابة كل المهام التي تريد إنجازها على مدار يومك من الاستيقاظ صباحاً إلى النوم مساءً على دفتر ملاحظات أو ورقة أو تطبيق الملاحظات على هاتفك، يفضل أن تضع المهام الضرورية بلون مختلف عن باقي المهام الأقل منها أهمية، وبجانب كل مهمة الوقت الذي ستقضيه في إتمامها. 

  • تجنب المُلهيات 

إبعاد كل ما هو مشتت ومضيع للوقت الخاص للمهمة التي تكون منهمكاً فيها في الوقت الذي حددته لها؛ يجعلك هذا تعمل بجِد أكثر، تنهي ما عليك من المهام التي دونتها من خلال الجدولة اليومية، والهدف الأكبر من هذا أنك تأخذ أكبر قدر من التركيز، باختصار ابعد هاتفك أو حاسوبك الخاص أو أي جهاز لا تحتاجه في الوقت الذي تقضي فيه مهمتك، وغلق الإشعارات غير الهامة؛ لنبعد أي مُلهٍ على قدر الإمكان.

  • ضع علامة صح!

عندما تنتهي من مهمة ما ضع علامة صح أمامها، الفعل هذا يضيف لك الشعور بالإنجاز والحماس حتى ولو كانت المهمة المنجزة مهمة بسيطة، تشجع هذه العملية على إكمال باقي المهام، فنشوة علامة صح الإنجازية سترفع من معنوياتك، فعل بسيط يؤدي لفعل كبير.

  • تناول الطعام الصحي

فالطعام الصحي بسعرات منتظمة يزيد من التركيز، ويبعد التشتت عن العقل؛ من خلال ذلك سيصبح الوقت المتاح أكبر، وستجد وقتاً للإنجاز أو الراحة حينها.

  • ممارسة الرياضة اليومية

ممارسة الرياضة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع تزيل التوتر، وتزيد التركيز، وتجعل الذهن متفتحاً ومنتبهاً.

من خلال الخطوات السابقة من السهل الحفاظ على وقتنا، في البداية ممكن أن يكون التعود على تنظيم الوقت صعباً، لكن عندما يمر بعض الوقت على تلك العادة.. ستجد نفسك لا يهنأ لها بال إلا بتنظيم وقتها اليومي، ستزيد سعادتك بهذا الفعل، سترى نجاحاتك تقضي على ما فشلت فيه مسبقاً، سترى النور بعد الظلام، ستشعر أنك وُلدت من جديد، شخص منظم، طموح، لا يخشى الوقت، بل هو من يتحكم في الوقت، ستجد أنك أمسكت زمام أمورك، عندما تقضي وقتك لن يأتيك الإحساس بالذنب، فكل ثانية محسوبة، ستصبح مميزاً عمن حولك، لن تكون مثل القطيع يهملون أوقاتهم، ستخلق إنساناً ذا همة عالية، يرى بعينيه الآفاق، النجاح في يديك الآن!

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمر هشام مغربي
كاتب مصري
مهندس وكاتب مصري، له العديد من المقالات والقصص المنشورة. من أعماله "أذنبت مرة أخرى".
تحميل المزيد