تأكيد للهيمنة أم فرصة للثأر.. من سينتصر في معركة تكسير العظام بين ريال مدريد وليفربول؟

ها هو يجتمع الريال والليفر مجدداً، في تكرار لنهائي كييف 2018 والذي انتصر فيه المدريدي بثلاثية مقابل هدف؛ حيث شهدت المباراة ظروفاً عكسية ساعدت الريال وأطاحت بالريدز، مثل إصابة محمد صلاح في بداية المباراة وكذلك أخطاء حارس المرمى والتي ساعدت الريال في تسجيل هدفين من لا شيء.

ولكن في نهائي باريس القادم سيكون الحال مختلفاً، فالفريقان لديهما ما يكفي لتقديم مباراة كبيرة وتلاشي أي أخطاء، خاصة من جانب ليفربول، الذي يمتلك حارس مرمى من الأفضل في العالم حالياً، وخطاً هجومياً قوياً جداً سواء الأساسي أو الاحتياطي.

كيف تأهل الفريقان؟

ريال مدريد ومانشستر سيتي

بالرغم من أن جوارديولا مثال ونموذج لأي مدرب يتمنى أن يتبع فلسفته في التدريب، فإن أخطاءه تتواصل، وقراراته غير الموفقة تضيّعه في المباريات الحاسمة، وأبرزها كان تغيير فرناندينيو.

في المقابل، تغيير كامافينجا خلق التفوق للريال لأن سبب قوة السيتي كانت فتح السيتي الملعب بالعرض برياض في اليمين وخيسوس في اليسار وفتح خمسة مسارات للهجوم، وبالتالي لم يكن الريال قادراً على أن يدافع مقابلهم، بسبب سوء دفاع الريال فردياً وجماعياً، ووجود مودريتش وكروس وصعوبة فرض ضغط عالٍ بعرض الملعب أفقيا ورأسياً؛ لأن السيتي اعتمد على بناء اللعب من الخلف لسحب الريال وفتح الخمسة مسارات للهجوم، وهو ما نجح فيه وفشل الريال في غلقه.

لكن مع تغيير فيرناندينيو وجريليرش سحبا الفريق للخلف وللعمق، وبالتالي سُمح لدفاع الريال بفتح الملعب وحصار السيتي، وأعطاهم أريحية كبيرة، ومع وجود كامافينجا زاد الاستحواذ على الملعب بالكامل مع فالفيردي الذي كان أكثر نشاطاً وحيوية عن مودريتش وكروس حيث سمح تواجد الثنائي فالفيردي وكامافينجا في تحرر الظهيرين والجناحين في الريال، مما أدى لمحاصرة السيتي وزيادة الضغط الهجومي.

السبب الثاني كان تألقاً وتوفيقاً كبيراً من أهم عنصرين بالفريق؛ كورتوا وبنزيما في التصديات والتهديف والمساعدة في التهديف.

السبب الثالث هو الثقة الكبيرة وشخصية البطل التي عند الفريق بالكامل، فتعود بهم إلى المباراة في الأوقات المناسبة بعدما يظن الجميع أن الفريق قد انهار.

السبب الرابع والأهم هو العامل البدني، فالجميع يشيد بالمعد البدني ومخطط الأحمال في الريال بسبب المخزون البدني عند الفريق، لكن حسب رأيي أرى أن التفوق البدني يرجع لأسلوب لعب أنشيلوتي لأنه يستخدم أسلوب توفير الطاقة مثل ألعاب سباقات السيارات الإلكترونية أو سباقات الجري مسافات طويلة.

الريال يلعب برتم هادئ ويستقبل اللعب ويوفر طاقته ومجهوده لبعد الدقيقة 60 من كل مباراة وهنا يبدأ الطوفان أو الهيجان على الخصوم، خاصة مع نزول عناصر شابة تزيد الشراسة والنجاعة البدنية للفريق هجومياً.

ليفربول وفياريال

كان لنتيجة مباراة الذهاب وتفوق ليفربول بهدفين نظيفين سبب رئيسي في بداية مباراة العودة بحالة من التراخي لليفربول واطمئنانه للنتيجة، وفي المقابل كانت رغبة لاعبي فياريال كبيرة في العودة، وتعادلت النتيجة مع مباراة الذهاب من خلال الضغط العالي وحرمان ليفربول من الكرة مع الضغط الجماهيري وتسجيل هدف مبكر، فنجح الفريق في معادلة النتيجة مع نهاية الشوط الأول.

لكن جاء التفوق التكتيكي والخططي من كلوب وخطأ أوناي إيمري في تغيير طريقة اللعب وطريقة تنظيم دفاعه إلى 4-4-2، ومع وجود دكة بدلاء قوية، خاصة لويس دياز، كما منحت أخطاء الدفاع وحارس مرمى فياريال الفرصة لعودة ليفربول للمباراة من خلال هدف فابينيو، وهنا جاء التفوق الكامل للريدز، وانهيار فياريال، حيث كان من الصعب على الفريق مجاراة ليفربول بنفس النهج البدني والتكتيكي طوال المباراة.

أنشيلوتي وكلوب خبرة النهائيات والبطولات

يدخل أنشيلوتي المباراة من أجل اللقب الرابع له بعد ثلاثة ألقاب سابقة مع الميلان في 2003 ضد اليوفينتوس في الأولد ترافورد، ثم مع الميلان في 2007 ضد ليفربول في أثينا، ومع الريال ضد أتليتكو مدريد في 2014 في بنفيكا.

لكن لدى كلوب لقب وحيد في 2019 أمام توتنهام في ملعب أتليتكو مدريد.

عناصر القوة والضعف في الفريقين

هجومياً.. لدى الفريقين هجوم قوي جداً لكن يتميز هجوم الليفر في اللامركزية وأهمية جميع عناصر هجومه في صناعة وإنهاء الهجمات، على عكس الريال الذي يعتمد على بنزيما عنصراً أساسياً في بناء اللعب والمساعدة وإنهاء الهجمات.

دفاعياً.. عند فقدان الكرة يتفوق الريال في غلق مساحات التمرير والضغط على حامل الكرة والتكتل أمام المرمى؛ لذلك يعتمد ليفربول على توجيه اللعب والضغط العالي.

العامل البدني سيكون له دور هام جداً، وإنهاء الريال لموسمه محلياً بتتويجه بلقب الدوري سيمنح أنشيلوتي فرصة لإراحة عناصره الأساسية عكس كلوب والذي سيلعب بكامل لاعبيه أملاً في استمرار منافسته على لقب الدوري الإنجليزي وكذلك مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام تشيلسي. 

نهايةً، مع تقارب نسب الفوز بين الفريقين، تبقى هذه المباراة معركة تكسير عظام، فمن سيتفوق هجومياً ودفاعياً ويرتكب أخطاءً أقل ويستغل الظروف المحيطة سيكون بطلاً لأوروبا.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]