الحرب على غزة.. ماذا نفعل حتى لا نعتاد المشهد؟

تم النشر: 2024/02/02 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/02 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
الحرب الإسرائيلية على غزة/ shutterstock

منذ أكثر من 100 يوم والاعتداءات على غزة مستمرة، فكل يوم يمر يضع نهاية لأحلام الآلاف ونهاية لأرواح آخرين، والجرائم لم يوضع لها حد أو نهاية، فهي مستمرة إلى يومنا هذا، فالفواجع والقصص المؤلمة التي تمكنت من الوصول إلينا لتخبرنا بجزء يسير مما يحدث لإخوتنا في فلسطين ما زالت مستمرة، المأساة تتفاقم يوماً بعد يوم، ولكن هل التفاعل مع ما يحدث مستمر أم يتناقص؟ 

هل اعتدنا المشهد؟ 

تنقل وسائل الإعلام منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أخبار الحرب على غزة، عن طريق مراسليها في قلب الحدث، فمنذ عدة أسابيع تُنقل لنا أخبار عن القصف المستمر على مدنيين عزل.. عائلات بأكملها استشهدت.. حصار شنيع يمنع الغذاء والدواء.. بيوت هُدمت بعضها بقي أهلها تحت الأنقاض، ومن نجا فهو في العراء في فصل الشتاء حيث البرد القارص.. وغيرها من المآسي التي نسمع بها منذ أكثر من 100 يوم، فهل مللنا هذه الأخبار أو اعتدناها فانخفض تعاطفنا وشعورنا بهذه المأساة فلم يعد مثل بداية حدوثها؟ 

قد يكون هذا منطقياً إذا كنا نشاهد مسلسلاً درامياً على سبيل المثال فنريد أن تتغير الأحداث أو تصل لنقطة معينة حتى نستمر في المتابعة. 

لماذا يجب ألا نعتاد المشهد؟

حتى لا نعتاد المشهد يجب أن نشعر بالقضية، وأن المأساة الحادثة تمسنا بشكل أو بآخر، ولكن كيف نشعر بأشياء لا نعايشها ولا تحدث لنا؟ 

الحرب على غزة

الإجابة في حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، "مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ، إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى"، فهكذا يجب أن نكون عندما يتألم أهلنا وإخوتنا يجب أن نتألم لجرحهم ونحزن لحزنهم، فقط عندما ندرك تلك الصلة القوية التي تربطنا يستحيل أن نعتاد المشهد، كما أن الصلة الإنسانية أيضاً التي تجمع بني البشر على اختلاف معتقداتهم تأبى هذا الظلم الذي يتعرض له إخوتنا في غزة.

كيف لا نعتاد المشهد؟

كُن دائماً على اطلاع بأهم التطورات

كما تتصل للاطمئنان على أحد أبنائك أو المقربين منك إذا سافر أو مرض كذلك يجب أن تكون على علم بآخر الأحداث، أن تعلم كيف مر هذا اليوم على إخوتك وأهلك في غزة، ماذا يمارس ضدهم من جرائم.. 

معرفة تاريخ القضية

فقراءة التاريخ ليست حكايات تساق للتسلية والترفيه كما يتوهم البعض بل هو كما يصفه ابن خلدون "في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات (الحوادث) ومباديها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق.."، فالتاريخ يعيد نفسه، لذلك فدراسته تمنحنا دروس الماضي وترشدنا في الحاضر وتمكننا من صياغة المستقبل بدون أخطاء الماضي. 

لا تكن مع القاعدين

بينما تتساقط الأقنعة وتقف القوانين الدولية عاجزة أمام الإبادة التي تحدث والفاجعة الإنسانية التي يمر بها أهلنا في فلسطين لا يجب أن نقف نحن مكتوفي الأيدي، لا يجب أن نخذلهم، فبإمكاننا فعل الكثير على سبيل المثال:

-التفاعل ومشاركة ما يحدث لهم على جميع وسائل التواصل الاجتماعي. 

– الضغط على الحكومات لوقف الحرب وإرسال المساعدات. 

– الاستمرار في مقاطعة كل ما يدعم الكيان المحتل. 

– الكتابة عما يحدث والحديث الدائم عن القضية. 

– شرح ما يحدث بأسلوب مبسط للأطفال. 

– إنتاج الوسائط الرقمية (سمعية – بصرية) توثق ما يحدث. 

– التطوع والتبرع بالمال. 

– الدعاء لهم. 

عندما نعي أنها ليست قضيتهم وحدهم وإنما قضيتنا جميعاً، قضية كل إنسان شريف عادل، وأن الدفاع عن المقدسات واجبنا جميعاً، وأنهم إخوتنا وأهلنا جزءٌ منا، ما يصيبهم يصيبنا وتصدع آلامهم بداخلنا، وأن المعتدي عدو للجميع، حينها سندرك أنه:

لا تصالح ولو منحوكَ الذهب

 أتُرى حين أفقأ عينيك

 ثم أثبِّتُ جَوْهَرتين مكانهما 

هل ترى؟ 

هي أشياء لا تشترى 

(أمل دنقل)

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ريهام عبدالعزيز السيد
كاتبة ومعلقة صوتية
كاتبة ومعلقة صوتية
تحميل المزيد