كثيرة هي عبارات التفاؤل من حولنا في تعاملاتنا اليومية وعند كل محطة نمر بها نحاول جاهدين استعادتها في أذهاننا حتى نمضي قدماً.
إذاً هي كلمات اعتدنا على سماعها وتكرارها إلا أننا في بعض الأحيان لا نبالي بسماعها!
غالباً ما يُنظر للتفاؤل على انه فطرة؛ لا ننكر ذلك لأنه بحسب الدراسات العلمية، فإن الجينات تتحكم في تفاؤلنا بنسبة 25 بالمئة لكن النسبة الأكبر مكتسبة، ويمكن لكل منا أن يتقنها.
فالتفاؤل ليس مجرد ترديد عبارات وخطابات بل مهارات تعلمنا كيف نتجاوز ونسعى أكثر في محاولة تغيير الواقع.
وكما يقول تشارلز فيرنيه: "لقد اعتدنا على هذه الخواطر والأفكار التي تدور في أذهاننا إلى حد أنها لم تعد تستوقفنا لكن إذا أمعنت النظر فيها ستجدها أكثر إثارة مما تظن".
الادعاء بوجود قوة خارقة تساعدنا على تجاوز الأوقات الصعبة دائماً غير صحيح فالحياة مليئة بالخيارات والتفاؤل أحدها كل ما عليك هو اكتساب تلك المهارات بالتمرين والتدريب.
التفاؤل قرار
التفاؤل قرار وتعلُم ولكل منا طريقته الخاصة بالتفكير والسعي ومحاولة التجاوز، والمتفائل هو شخص يدرك المصاعب والعقبات، وهو أيضاً واعٍ لكل ما يحدث في العالم من أحداث قد تكون مأساوية ومرهقة، لكنه قرر ان يزيح الستار وينظر للجانب المشرق، فالحياة مليئة بالتقلبات ولا تشبه قوس قزح المليء بالألوان والبهجة.
التفاؤل والتشاؤم هما أكثر من مجرد مشاعر تؤثر بشكل مباشر على طريقة تفكيرنا فالتأثير يمتد على تصرفاتنا ونتاج حياتنا ولنتذكر دائماً أن السعادة قرار.
التغيير سنة الحياة
لا ننكر أننا نعيش في وقت صعب ونتشارك ذات الوجع ولا يخفى على أحد الحروب والأوبئة والمآسي التي نعيشها، لكن التغيير سنة الحياة ولن يدوم شيء على حاله، والقرار بيدك أنت إما أن ترضخ للواقع وتبقى في ذات المكان؛ لأن الحياة بالنسبة لك سوداوية ولن يتغير شيء فيها، وإما أن تتحكم بطريقة تفكيرك وتحاول جاهداً من جعل كل محنة في حياتك منحة، فالحياة نعمة وهدية من الله عشها برضا وحب وفرح.
الأحداث السيئة مؤقتة
تعلم أن تنظر للأحداث السيئة في حياتك على أنها مؤقتة غير متصلة بما سيحدث في المستقبل؛ لذا عليك التحكم بطريقة تفكيرك.
المتفائلون هم أكثر صحة ونجاحاً وأعلى دخلاً، أما المتشائمون فتبقى نظرتهم على حالها فكل حدث سيئ في حياتهم هو جزء من أحداث أسوأ ستحدث في المستقبل والخيار لك.
عود نفسك دائماً على الرضا بما تملكه والتفاؤل بما هو قادم، وأحسن الظن بالله وبعطائه ولن تخسر شيئاً لو فكرت وشعرت بطريقة التفاؤل.
ممارسة رياضة المشي
للمشي صباحاً تأثير إيجابي على حياتنا، فبحسب الدراسات ممارسة المشي من 10 – 20 دقيقة يومياً يقلل من الأمراض النفسية والتوتر لدينا ويرفع من هرمون السعادة فنصبح تلقائياً نرى كل شيء إيجابياً.
لا تبدأ نهارك بأخبار سلبية ولا ترهق نفسك بتفاصيل الأحداث من حولك ابدأ يومك بالشكر وحافظ على ابتسامتك.
اكتب في كل يوم ما تشعر بالامتنان لامتلاكه
كلما قضيت وقتاً أطول في الشعور بالامتنان سيقل الوقت الذي تقضيه في التفكير السلبي؛ لذا عود نفسك في كل يوم على كتابة الأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك، قد يكون ذلك أي شيء بدءاً من وجود العائلة والأصدقاء والبيت الدافئ والكلمة الطيبة، والامتنان على الصحة، وحتى أبسطها بوجود نافذة في غرفتك تستطيع من خلالها رؤية جمال الخالق وإبداعه في الكون بمجرد التأمل بأشعة الشمس الذهبية.
فالشخص الذي يدون دائماً الأشياء التي يمتن لوجودها في حياته هو شخص يشعر بمشاعر أفضل ويميل إلى أن يكون متفائلاً ومتصالحاً مع نفسه أكثر.
اتصال حقيقي
بحسب الدراسات، فإن الأشخاص الذين يمتلكون مهارة الاتصال الحقيقي مع المجتمع والأصدقاء والأهل هم الأكثر سعادة.
وتذكر دائماً أن معظم مشاعرنا الداخلية هي نتاج للأشخاص المحيطين بنا، لذلك كن واعياً لمحيطك وبالأخص للأشخاص السلبيين الذين يلعبون دائماً دور الضحية في الحياة وبمعنى آخر اختر محيطك بعناية.
أسعد قلوب من حولك
أفعال بسيطة قادرة على أن تضفي في قلبك متعة وسعادة، كن لطيفاً وعود نفسك على الإحسان للآخرين وحب الخير لهم، فالمعادلة بسيطة إذا كنت شخصاً لا تتمنى الخير لغيرك وغارقاً في تفاصيل حياتهم لن تشعر أبداً بالسعادة.
انشغالك بالتفكير بما ينقصك وبما عند الآخرين سيفقدك الشعور بالنعم من حولك، وتدريجياً ستتحول إلى شخص سلبي متذمر؛ لذا ركز على قلبك، فهو بيتك الداخلي اجعله نقياً من الأمراض والآفات وتمنى الخير والسعادة لغيرك.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.