“أكتب لأتنفس”.. كيف تنمّي مهارة الكتابة لديك؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/15 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/15 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش

وصلتني الكثير من الأسئلة عن الكتابة، ولكن كان هناك سؤال يتكرر بشدة وهو: كيف تنمّي مهارة الكتابة لديك؟

قبل أن أجيب على هذا السؤال هناك ما هو أهم منه وهو: هل الكتابة مهارة أم هواية وما الفرق بينهما؟
الهواية هى المَلكَة التى خلقك الله بها، مَلَكَة قد لا تتوفر لدى الكثيرين، فهناك من يمتلك هواية الرسم وهناك هواية العزف… إلخ.
وتستطيع أن تحدد هواياتك من خلال التعرف على ذكاءاتك التي تتميز بها، 

فالرسامون والمصورون لديهم ذكاء بصري عالٍ، والرياضيون لديهم ذكاء حركي عالٍ، علماء الرياضة والفيزياء لديهم ذكاء منطقي رياضي عالٍ، الكتاب والروائيون والشعراء يتمتعون بذكاء لغوي عالٍ.

هكذا خلقنا الله متمايزين لنتميز ويكمل بعضنا البعض.

قد تكون لديك الهواية لكنك لا تعلم بعد، فما العمل؟

الحل هو أن تجرب كل شيء حتى تعلم حقاً ما هو الشيء الذي تحبه وتجيده لتتفوق فيه.

حسناً إذا كانت هذه هي الهواية، فما هي المهارة؟

المهارة هي ممارسة الشيء عدة مرات والتدريب عليه بصورة مكثفة حتى تصبح بارعاً فيه.

على سبيل المثال، من يحب الرسم أو يهواه ليس كمن احترفه، ومن يعشق لعب كرة القدم ليس كمن صار لاعباً دولياً.. لماذا؟

لأن المهارة تحتاج إلى صقل وتدريب مستمر حتى تصير محترفاً أو متميزاً فيها.

فلنعد إذن إلى الكتابة والتي هي موضوعنا الرئيسي.

هل هى هواية أم مهارة أم أنها تجمع بين الاثنتين؟

الكتابة هي فى الحقيقة هواية، وبتعبير علمي أدق هي لمن يتمتعون بذكاء لغوي، 

ومتى تصبح مهارة وهل يجب أن تتحول من مجرد هواية إلى مهارة؟

تتحول الكتابة إلى مهارة بالممارسة المكثفة، وإن اكتفيت فقط بعلمك وأنك تتمتع بتلك الهواية ولم تقم بالتدريب المستمر عليها فلن تتحول إلى مهارة ولن تصبح متميزاً.

فكيف إذن تصبح متميزاً فيها؟

أي كيف تتدرب عليها؟

كيف تصقلها وتنمّيها لتتميز فيها؟

وما هي الخطوات التي ستقوم بها؟

أولاً: اقرأ.. اقرأ.. اقرأ..

نعم من أهم المفاتيح التي ستنمّي عندك تلك المهارة هي القراءة، تعلم أن تكون قارئاً مميزاً، اقرأ كل ما تقع عيناك عليه ولا تقرأ فحسب بل التهم الكتب التهاماً.

لا تقرأ الموضوعات فحسب بل اقرأ الفكرة واستقرئ ما بين السطور.
تقمّص دور البطل وعش مشاعر الكاتب، واسأل نفسك سؤالاً هاماً:

هل مرّ الكاتب بكل ذلك؟ مرّ به شعوراً لا موقفاً. 

أى من الممكن أنه لم يعش الموقف ذاته لكنه مرّ بنفس الشعور، شعور الخوف أو الحزن أو الحب أو الألم.
هل يحكي الكاتب قصته؟

اقرأ الأسلوب وعش مع الألفاظ والحروف حتى تصبح جزءاً منك. 

القراءة تجعلك تعيش حياة البطل وحياة الكاتب، بل حياتك أنت أيضاً التي لم تعشها.
حسناً وما الذي يجب أن نقرأه؟

ما الذي سينمّي لدينا الحصيلة اللغوية ويحسّن الأسلوب وينعش الخيال؟

 سنتعرف على ذلك فى الحلقة القادمة بإذن الله. 

ألقاكم على ألف خير..

دُمتم فى أمان الله 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

فاطمة المهدي
كاتبة ومستشارة أسرية
كاتبة ومستشارة أسرية
تحميل المزيد