إحنا آسفين يا موسيماني! عن الأهلي و”جوزيه الجديد”

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/06 الساعة 09:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/06 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
موسيماني من مباراة القمة بين الأهلي والزمالك والتي انتهت بخماسية للمارد الأحمر/ رويترز

أتخيل أنه في القمة الـ1023 بين الأهلي والزمالك، (وليست القمة 123 فقط)، وبعد مئات السنين سيكون عنوان الصباح في جريدة الأهرام المصرية "ديربي القاهرة يحكم للأهلي.. والقاهرة حمراء" وللمفارقة العجيبة فإن كنت من هواة جمع الجرائد القديمة فإن القمة 23 أيضاً انتهت بالأسوأ، برباعية!

وبعد كل تلك الأعوام في يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، يكون نوفمبر/تشرين الثاني السعيد للأهلي بالخماسية؛ لتحكم القاهرة بالأحمر والنار، فلو كانت الديمقراطية منعت مكوث الحاكم لأكثر من أربع سنوات فالذي يفعله الأهلي في ديربي مصر والعرب هو أشبه بديكتاتورية ترضي ملايين من العشاق قبل أن يبدأ المنافسون حتى في الرضا والحمد على أنه اكتفى بالخمسة ولم يأتِ السادس.

كانت ليلة سعيدة على البعض وحزينة بنوم مبكر لآخرين بسبب فوز الأهلي بخماسية تعد هي النتيجة الأكبر بعد الستة الشهيرة وبتقدم بثلاثة أهداف بلا مقابل في الشوط الأول، وهو حدث لم يحدث في تاريخ القمة القاهرية.

فالأهلي رغم البدء بشكل حذر في بداية المباراة؛ مما أعطى الأمل للبيض، إلا أنه أنهى الأمر في 9 دقائق ليحرز ثلاثة أهداف وهو أيضاً أمر لم يحدث في آخر 70 عاماً، أن يحرز فريق في الديربي هذا العدد من الأهداف في زمن قدره 9 دقائق على الأكثر، فصدمة جماهير الزمالك بتلك الأهداف المتتالية بل صدمة لاعبيه، بينما كان الأمل منصباً على تعويضٍ مبكر؛ مما أدى إلى تسليم راية السيطرة بالطول والعرض في المباراة أمام ملك المباريات الاستعراضية الذي بدأ في تبادل الكرة حتى انتهاء الشوط الأول تحت أصوات موسيماني في عرض يشبه تدريب تسلم وتسليم الكرات في بداية التدريبات في ملعب التتش.

الأهلي ينهي سلسلة اللاهزيمة للزمالك

سلسلة اللاهزيمة للزمالك مع الفرنسي باتريس كارتيرون استمرت لواحد وعشرين مباراة، إلا أنها اصطدمت اصطداماً قوياً بقطار الأهلي السريع، والجدير بالذكر أن الهزيمة الأولى قبل تلك السلسلة كانت من الأهلي أيضاً بعد فوز المارد الأحمر 2 /1 في الدور الأول للموسم الماضي.

بل يبدو أنه لم يعُد الزمالك فقط خصم الأهلي المفضل، بل مدربه بيتسو موسيماني أيضاً أصبح المدرب الخصم الكبير، إذ أصبحت مباريات الزمالك هي طريقته المفضلة لتقديم الاعتذار وقرابين الوفاء لجماهير الأهلي.

أليو ديانغ سجل ثنائية في فوز الأهلي على الزمالك (رويترز)
أليو ديانغ سجل ثنائية في فوز الأهلي على الزمالك (رويترز)

موسيماني.. هل يكون كابوس الزمالك الجديد؟

موسيماني في تاريخ مبارياته مع الزمالك والتي وصلت لثماني مباريات استطاع الفوز بستة مباريات مقابل هزيمة واحدة، بل استطاع الفوز بثلاث مباريات في آخر أربع مواجهات مباشرة بين القطبين، مما يثير القلق لأصحاب القلوب البيضاء من تكرار أسطورة البرتغالي مانويل جوزيه والذي كان كابوساً صعباً في سنوات مريرة على الأبيض.

وبعد تلك الهزيمة ظهر الفرق الواضح البيِّن للعيان، رغم محاولة الزمالك في الإصرار والعناد، إلا أن اختلاف الفرديات والأفراد بين الفريقين لم يكن بالبسيط، الأمر الذي جعل الانتقادات تصل حتى موسيماني لعدم وصول النتيجة لأكبر من هذا! فجمهور الأهلي طمع في تكرار أكبر نتيجة في تاريخ الديربيات ولكن يحسب للاعبي الزمالك ما قدموه في نهاية المباراة على الرغم من قلة الإمكانيات.

ولكن ظل الأهلي متماسكاً بفردياته ومنظومته، فعلى الرغم من أن المباراة بثلاث نقاط في نهاية الأمر، فإن الديربيات ونتائجها تنهي بطولات بشكل مبكر وتعطي ثقة وتبدأ مسيرة نجاح بشكل مبكرٍ أيضاً.

فالعمل كل العمل على المدربين، فكارتيرون مطالب الآن بإعادة الثقة في فريق خسر بنتيجة ستواجههم في كل مكان وسيذكرون بها لوقت طويل، بينما موسيماني يجب أن يزيد من ثقة اللاعبين ويعطي لهم ما يمكّنهم من تثبيت الرعب في قلوب المنافسين القادمين من الدوري المصري والذي يحاول الأهلي استعادته.

ما يملكه الأهلي الآن من الفوز على المنافسَين التقليديين وهما الزمالك والإسماعيلي بنتائج كبيرة (4 صفر، 5-3) سيبدأ في وضع خوفٍ وانتصار من قبل البدء في المباريات القادمة، بل ستكون أكبر هموم المدربين المنافسين الخروج بأقل الخسائر أمام الوحش الغاضب الذي يريد استرداد ما سُرق منه.

موسيماني "جوزيه العصر"

هذا البيتسو الجنوب إفريقي يعد من أكثر المدربين الذين لم ينالوا حقهم في التقدير في تاريخ الدوري المصري، هذا الرجل الذي قدم أوراق اعتماده إلى قلوب الأهلاوية وأثبت ويثبت وسيثبت جدارته بهذا المنصب الأكبر داخل القارة الإفريقية، فما يفعله في المباريات الكبرى يجعله يلقب برجل المباريات الكبرى بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

فخلال عام من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فاز على الترجي التونسي والوداد المغربي ذهاباً وإياباً وفاز على صنداونز ليتسيد قارته السمراء بفوزه ببطولتين من دوري أبطال إفريقيا بشكل متتالٍ.

وأمام المنافسين العالميين فاز على الدحيل القطري وبالميراس البرازيلي ويفوز بثالث العالم.

وبالطبع أمام الغريم التقليدي يفوز في الدوري وفي نهائي لم يسبق له مثيل، ثم يتبع هذا بنتيجة تاريخية.

موسيماني يظهر ومعه الأهلي بشكل جديد لم يعتَد عليه الجمهور من قبل بخطة الـ3/5/3، رحلة بدأت بشكل رائع في تجديد الدماء والروح داخل فريق الأهلي بشكل يتفوق بالنتائج والأداء على ما قُدم في نهاية الموسم الماضي.

على النقيض، تسمع الانتقادات على استقبال الأهلي لثلاثة أهداف، (وهو قد فاز بخمسة)، ويتهم بها موسيماني رغم أنه سيطر طولاً وعرضاً وأحرز لاعبوه خمسة أهداف في الديربي!

ثم المطلوب منه بعد نهاية المباراة، في عبثٍ صريح، الدفاع عن نفسه بدلاً من إعطاء الرجل ما يستحق بعد ما رأيناه في الملعب. بالطبع ستتواجد الأخطاء في ثالث مباراة بالأسلوب الجديد مع إخراج أهم قطعتين منها في بناء الهجمة، أيمن أشرف وبدر بانون، بالطبع ستحتاج الكثير من الجهد للتعود.

أسطورة الموسيماني بدأت بالبطولات والإنجازات غير المعتادة، وعندما بدأت المشاكل في الظهور وخسر مباراتين بدأ في تعديل الدفة بطريقة جديدة وأسلوب جديد سيحتاج بعض الوقت لإتقانه من قبل اللاعبين، وبالرغم من هذا يبدو أن حتى فترة الإتقان رغم بداية الموسم الصعبة ستكون ممتعة ومليئة بالفوز، فما زال موسيماني لديه الكثير وما زال الوحش الذي يحضّره لم ينضج بعد.

 فمن يدري ما الذي تحمله الأيام للأهلي في مصر وإفريقيا؟ وربما العالم؟

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

معاذ رمزي
كاتب محتوى رياضي
طالب مصري أدرس في كلية إدارة الأعمال - جامعة سلجوق- تركيا. معد برامج رياضية، وأكتب مقالات عن كرة القدم، ومهتم بالكتابة في الشأن الرياضي منذ 2017
تحميل المزيد