العلاقات تستحق العناء والمجهود.. كيف يمكن اكتساب هذه المهارة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/07/15 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/07/15 الساعة 10:39 بتوقيت غرينتش
iStock

العلاقات تجعل لحياتنا شكلاً أفضل ولكنها مثل معظم الأشياء في الحياة تستحق العناء وتتطلب مجهوداً ومع ذلك، فإن بعض العلاقات أكثر صعوبة وتتطلب عملاً أكثر نسبياً. نحن لسنا آلات بل أفراد، وبعض الأفراد في العلاقات سيواجهون المزيد من الصعوبات، والمزيد من الخلافات، وأحياناً ما تضطرنا كثرة هذه الخلافات إلى التفكير في إنهاء العلاقة.

ولكن هناك بعض الأسئلة لتطرحها على نفسك قبل إنهاء العلاقة.

 هل تحتاج إلى إنهاء العلاقة في هذه المرحلة، أم يمكنك تغيير قوة العلاقة؟

 هل هذا رد فعل لإيذاء المشاعر أم قرار تم الاستعداد له منذ فترة؟ 

 هل تريد أن تنتهي العلاقة أم أن شيئاً ما يتغير بداخلها؟

إذا كانت مشكلتك مع العلاقة هي مشكلة دائمة فأنت بحاجة لمعرفة هل يجب أن تنهي العلاقة أم لا؟ وهذا ما سنعرضه خلال المقال. 

متى تتأكد من كونك في علاقة سامة؟

١- استمع لحدسك

 قد يكون لديك شعور على المستوى الغريزي بأن هناك شيئاً ما غير صحيح في علاقتك، ومع ذلك تجد طريقة للتحدث عن نفسك بطريقة ما لإقناعها بالاستمرار.

 قد تراجع نفسك وتتساءل عما إذا كنت لا ترى الأشياء بشكل صحيح، قد تتمكن حتى من إلقاء اللوم على نفسك بسبب أي مشاكل تواجهها، وتخيل أن علاقتك ستكون على ما يرام إذا كان بإمكانك فقط أن تكون الشريك المثالي.

٢- قلب الطاولة

من السهل بشكل خاص الشك في حدسك عندما يشجعك شريكك بنشاط على القيام بذلك، سوف يجعلك تشكك في واقعك، إذا اقترحت أنهم أنانيون وغير مراعين، فسوف يقنعونك بأنك أناني وغير مراعٍ.

هو حتماً لن يذكر لك ذلك في أي وقت عدا وقت اتهامه لإسقاط التهمة من عليه، وهذا مؤذٍ للغاية وقد يحتم إنهاء العلاقة في بعض الأحيان.

يجعلونك تشك في معرفتك الداخلية، هذا ما تفعله معظم العلاقات السامة، لديك الحدس بأن شريكك يغش، ثم يقول الشريك: "لا، لا، لم أفعل ذلك أبداً، أنت مجنون فقط". وفجأة أصبحت في موقف دفاعي، وعليك أن تشرح سبب كونك مجنوناً!

٣- العطاء المتقطع

الديناميكية المهمة التي يستخدمها الأشخاص المتلاعبون في العلاقات هي التعزيز المتقطع، وهو مفهوم يأتي من البحث النفسي حول سلوك الحيوان.

يضرب بعض العلماء مثالاً لحمامة في معمل أبحاث تتلقى كريات طعام لضغطها على زر -يعزز الطعام سلوك النقر- ما يجعل الحمام يواصل النقر، وجد الباحثون أنهم إذا أعطوا الحبيبات من الطعام بعض الوقت الذي نقرت فيه الحمامة، فتستمر في النقر لفترة أطول عندما لا يتم إعطاء الحبيبات لأن النقرة التالية قد تكون دائماً هي التي تمت مكافأتها.

التعزيز المتقطع هو ديناميكية الدفع والجذب حيث لا تعرف أبداً متى ستحصل على الحب أو القبول أو التحقق من حقيقة العلاقة.

 ٤- الاستقلال!

رغم أن مصطلح الاستقلال له أثر جيد على النفس، فإن استخدامه في العلاقات أمر مربك

 كثيراً ما يتنكر هذا الفرد في سلوكه المسيطر السام على أنه مجرد تأكيد على "استقلاليته". 

شعارهم "لن أسمح لأي شخص بالتحكم بي". 

نادراً ما يفي هذا الشخص السام بالتزاماته في الواقع، ما ينوي هؤلاء الأفراد فعله هو التحكم بك من خلال إبقائك غير متأكد مما سيفعلونه، إنهم ببساطة لا يوفون بالتزاماتهم

الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن هذا النوع من الأفراد السامين لا يجعلك تشعر بالأمان في علاقتك.

 ليس فقط سلوكهم هو ما لا يمكن التنبؤ به. لست متأكداً أبداً من أنهم ملتزمون بشعورهم حقاً تجاهك، وأنك وعلاقتك بهم تمثلان أولوية في حياتهم.  ستجد نفسك غالباً تطلب الطمأنينة منهم، وتطمئن إلى أنهم يحبونك، وما إلى ذلك.

٥- الشعور بأنك لا تستطيع أن تكون على طبيعتك

https://www.facebook.com/1135523963129045/posts/4698189780195761/?sfnsn=scwspwa

 عندما تكون في علاقة صحية، فإن الشخص الآخر يحبك كما أنت. إنهم يشجعونك على أن تكون على طبيعتك، ربما "نسخة أفضل" من نفسك ولكن دون تغيير في جوهرك.

 على النقيض، تخبرك العلاقات المتلاعبة السامة أنك لست جيداً بما يكفي، وأنك بحاجة إلى أن تكون شخصاً آخر.

عندما نخفت ضوءنا بأي شكل من الأشكال، عندما نحاول الاندماج، وعندما نحاول إخفاء ما يجعلنا مختلفين، فإننا نحرم العالم من بصمة طاقتنا الفريدة، وهذا عار.

قد طرحت بعض الأشكال للعلاقات السامة "غير الصحية"، بالطبع هناك أشكال أخرى سنتحدث عنها في مقالات أخرى، ولكن يجب أن نعلم أن قرار إنهاء علاقة هو قرار مسؤول يتطلب منك الوعي الكامل بكل أبعاده، والتأكد من أن الصفات التي ذكرناها ليست عابرة أو نابعة لحالة مزاجية سيئة في موقف معين، وإنما هي صفات دائمة ولا يمكن للشخص أن يغيرها، فهنا نبدأ في دراسة الأمر.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

خالد مجدي
كاتب مصري
كاتب مصري
تحميل المزيد