لأصحاب المواقع أهداف كثيرة يحاولون تحقيقها، إما رغبتهم في إقناعك لشراء منتج ما أو الحصول على إحدى الخدمات التي يقدمونها أو حتى مجرد إبقائك داخل الموقع أكبر فترة ممكنة، ولأجل كل هذا عادةً ما يستعينون بعلماء النفس وخبراء البيع والأشخاص ذوي العقول الفذة فقط من أجل ابتكار حيل للتأثير عليك، يقوم بهذه الأمور عادة أصحاب المواقع الكبيرة مثل فيسبوك، جوجل، أمازون، سوق.. غيرهم، وأنت حتماً قد وقعت تحت تأثير إحدى هذه الحيل بشكل أو بآخر.
هذه المحاولات المتكررة أدت إلى ظهور ما يُعرف بالأنماط المظلمة، وهي عدة حيل يستخدمها أغلب أصحاب المواقع والتطبيقات على الإنترنت، تدفعك هذه الحيل لأن تفعل أشياءً لم تقصدها، مثل الشراء أو الاشتراك في شيء ما دون الإدراك بشكل كامل أنك تفعل هذا، وهنا سنبدأ بالتعرف على أهم هذه الحيل لتبدأ على الأقل في محاولة تجنب الوقوع في شرك هذه المواقع أو فخاخ البيع التي ينصبونها للمستخدمين.
التسلل إلى السلة
أثناء محاولاتك شراء منتج ما -على سبيل المثال- هناك عدة مراحل لإتمام هذه العملية تنتهي بمنتجك داخل سلة الشراء، تعتمد هذه الخدعة على تسلل أحد العناصر الإضافية قد يكون من خلال زر إلغاء الاشتراك أو مربع الاختيار في صفحة سابقة، المهم أن هذا العنصر الجديد له تكلفة إضافية، يقوم موقع "جودادي" على سبيل المثال باستخدام هذه الخدعة، فإذا أردت شراء نطاق ما من خلال الموقع قد تتفاجأ بعدها بتضخم السعر لتجد أن جودادي قد أضاف عدة عناصر أخرى لك دون علمك مثل الحفاظ على الخصوصية وإخفاء بيانات النطاق وهذا بتكلفة إضافية بطبيعة الحال.
الأسئلة الخادعة
هذه الحيلة تعتمد على عدم انتباهك أو تتطلب منك التركيز بشكل كبير، فأنت ترد على سؤال يخدعك لإعطاء إجابة لم تقصدها، فعند إلقاء نظرة سريعة على السؤال يبدو أنه يسأل عن شيء واحد، ولكن عند القراءة بعناية ستجد أنه يسأل شيئاً آخر تماماً، وقد تعمل هذه الخدعة أيضاً على تبديل مربعات الاختيار بحيث يعني الاختيار الأول إلغاء الاشتراك والثاني هو الاشتراك.
خصوصية زوكربيرغ
تنُسب هذه الحيلة إلى مارك زوكربيرغ، وهنا تيم خداعك لمشاركة معلومات عن نفسك بشكل عام أكثر مما كنت تنوي فعلاً، وهذا ما يفعله مارك زوكربيرغ أو فيسبوك معك، عند استخدامك خدمة ما مثل بطاقة متجر، فإن النسخة الصغيرة المخفية في الشروط والأحكام تمنحهم الإذن ببيع بياناتك الشخصية لأي شخص، يقوم وسطاء البيانات بشرائه ودمجه مع كل شيء آخر يجدونه عنك عبر الإنترنت في ملف تعريف، ثم يعيدون بيعه، قد يحتوي ملفك الشخصي على معلومات حول تفضيلاتك الجنسية وصحتك الجسدية والعقلية.
تكاليف مخفية
وهذه الحيلة شهيرة تماماً ويستخدمها أغلب أصحاب المواقع، هنا تكون قد وصلت إلى الخطوة الأخيرة من عملية الشراء، ولكن تتفاجأ بأن هناك رسوماً غير متوقعة مثل الرسوم والضرائب وما إلى ذلك على سبيل المثال.
الاستمرارية القسرية
بالتأكيد قد وقعت ضحية لهذه الحيلة الخبيثة، هنا ربما اشتركت في تجربة مجانية لأحد البرامج ولكن عندما تنتهي هذه الفترة المجانية ويبدأ تحصيل الرسوم من بطاقتك الائتمانية في صمت ودون أي تحذير، هذه الحيلة تعني أنه لن يتم منحك طريقة سهلة لإلغاء التجديد التلقائي.
الإعلانات المقنعة
دعني أخمن، أنت جرّبت استخدام موقع "إيجي بيست" من قبل، صحيح؟ إذا كانت الإجابة بنعم فتأكد أن الموقع يستخدم هذه الحيلة في كل صفحاته، الإعلانات المقنعة هي تلك الإعلانات التي تتنكر في شكل أنواع أخرى من المحتوى أو التنقل حتى تضغط عليها، يصورون الإعلانات على شكل زر تشغيل أو تنزيل لتخدع المستخدمين للنقر عليها، أؤكد أن عانيت من هذه الحيلة كثيراً.
منع مقارنة الأسعار
يفضل أصحاب المتاجر الإلكترونية استخدام هذه الحيلة بكثافة، وهي أن تجعل من الصعب على المستخدم أن يقارن بين الأسعار فلا يستطيع أن يتخذ قراراً مستنيراً، تستخدم المتاجر الالكترونية أسلوباً مشابهاً أيضاً، حيث تبيع المنتجات المعبأة دون إظهار السعر لكل وزن، هذا يجعل من المستحيل معرفة ما إذا كان من الأرخص شراء العناصر السائبة – بسعر الوزن – أو العنصر المعبأ، السعر لكل علبة.
هناك حيل كثيرة أخرى مثل محاولة تشتيت انتباهك وتضليلك فيدفعك إلى التركيز على شيء ما من أجل تشتيت انتباهك عن شيء آخر، وكذلك حيلة الطعم والتبديل، وهنا تكون قد قررت أن تفعل شيئاً معيناً لتتفاجأ بأن هناك شيئاً آخر غير مرغوب فيه يحدث بدلاً منذ ذلك، الحيل كثيرة وأشكالها مختلفة ومتجددة وعلماء النفس ومتخصصو البيع وأصحاب المواقع لن يشعروا بالتعب أو اليأس بالتأكيد، ولكن كل ما عليك فعله هو الانتباه حتى لا تقع ضحية لهؤلاء المتلاعبين بالعقول.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.