هل ينفر الرجال حقاً من المرأة الذكية أو الناجحة؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/21 الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/21 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
المرأة في العمل/ صورة تعبيرية

هناك حاجة شديدة لتصحيح بعض المفاهيم في كواليسنا نحن كنساء، ولا داعي لتطفل الرجال، الأمر فقط بيني وبينك:

 قد لا يعجبك كلامي، وقد تجدين بعض الحقائق هنا، غير منطقية، أو بمعنى أصح لا "تركب" مع المفاهيم أو الخبرات المخزنة أصلاً في مجتمعات ذاكرتك.

فرجاءً أغلقي المجتمعات المذكورة أعلاه (مؤقتاً)، وأبقي ذهنك منفتحاً معي  بدون أية أحكام مسبقة.

 اقرئي واستوعبي جيداً ما سأقوله وأعدك أنك ستكونين ممتنة لي طوال عمرك لما ستقرئينه اليوم. 

عندما طرحت هذا السؤال على حسابي في إنستغرام: "هل ينفر الرجال من المرأة الذكية أو الناجحة؟". 

 جاءتني إجابات مباشرة وسريعة  أشبه بالأوتوماتيكية:

طبعاً الرجل لا يقدر المرأة الناجحة أو الواثقة المستقلة بذاتها… الرجل ديكتاتوري بطبعه، كيف يقبل بامرأة ناجحة؟

الرجل لا يريد سوى واحدة "هبلة" أو "قطة مغمضة"، أو موظفة في أي وظيفة،  المهم لديها معاشها لتساعد بالمصاريف، لكن أن تكون دكتورة أو حاملة ماجستير أو امرأة ذكية أو موظفة مرموقة لا، لا بالتأكيد، لا يقبل الرجال هذه النوعية من النساء، فالرجال يخافون من هذه النوعيات من النساء، لأنهن صعبات المراس، لا ينقدن بسهولة خلف الرجل!

"يا ابنتي لا تكملي الدكتوراه، لن يتزوجك أحد ومعك دكتوراه"!

هل مرت عليكِ أي امرأة تحمل مثل هذه الأفكار؟ أجيب عنك: نعم بل وهناك الكثير منهن في مجتمعاتنا العربية.

هل مُررت لكِ هذه الأفكار من نساء غيرك؟ أيضاً نعم.. كثيييييير. 

للأسف مثل هذه الأفكار أو التعليقات  تنم عن جهل لفهمهن وفهمكِ أنتِ للرجل واعذريني على الكلمة!

نعم من الممكن أن تكوني جاهلة في مجال معين، ولا بأس في ذلك. لكن أن تكوني جاهلة في فهمك للرجل حيث ستستثمرين حياتك وشبابك ووقتك وجهودك معه في المستقبل،  وربما حمل وولادة وأطفال، كل هذه المراحل من حياتك ستكون مع رجل يدعى زوجك (سواء الآن أو مستقبلاً) وذلك يعني ببساطة أنك لا تملكين رفاهية مثل هذا الجهل.
ستقفزين الآن وتقولين ولمَ لا يفهمنا الرجال؟ لمَ لا يبذلون هم الجهد لفهمنا ونحن من يبذل كل هذا الجهد؟ إجابتي ببساطة: إذا أنت استطعتِ أن تفهمي الرجل، فإن القوة بجانبك أنتِ!

لأنه سيكون لديك القوة والمقدرة على اختيار الرجل "الصحيح"، وسيكون لديك القوة للتعامل مع زوجك بشكل "صحيح"، فقط إن اخترتِ أن تفهميه أنت، دون التفكير كثيراً إذا ما كان يفهمك أم لا!


نعود الآن للسؤال الذي يدور في كواليسنا: هل ينفر الرجل من المرأة "الذكية" أو "الناجحة" أو "المرموقة"؟

نعم.. هناك بعض الرجال يفعلون ذلك، ويتجنبون التعامل أو التقدم للزواج من امرأة من هذا النوع بشكل أوتوماتيكي، بسبب فقدانهم لذلك الشعور الذي يحتاجه كل رجل في أي زواج: شعوره أنه الرجل وهي المرأة!

لكي دعيني أقولها لك صراحة عزيزتي: المرأة السوبر ناجحة، السوبر متميزة،  السوبر ذكية!

بعض الرجال لا ينفرون منك لأنك أذكى منه، ولا لأن لديك وظيفة أفضل من وظيفته، ولا لأنك تعرفين الكثير من الأمور التي لا يعرفها هو.

ما يجعله ينفر منك ببساطة يتعلق بكونك تحاولين خلال تعاملك معه أن تكوني أنت الرجل، عندما تضعين طاقتك الذكورية على الطاولة أمامه، لكن ما هي الطاقة الذكورية لدى المرأة وكيف تبدو مثل هذه الطاقة الذكورية أمام الرجل؟ سؤال هام.

تنتشي طاقتك الذكورية عندما تُبدين بأنك "العالمة ببواطن الأمور" وهو الدرويش الذي لا يفقه شيئاً!

تتألق طاقتك الذكورية عندما ترفضين إخباره بعض الأمور، وعندما ترفضين إظهار ضعفك واحتياجك له، بل العكس تحاولين السيطرة على عالمك، وأن كل شيء under control، لأن هذا الدور هو دور الرجل فعلاً، السيطرة على الأمور طوال الوقت!

تتمرد طاقتك الذكورية عندما تحاولين إدارة دفة حديثك معه بأسلوب الحكومة، وأنه لا تفوتك شاردة ولا واردة، بغض النظر عن موضوع الحوار، وبدون أن يشعر الرجل أنه يشكل أهمية لكِ!

شعوره في هذه اللحظة بالذات هو نفس شعورك أنتِ عندما يشاهد التلفاز، ويقلب في القنوات أو مشغول على الواتساب أو الفيسبوك وهو منسدح على الأريكة وأنتِ بجواره تشعرين بالملل، وتسألينه "ما رأيك أن نذهب ونتعشى بالخارج؟".

وهو يستمر في المشاهدة أو الانشغال عنك بدون حتى أن يرفع رأسه، ليجيبك في أحسن الأحوال: "هاه.. طيب.. أين تريدين أن نخرج؟"، فهل وصلك الشعور؟

إذن المشكلة ليست في كونك ذكية أو ناجحة، بالعكس الدراسات أثبتت أن الرجل والمرأة كلاهما على حد سواء  ينجذبان للمرأة الذكية والناجحة.

المسألة هي أن زوجك، او خطيبك، لن يقع في حبك إذا ما حاولتِ دائماً أن تكوني المسيطرة  وتنتزعين دور الرجل منه!

وإذا تركتِ نفسك تعتقدين أن قيمتك الحقيقية لهذا العالم وله هي: مقدار معلوماتك عن هذا العالم ومقدار ذكائك أو مقدار نجاحك.
 ما الحل إذن؟ الإجابة في مقالتي القادمة فكوني بقرب.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

خلود الغفري
مدربة الأنوثة القيادية ومستشارة علاقات زوجية وتطوير الذات
خلود الغفوري، حاصلة على دبلومات معتمدة في علم النفس والإرشاد الزواجي والأسري، وهي المدربة الأولى في الأنوثة القيادية، معدّة ومقدمة دورات تدريبية تفاعلية مباشرة وأونلاين منذ عام ٢٠٠٨. كاتبة لمئات المقالات والاستشارات التي غيّرت حياة الآلاف من النساء، ومؤسِّسة موقع "إستروجينات"، المرجع الأول لكل زوجة وأم وفتاة لأسرار وفنون الأنوثة القيادية، بباقة فريدة من المقالات والدورات، تأخذها خطوة خطوة نحو التفاؤل والإيجابية والتغيير 180 درجة، بأسلوب مرح لا يخلو من البساطة والعفوية. متزوجة وأم لأربعة أبناء، ومقيمة في أنقرة بتركيا. تواصلوا معي وتابعوني على موقع إستروجينات https://www.estrogenat.com/
تحميل المزيد