أنواعه وأعراضه وعلاجه وطرق الوقاية منه.. أنا طبيب وهذه نصائحي للتعامل مع مرض السكري

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/15 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/15 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
الاكتشاف ساعد الأطباء في فهم مختلف تماماً لمرض السكري/ رويترز

مرض السكري هو من أكثر الأمراض المزمنة المنتشرة حول العالم، حتى إن العديد يعتبرونه من أمراض العصر. مرض السكري من الأمراض الاستقلابية التي تمس بصفة خاصة مدى تعامل الجسم مع مستويات الڨلوكوز في الدم. والڨلوكوز هو أبسط أنواع السكريات التي يحتاجها الجسم بشدة للعمل الوظيفي وإنتاج الطاقة.

هناك نوعان من مرض السكري

النوع الأول الذي يصيب الشباب والأطفال خاصة وهو الذي يرجع بالأساس إلى نقص فادح في إنتاج الأنسولين وذلك بسبب هجوم الجهاز المناعي على الخلايا المنتجة لهذا الهرمون في البنكرياس والتي تلقب بالخلايا أو (Beta cells) لن نتحدث عنه في هذا المقال لأنه نوع خاص ويختلف عن السكري المعروف. 

النوع الثاني وهو الأكثر انتشاراً (90% تقريباً من حالات السكري) يرجع بالأساس إلى عدم كفاءة الأنسولين المنتج في تعديل مستوى سكر الدم وذلك يرجع بالأساس إلى مقاومة الخلايا لتأثير الأنسولين عليها، هذه المقاومة هي عموماً نتيجة نظام حياتي غير صحي يتمثل في البدانة وقلة الحركة وأطعمة غير صحية. هذا النوع الذي سوف يتم التحدث عنه في هذا المقال. 

أعراض السكري 

يمكن لمرض السكري أن يظهر كأعراض مثل فقدان الوزن، زيادة ملحوظة في التبول والعطش المستمر أو أن يظهر مباشرة في صورة مضاعفات سوف نناقشها بعد حين. 

في حال ظهور هذه الأعراض أو حتى عند الرغبة في تقصي هذا الداء يمكن استعمال أداة قياس السكر في الدم، ويعتبر المستوى عالياً إذا زاد عند الصيام لست ساعات على الأقل عن 1.26 غرام  في اللتر أو أكثر من 2 غرام في أي وقت في اليوم. ويعتبر ذلك سبباً كفيلاً يجب أن يدفعك إلى الذهاب إلى الطبيب لتأكيد وعلاج هذا المرض. حتى إذا تحصلت على مستوى عند الصيام بين 1 

و1.26 غرام في اللتر فإن هذه المرحلة تسمى بما قبل السكري ويمكن أن تتطور إلى مرض السكري إذا لم يغير المريض من أسلوبه الحياتي خاصة الأطعمة غير الصحية والوزن الزائد وقلة الحركة. 

مضاعفات السكري 

يمكن لمستوى السكر العالي المزمن في الدم أن يؤثر بصفة كبيرة على جميع الأجهزة الجسمية بصفة متفاوتة إذا لم يتم اتباع العلاج وتحسين نمط العيش ومن ذلك:

– مشاكل عصبية حسية وحركية مع آلام، أو العكس انعدام الإحساس خاصة في القدمين. 

– تعكر الوظائف الكلوية الذي يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن. 

– ارتفاع مستويات الكوليسترول وخطر الأزمة القلبية والدماغية. 

– مشاكل في شبكية العين والذي يمكن أن يؤدي إلى العمى. 

– القدم السكري التي يمكن أن تتعفن وتتسبب في البتر.

– العجز الجنسي عند الرجال خاصة.

علاج السكري

يتمثل علاج هذا النوع بالأساس في تغيير نمط الحياة عبر فقدان الوزن في حال الوزن الزائد والتي تعرف طبياً بمؤشر الوزن الجسمي أكثر من ٢٥، الذي يحسب بقسمة (الوزن بالكيلوغرام)  على (الطول بالمتر قوة اثنين) وممارسة الرياضة (مثلاً 30 دقيقة من المشي يومياً على الأقل). 

أيضاً يجب اتباع نظام غذائي صحي غني بالحبوب الكاملة والخضر والغلال واللحوم البيضاء والاعتدال في الأطعمة السكرية واللحوم الحمراء والدهون الحيوانية التي تزيد بصفة كبيرة في مستويات السكر والتي تصنف كمواد  سامة للخلايا. 

إذا لم يكفِ هذا أو في حالة ارتفاع كبير في معدل السكر أو في حالة وجود مضاعفات فإن طبيبك سوف يقترح عليك معدلات لمعدل السكر على هيئة أقراص أبسطها الميتفورمين الذي يكاد يخلو من أعراض ثانوية خطيرة إذا استعمل بالطريقة الصحيحة التي سوف يخبرك الطبيب بها. إذا لم تكن كافية قد يضيف لك الطبيب معدلاً آخر خاصة من عائلة البيڨوانيد التي تستوجب الحذر واتباع طريقة العلاج نظراً لخطر انخفاض حاد في معدل السكر إذا تم تناول كمية أعلى من المطلوب أو في حال عدم اتباع نصائح الطبيب في تناول الغذاء. في حال فشل كل هذه الطرق قد يضطر الطبيب إلى الاستعانة بالأنسولين كحل أخير. 

في كل الحالات ليس النظام الصحي أو الرياضة يغنيانك عن الذهاب إلى الطبيب في حال أدنى شك. ومرض السكري يمكن التغلب عليه والتمتع بحياة عادية خالية من المضاعفات في حال اتباع نصائح طبيبك والمتابعة المستمرة. حفظكم الله ورعاكم ورفع عنا الوباء. 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمر بن الكيلاني
طبيب وكاتب تونسي
طبيب وكاتب تونسي مهتم بشؤون الصحة والتغذية
تحميل المزيد