نظرياتك الجامعية لن تفيدك بعد اليوم.. 5 فروقات بين حياة الدراسة والعمل

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/05 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/05 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش
Handsome university student working on laptop at home

ربما لم نفكّر يوماً في العمل والوظيفة عندما كنا أطفالاً، لم نكن نأخذ المدرسة بجدّية تامّة. لكن حين بدأنا نصل لمرحلة متقدمة من تعليمنا اكتشفنا أن الهدف الفعلي من الدراسة أكبر بكثير مما كنا نتصوره: إنه الحصول على وظيفة.

المثير في الأمر أننا مباشرة بعد ولوجنا إلى الوظيفة نكتشف أن المدارس والجامعات كانت تفعل أيّ شيء بنا ما عدا إعدادنا للعمل! وهنا تبدأ المعاناة الحقيقية.

إليك 5 اختلافات رئيسية بين الدراسة والعمل:

1- لا مكان للتأجيل في العمل

طبعاً تتذكر تلك الأيام التي كنت تناقش فيها مع الأستاذ تاريخ الامتحان القادم، وتجد حجّة قوية هي أن لديك امتحانات أخرى في موادّ أخرى، وبالتالي غالباً ما كان الأستاذ يتقبّل ذلك الأمر ويؤجل الامتحان إلى تاريخ لاحق. في الواقع، انسَ هذه العادة تماماً عندما تدخل سوق العمل. الحقيقة أنك في أي شركة ستكون مرغماً على القيام بكلّ ما يتمّ طلبه منك، حتى ولو كان في وقت واحد. تلك مشكلتك. ما علّمتنا إياه المؤسسات التعليمية هو التأجيل، ولم تعلّمنا أبداً أن الوقت هو الوقت ولا نقاش في ذلك.

2- نظرياتك الجامعية لن تفيدك في شيء

هل لاحظت أننا في حصص الرياضيات نقوم بحلّ المسائل بالورقة والقلم، مسائل غريبة ولا تتحدث عن أشياء من الحياة. دعوني أطرح عليكم سؤالاً: كم شخصاً منا يعرف لأي شيء يصلح ما كان يدرسه في الرياضيات بشكل دقيق؟ نسبة قليلة جدّاً أو لا أحد! وحدهم من يتعمّقون بشكل كبير في الرياضيات أو باقي المواد، ويقرؤون آخر اكتشافات الغرب من يفهمون لأي شيء تصلح النظريات. لا تتوقع أن تتعلم الكثير من الأمور العملية والتطبيقية في النظام التعليمي العربي. حلّ هذه المشكلة هو تطوير البحث العلمي لكي يقوم الطالب باستخدام ذلك في الواقع، وهذه هي المشكلة، لأن الميزانية المخصصة للبحث العلمي في العالم العربي تصل إلى 7 دولارات فقط للفرد الواحد في المتوسط. في الوقت الذي تنفق فيه دول من إسرائيل 750 دولاراً في البحث العلمي للفرد الواحد، وفي اليابان وفنلندا 900 و1000 دولار و1100 دولار. نعم، الفرق كبير جداً!

3- انسَ ما تعرفه عن النجاح!

للنجاح في المؤسسات التعليمية، يكفي أن تقوم بحلّ الواجب وتنتظر النتيجة. وحتى إذا لم تحلّ الواجب، سيأتي واجب آخر وآخر لتعوّض نتيجتك. حسناً، الكثير من الطلبة لا يهتمون لنجاحهم الدراسي لسبب واحد وهو أنهم لا يحصلون على مقابل عملهم الدراسي مباشرة بعد الانتهاء منه، وبالتالي لا شيء يحفّزهم على الاستمرار في ذلك. أثناء العمل الأمر مختلف جداً. إذا عملت بشكل جيد ستحصل على المكافأة التي هي أجرك أو المال بشكل صريح. إذا لم تقم بعملك لن تحصل على المال، أو سيتم اقتطاع مبلغ من أجرك في أحسن الأحوال، هذا إذا لم يتمّ طردك.

لذلك انسَ فكرة النجاح الدراسي عندما تبدأ العمل. المؤسسات التعليمية لم تعمل على إعدادك لهذا المفهوم من النجاح.

4-  كلّ المشاكل تنتظرك أنت لحلّها!

كم مرّة قدّم لنا الأستاذ مسائل لحلّها وكنا نعمل عليها بلا مبالاة كبيرة؟ السبب: نحن نعرف مسبقاً أن الأستاذ يملك الحل.. تلك بكل بساطة ليست مشاكل أمن دولي أو سلام عالمي، فلماذا نتعب أنفسنا في حلّ ما يمكن للأستاذ أن يقدمه لنا في ثوانٍ فقط؟

حسناً، هذا المفهوم مختلف جداً في العمل. أنت من سيحلّ المشاكل التي يقدمها لك مديرك. وإذا لم تحلّها فلن يحلّها أحد آخر غيرك، بل الطريف في الأمر أنك ستتحول أنت بنفسك إلى مشكلة تحلّها الشركة بطردك عند تفاقم الوضع!

5- في العمل.. لست أنت الملك!

هذه النقطة مهمّة جداً لأن المؤسسات التعليمية تعلّم الطلبة عادة سيئة وهي أنهم مركز الاهتمام. هناك حقوق للطالب وهناك اهتمام مفرط به، يجب تعليمه، ويجب أن يفهم بشكل جيد، ويجب أن يعمل الأستاذ على إيصال المعلومات كما يجب.. إلخ. في الواقع، أثناء العمل أنت لست الملك، الملك هو مدير عملك، وكل ما تفعله يجب أن يؤدي إلى رضاه هو لا رضاك أنت. لا تعجبك هذه المسألة؟ قدّم استقالتك!

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إيمان ملال
مُترجمة مغربية
تحميل المزيد