تختبئ أسباب الشعور بالقلق أحياناً في أبسط الأمور حولنا. لا ننتبه إليها ونعتبرها من بديهيات الحياة؛ لكن الجلوس كثيراً مثلاً أو غياب ضوء الشمس فترة طويلة يسهمان في رفع معدلات التوتر التي نشعر بها دون أي إدراك منا لتأثير ما يدور حولنا على صحتنا النفسية مباشرة.
القلق هو عاطفة طبيعية وصحية في كثير من الأحيان؛ ومع ذلك، هناك عوامل تتعلق بنمط الحياة الذي نعيشه قد تضاعف من شعورنا به دون أن نكون على دراية.
يصبح الأمر خطيراً عندما ترتفع وتيرته ويتكرر، ليؤثر في جوانب حياتنا الأخرى، وربما من نحب.
نستعرض فيما يلي، بعض الأسباب غير المعروفة للقلق والتي نمارسها بشكل مكثف في حياتنا اليومية، لعلنا نتدارك الأمر:
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم
تقول إليزابيث وارد، دكتوراه في علم النفس ببوسطن: "النوم هو الشيء الأول الذي أشجع الناس على عدم الاهمال فيه. إذا كنت تحصل باستمرار على نوم غير كافٍ، فلن يعمل جسمك في أعلى مستوياته، وهو ما يجعلك أكثر عرضة للشعور بالقلق".
يحتاج معظم الناس ما بين 7 و8 ساعات في الليلة، لتجنُّب الشعور بالتوتر الشديد والانزعاج والضعف والتعب وأعراض القلق.
عدم رؤية الخضرة بما فيه الكفاية
تبين أن قليلاً من الطبيعة يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً في تخفيف القلق.
تستخدم جامعة NYU Langone Health العلاجات البستانية، وضمن ذلك نباتات الأصيص والزهور المرتبة بمستشفياتها، للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية للمرضى وتقليل الإجهاد.
التنزه بحديقة أو مساحة خضراء قد يكون له تأثير مماثل في تجنب أعراض القلق النفسي.
الجلوس كثيراً من أسباب الشعور بالقلق
قد تعتقد أن العودة إلى المنزل والجلوس على أريكة مريحة في نهاية اليوم سوف يساعدانك على الاسترخاء، ولكن كثيراً من الجلوس قد يؤدي بالفعل إلى تفاقم التوتر.
وفقاً لبحث نُشر عام 2015 في جريدة BMC Public Health، يقول الدكتور وارد إن الحصول على مزيد من النشاط -سواء كان تمريناً في الصالة الرياضية أو مجرد المشي- يمكن أن يساعد في تعويض هذه المشاعر عن طريق إطلاق الأندورفين.
لا تحصل على ما يكفي من الضوء
ترتبط أشعة الشمس والظلام ارتباطاً وثيقاً بما نشعر به.
حدد الباحثون بجامعة براون مؤخراً طريقاً يربط خلايا استشعار الضوء الخاصة في أعيننا بالمناطق الموجودة في أدمغتنا المرتبطة بالمزاج.
كما ربطت الدراسات السابقة بين التعرض للضوء الطبيعي وزيادة مستويات السيروتونين، وهو الناقل العصبي المرتبط عادة بمشاعر الرفاهية والسعادة.
الشعور بالجفاف
يمكن أن يسبب الجفاف أكثر من مجرد العطش وجفاف الشفاه.
ويمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب، ويجعلك تشعر بالدوار الخفيف وجميع الأحاسيس الشائعة خلال نوبات القلق.
تأكَّد من شرب كثير من الماء على مدار اليوم، لتجنُّب أي تقلبات مزاجية مرتبطة بالعطش.
تربط الدراسات بين الاكتئاب والجفاف، لأن 85% من أنسجة المخ هي الماء، ومن ثم ينخفض توليد الطاقة في المخ.
يمكن أن تسبب المياه الملوثة أيضاً مشاكل صحية. من المعروف أن الرصاص في الماء يمكن أن يسبب تلفاً للجهاز العصبي، حيث يعتبر الاكتئاب إحدى أكثر النتائج شيوعاً للمياه المليئة بالرصاص.
من المهم الحد من استهلاك الكافيين والمشروبات السكرية والكحول.
كل هذه السوائل تسبب الجفاف، لأن الجسم يحتاج مزيداً من الماء لمعالجتها في الجسم.
إذا لم تعط جسمك كمية المياه التي يحتاجها، فسوف يأخذها من عظامك وعضلاتك، والأهم من ذلك عقلك.
الوجبات السريعة
تناول الأطعمة الغنية بالمواد المغذية بدلاً من الوجبات الخفيفة المصنّعة يمكن أن يقطع شوطاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بتقليل مستويات القلق النفسي لديك.
فحص الباحثون بجامعة ملبورن أكثر من 1000 امرأة تم اختيارهن عشوائياً، تتراوح أعمارهن بين 20 و93 عاماً.
قيّموا أعراض الاكتئاب والقلق، وقارنوا النظم الغذائية السليمة بالوجبات الغذائية السريعة.
تبين أن النساء اللاتي تناولن نظاماً غذائياً تقليدياً من الخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك والحبوب الكاملة كن أقل معاناة من الاكتئاب والقلق من أولئك اللائي يتناولن نظاماً غذائياً من الأطعمة المصنعة أو المقلية والحبوب المكررة ومنتجات السكر والبيرة.
وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن أن تؤدي تطبيقات الوسائط الاجتماعية إلى توليد التوتر والقلق ، خاصةً إذا كانت تسبب لك مقارنة نفسك بالآخرين.
تقول الدكتورة اليزابيث وارد: "ترى الناس ينشرون أفضل ما لديهم على الإطلاق".
يولّد هذا الأمر كثيراً من القلق، لأن الناس يعتقدون أنهم لا يفعلون الأشياء نفسها التي يفعلها الآخرون.