ليس الحلّ كما فعل الفراعنة في القِدم.. دراسة جديدة تتوصل إلى حل لتساقط الشعر: بروتين «القنفذ الصوتي»

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/03 الساعة 15:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/03 الساعة 15:02 بتوقيت غرينتش
Male alopecia or hair loss concept - adult caucasian bald man looking mirror for head baldness treatment

يفقد الشعر قدرته على النمو مجدداً في مناطق الجلد المصابة بجروح. وفي دراسة حديثة، طرح الباحثون سؤالاً عن السبب في ذلك ومدى إمكانية عكس هذه النتائج.

وتوصل الباحثون إلى أن مسارات الإشارة التي يُطلق عليها "القنفذ الصوتي sonic hedgehog" ربما تلعب دوراً حاسماً في ذلك، بحسب ما ذكر موقع Medical News Today.

هناك أشكال متعددة لتساقط الشعر.

إذ يمكن أن يحدث تدريجياً، وهو فقدان الشعر الجيني (الوراثي) والمعروف بالصلع الذكوري أو الأنثوي.

وقد ينتج فقدان الشعر عن إصابة، تتمثل في حرق أو جرح عميق.

إلا أنه بعد تساقط الشعر، يمثل نموه مجدداً تحدياً علمياً استعصى على الباحثين منذ بزوغ فجر العلوم.

ففي مصر القديمة، على سبيل المثال، وُجدت مجموعة من الطرق غير المعتادة لدى الفراعنة لإعادة إنماء الشعر، من بينها تدليك فروة الرأس بدهن فرس النهر.

وعلى الرغم من تطور العلوم، لا يزال التقدم بطيئاً للغاية فيما يتعلق بإيجاد حل لتساقط الشعر.

ترأست عالمة بيولوجيا الخلايا، مايومي إيتو، الحاصلة على درجة الدكتوراه، والأستاذة المساعدة بمركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك، أحدث الدراسات التي تهدف إلى دراسة إعادة نمو الشعر مجدداً.

نُشِرت النتائج التي توصل إليها فريقها هذا الأسبوع في مجلة Nature Communications.

دراسة جديدة تتوصل إلى حل لتساقط الشعر

أراد العلماء البحث عن تغييرات مسارات تبادل الإشارة في الجلد المتضرر.

واهتموا تحديداً بإشارات الخلايا الليفية اليافعة، وهي الخلايا المسؤولة عن إفراز الكولاجين-  وهو بروتين هيكلي يعزز شكل ومظهر الشعر والجلد.

كما تلعب الخلايا الليفية اليافعة أيضاً دوراً هاماً في التئام الجروح.

ركّز الباحثون على ما يُسمى مسار إشارة القنفذ الصوتي، الذي تستخدمه الخلايا للتواصل. ينشط المسار أثناء مرحلة التطور داخل الرحم، لكن يقلّ هذا النشاط بوضوح بعد الولادة.

يعد مسار إشارة القنفذ الصوتي حيوياً في نمو أو تطور أصابع اليدين أو القدمين وأيضاً في عملية تنظيم الدماغ.

وهنا، تجدر الإشارة إلى أن كل بصيلة شعر نمتلكها كبالغين، تطورت أثناء وجودنا في أرحام أمهاتنا؛ أما بعد الولادة، فلا تتولد أي بصيلات جديدة. وهو ما يوضح السبب وراء عدم نمو الشعر في الأنسجة الجديدة، مثل الأنسجة الندبية.

في تجاربهم، أطلق الباحثون إشارة بروتين القنفذ الصوتي في الجلد المجروح للفئران.

النتيجة:

كما هو متوقع، وفي غضون 4 أسابيع من الإصابة، بدأ الشعر في النمو مجدداً. وفي غضون 9 أسابيع، ظهرت جذور الشعر وخصلاته.

تظهر النتائج التي توصل إليها العلماء أن تحفيز الخلايا الليفية اليافعة من خلال مسار القنفذ الصوتي يمكن أن يؤدي إلى نمو الشعر بشكل لم يسبق له مثيل أثناء عملية التئام الجروح.دراسة جديدة تتوصل إلى حل لتساقط الشعر

تجديد الجلد المتضرر لنمو الشعر

جوهر ما قام به الباحثون هو تحويلهم للجلد القديم المتضرر إلى جلد جنيني مرة أخرى.

تأمل مايومي إيتو أن تفيد النتائج هؤلاء الراغبين في إعادة إنماء الشعر في المناطق المصابة بجروح، بالإضافة إلى أي شخص يعاني من تساقط الشعر المرتبط بالتقدم في العمر.

تضيف النتائج التي توصّل إليها الفريق بُعْداً جديداً لفهمنا.

ففي السابق، اعتقد المجتمع الطبي أن الشعر لا يمكن أن ينمو مجدداً بعد التعرض لجرح من الدرجة الأولى بسبب تراكم الأنسجة الندبية والكولاجين.

لكن الآن الأمر اختلف.

وكما توضح مايومي إيتو: "نعرف الآن أن ذلك يرجع لاختلاف نشاط تبادل الإشارة في الخلايا، التي يزداد نشاطها أثناء تطورنا في الرحم، بينما يقل نشاطها في خلايا الجلد الناضجة مع تقدم العمر".

بعد ذلك، ستركز مايومي على المواد الكيميائية التي قد تُنشِّط إشارة بروتين القنفذ الصوتي.

وتهدف في نهاية المطاف إلى إيجاد عقاقير بإمكانها أن تعكس تساقط الشعر، وهو أعظم ما تسعى أبحاث الشعر إلى التوصل إليه.

وعلى الرغم من أن النتائج تمثل خطوة أخرى صغيرة نسبياً على طريق إعادة نمو الشعر مجدداً، فإنها تقدم زاوية جديدة مثيرة للاهتمام لدراسة العمليات المعنية.

تحميل المزيد