مندفعون ومنقادون لأصدقائهم.. دليلك للتعامل مع أبنائك المراهقين

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/10 الساعة 16:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/10 الساعة 16:54 بتوقيت غرينتش

هذا الطفل الوديع تحول لوحش كاسر، متى ينتهي هذا الجحيم!؟

لكاتب أدب الأطفال الإنكليزي الشهير السير كوينتن بليك قصة مصورة بعنوان Zagazoo، تحكي حكايةً خيالية عن طفلين، جورج وبيلا، يتلقيان طرداً يعثران بداخله على رضيع، ويقرران الاضطلاع بدور الأبوة لذلك الرضيع.

لكنَّ الرضيع ما يلبث أن يتحول إلى نسرٍ صغير تتعالى صيحاته طوال الليل؛ وفي مرحلة بداية المشي، يصبح الرضيع فيلاً أخرق.

وما إن يصل الطفل، الذي أسماه جورج وبيلا "زاغازو"، إلى مرحلة المراهقة، يتحول إلى وحشٍ كاسر يزداد غرابةً وفظاظةً بمرور الوقت، وسرعان ما يطفح كيل جورج وبيلا.

هنا، تزداد روعة رسوم السير كوينتن بليك التوضيحية، ويُصوِّر جورج وقد غزا الشيب شعره. وما تلبث بيلا أن تصيح في ذعرٍ قائلةً: "ماذا لو لم يتوقف هذا أبداً؟"، فيرد عليها جورج: "لا أحتمل مجرد التفكير في هذا! ماذا سيحل بنا عندئذ؟".

لا شك أنَّها قصة طريفة للغاية، لكنها أيضاً تنقل رسالةً قوية عن مرحلة المراهقة: أنَّها مرحلة يخشاها ويتحملها ويجتازها الوالدان والأبناء سوياً.

لكن هل يجب أن تكون هكذا حقاً؟ لمعرفة ذلك، سألت صحيفة The Guardian البريطانية عدداً من الخبراء بمرحلة المراهقة: بدءاً من محرري عمود النصائح بالصحيفة نفسها إلى مرشدين نفسيين، وعددٍ من الكتّاب والمحترفين بألعاب الفيديو؛ جميعهم أشخاص لديهم خبرة مهنية وشخصية بسنوات المراهقة.

 وإليك النتيجة: وضعت الصحيفة دليلك لتقبُّل مرحلة المراهقة، وفهم التغييرات شديدة الواقعية التي يمر بها أبناؤك، واستيعاب العالم الذي يعيشون فيه، بل وربما إلقاء نظرة فاحصة على نفسك أيضاً.

المشكلة لديك أنت، فعقلك لم يتطور لتفهم أنه يحتاج للحرية.. ولكن الأمر مختلف لديه

"لا شك أنَّ فطرة الآباء هي حماية ابنائهم. لكن من الناحية التطورية، يجب على ذلك الطفل المحمي أن ينضج وينفصل عن والديه؛ وهذا هو الغرض من مرحلة المراهقة بالضبط".

بهذه الكلمات تضع نيكولا مورغان، وهي كاتبة بريطانية لديها العديد من المؤلفات عن المراهقين، يدها على المشكلة التي تحدث بين الآباء والمراهقين  

ترى نيكولا أنَّ هذه العملية أسهل على المراهقين منها على الآباء: لأنَّ المراهقين مبرمجون فطرياً على الانفصال عن والديهم، بينما لا يزال الآباء عالقين في مرحلة حماية ابنائهم.

وتقول مفسرةً: "لا يوجد في دماغ الآباء ما يجعلهم يرغبون بالانفصال عن ابنائهم. لذلك، فإنَّ المتاعب تحدث حين يحاولون حماية ابنائهم لفترةٍ أطول من اللازم، عندئذٍ يحدث الخلاف بين الآباء والأبناء في كثيرٍ من الأحيان".

أما آماندا ميجور، المرشدة النفسية بمؤسسة Relate (وهي مؤسسة خيرية بريطانية تقدم خدمات الإرشاد النفسي)، فقالت: "لا بأس بالتعبير عن الحزن لأنَّ الابن لم يعد ذلك الطفل الصغير المحبوب الذي كان عليه فيما مضى، لكن لابد من تقبّل حقيقة أنَّه على أعتاب مرحلة جديدة من حياته".

وأضافت آمانداً قائلة: "لكن إياك أن تعتقد أنَّ مجرد كون ابنك قد أصبح مراهقاً يعني أنَّه لم يعد بحاجة إليك؛ بل هو بحاجة شديدة إليك، حتى وإن لم يكن يرى ذلك. كل ما في الأمر هو أنَّ الوضع أصبح مختلفاً عمَّا كان عليه حين كان ابنك لا يزال طفلاً، وكانت زمام الأمور في قبضتك كلياً".

هذه التصرفات التي تغصبك ليست سوء سلوك بل هي نتيجةً تغييرات بيولوجية عليك فهمها

تؤثر الهرمونات والنمو الجذري الذي يمر به المراهق في تلك المرحلة على دماغه، وتجعله مفرط النشاط، ولا يكتمل نمو دماغ المرء حتى يبلغ العشرينيات من عمره.

هذه هي الطبيعة البشرية، وهي تعني أنَّ المراهقين يندفعون تلقائياً نحو سلوكياتٍ معينة: من تقلبات عاطفية، وما يسمى بـ"سوء" المخاطرة، وانخفاض القدرة على التعاطف مع الآخرين، والقابلية للتأثر بسهولة بضغط الأقران، وضعف القدرة على كبح الاندفاعات.

وتعليقاً على ذلك، تقول نيكولا: "في بعض الأحيان، مجرد المعرفة بأنَّ هناك سبباً بيولوجياً وراء بعض سلوكيات المراهقين تبعث الاطمئنان في نفوس الآباء إلى حدٍ كبير. إذا صادف أنَّك في غمرة بعض اللحظات العصيبة مع ابنك، تذكر ذلك".

وحتى تأخرهم في الاستيقاظ ليس كسلا بل له سبب مرتبط بنمو المخ

النمو الذي يمر به دماغ المراهق في هذه المرحلة يعني أيضاً أنَّ أنماط نومه تتأثر بذلك.

ببساطة، لا يعود المراهقون مستعدين للنوم في الموعد الذي تحدده أنت، وربما يجدون بعض الصعوبة في الاستيقاظ صباحاً.

لذلك، لا فائدة من الشجار معهم بشأن مواعيد نومهم، فمهما تشاجرتم سوياً، ومهما حاولت أن تضع لهم القواعد، لا يمكنك أن تتغلب على طبيعتهم البيولوجية.

بدلاً من ذلك، ساعدهم على تغيير روتينهم اليومي، حيثما أمكن، لكي يلائم نمط نومهم الجديد، حتى ولو كان ذلك في العطلات الأسبوعية فقط.

لا تتركه فريسة لألعاب الفيديو وهذه أفضل للطريقة للتعامل معها

في هذا الصدد، يقول آندي روبرتسون، وهو صحفي بريطاني وعاشق لألعاب الفيديو ومؤلف كتاب Taming Gaming: "تحتل ألعاب الفيديو جزءاً كبيراً من حياة الأبناء خلال مرحلتيّ الطفولة والمراهقة.

لذلك، فإنَّ تقبُّلها والتصالح معها من الممكن أن يكون بمثابة نافذة تُمكِّن الآباء من فهم ابنهم المراهق والتعامل معه. بالطبع، إذا كان المراهق يلعب ألعاب الفيديو أكثر مما ينبغي، أو إذا كان يلعبها بمفرده في غرفة نومه، من الممكن أن يكون لذلك تأثيرٌ سلبي يدفعه إلى الانعزال عن الآخرين".

في هذه الحالة، يوصي روبرتسون بتشجيع المراهقين على الخروج من ظلمة عزلتهم، وتحويل ألعاب الفيديو إلى نشاطٍ عائلي.

بيد أنَّ هذا يستلزم التدخل مبكراً؛ إذ قال آندي: "تجنب مجرد وضع الحدود لابنك في مرحلة الصبا، بل ابحث عن ألعابٍ من النوعية التي تريده أن يلعبها".

وإذا كنت تريد اختيار الألعاب المناسبة له فالأمر بسيط

بإمكانك فعل ذلك عن طريق الاطلاع على تقييم الألعاب على الموقع الإلكتروني لمنظمة تقييم الألعاب الأوروبية (PEGI)، لكي تعرف ما هي الألعاب المناسبة لابنك.

 وتصنيف منظمة تقييم الألعاب الأوروبية يشبه تصنيفات الأفلام، وهو يبدأ من 3، بمعنى أنَّ اللعبة مناسبة لعمر 3 أعوام فأكثر، وحتى 18 للألعاب المناسبة للبالغين. وهناك أيضاً رموز توضح نوعية المحتوى المتوقع من اللعبة، من مشاهد الرعب إلى المشاهد الخادشة للحياء.

وعلى عكس ماتعتقد فإن لها العديد من الفوائد

"بإمكان الألعاب أن تغرس في الأطفال سماتٍ شخصية مذهلة، مثل المثابرة، واللطافة، والتعاون، والتفكير الإستراتيجي، حسب روبرتسون.

كما أن الصحيح في الألعاب تتعلق باتباع نمطاً متوازنا.

فإذا كنا في حمية الطعام، لا نهتم في الأغلب بموعد تناول الطعام أكثر مما نهتم بما نتناوله. وبالمثل، ما يُعرض على الشاشة هو المهم" .

بعبارةٍ أخرى، فإن تصفُّح موقع YouTube على غير هدى ليس بأهمية الوقت الذي تقضيه العائلة سوياً في لعب الألعاب الإستراتيجية جيدة التخطيط.  

والأفضل أن تحاول مشاركته باللعب فقد يحدث هذا أثرا يستمر مدى الحياة.. وإذا لم تستطع فإليك البديل

"لا تفترض أنَّ ابنك لا يريد منك مشاركته في اللعب. ما عليك سوى أن تُبدي له اهتمامك مبكراً، ولربما تصبح هناك علاقة قوية تربط بينكما مدى الحياة"، وفقا لما يقوله روبرتسون.

أما في حالة لم تكن مهتماً بتاتاً بالانضمام إليه في اللعب، فلا يزال بإمكانك وضع الحدود له: تناقش معه حول عدد الساعات التي يراها مناسبةً للعب ألعاب الفيديو في اليوم، ونوعية الألعاب التي ترتاح لها.

لكن احرص على أن يكون حواراً وليس شجاراً، وأن يكون لابنك رأيٌ في الأمر، حتى وإن كنت أنت من بيدك الحل والعقد.

احرص على أن تبقى قنوات التواصل بينكما مفتوحة.. طريقة الجلوس قد تحدث فرقاً

تقول المرشدة النفسية آماندا: "مما لا شك فيه أنَّ طريقة تواصلك مع ابنك ستتغير في مرحلة المراهقة. وفي حال مررتما بذلك سوياً، من الممكن أن تشعر بأنَّ الشجار والصياح والميلودراما، أو حتى المعاملة الصامتة، أمرٌ شخصي للغاية، لكن حاول ألا تأخذ الأمر على هذا المحمل".

بل احرص دائماً على أن تُبقي قنوات التواصل بينكما مفتوحة، وبذل الوقت والجهد لفهم أسلوب ابنك في الكلام ومتى قد يرغب بالتحدث معك.

مثالٌ على ذلك: الجلوس قبالة ابنك على الطاولة والتحدث معه وجهاً لوجه يعطيه شعوراً قوياً بالمواجهة والعدوانية. لذلك، حاول أن تستغل لحظات إجراء المحادثات "جنباً إلى جنب" مع ابنك؛ مثل حين تكونان في السيارة سوياً، أو أثناء سيركما أو تأديتكما للأعمال المنزلية معاً. هكذا، يمكن للأمور أن تصبح أكثر هدوءاً، وستجد ابنك أكثر انفتاحاً أو تقبلاً لرأيك في أغلب الأحيان.

قد يرغب في المشاركة ولكن المشكلة لديك.. وتذكر أنه بشر مثلك

كذلك تبذل آماندا قصارى جهدها لتذكير الآباء بأهمية مواصلة إشراك ابنهم المراهق في كل ما قد يفعلونه سوياً كأسرة عادةً.

وتقول: "تذمر ابنك قد يعني في الحقيقة أنَّه راغب في المشاركة، لذا احرص على إشراكه في كل شيء. لا تتضايق حين يرفض المشاركة، بل استمتع بالأمر حين لا يُبدي رفضه".

أما آناليسا باربيري، وهي محررة عمود نصائح في صحيفة The Guardian البريطانية، فهي تحث الآباء على اعتبار أبنائهم بشراً مستقلين منذ البداية. وتقول: "لا أفهم لماذا قد يريد الآباء من أبنائهم أن يرضخوا لهم في كل صغيرة وكبيرة في صغرهم، ومع ذلك يعرفوا ماذا يريدون وهم مراهقون، هنا تكمن المشكلة، على ما يبدو".

بالنسبة للمشكلة الكبرى الشبكات الاجتماعية ضع معايير محددة لاستخدامها

عليك تقبَّل حقيقة أنَّ توسُّع المشهد الإلكتروني هو على الأرجح أكبر فرق بين مراهقتك ومراهقة أبنائك.

لكن لا تنسَ أنَّ أبنائك المراهقين بحاجة إلى أن تضع لهم الحدود في عوالمهم الافتراضية، تماماً كما هو الحال في حياتهم الواقعية.

من جانبها، تنصح نيكولا الآباء بمراقبة كل صغيرة وكبيرة يفعلها أبناؤهم، وتثقيف أنفسهم بشأنها إن اقتضى الأمر، مع الحرص على بناء ثقة متبادلة بينهم وبين الأبناء.

وتقول: "لا يصبح بإمكاننا كآباء أن نساوم أبنائنا ونشجع السلوكيات الصحية لديهم إلا حين نشاركهم في الأمور الإيجابية".

شجعهم على أن يكونوا قادة فيما يتعلق بالتكنولوجيا.. كما يجب عليك مراجعة نفسك قليلاً

حمِّل أبنائك المسؤولية التكنولوجية قليلاً في المنزل، واسمح لهم بفرز الاتصالات المخادعة عبر برنامج Skype، أو إذا كان لديهم أشقاء أصغر منهم سناً، اطلب منهم أن يساعدونك في شرح الأمن والسلامة على الانترنت لهم. أظهر لهم ثقتك بهم كلما أمكن ذلك.

ولمساعدتهم على معرفة أنَّ الحياة لا تقتصر على الإنترنت فقط، اجعلهم يختارون نشاطاً يمكنكم ممارسته معاً على أرض الواقع، مهما كان ذلك النشاط: سواءٌ أكان تسلق الجبال، أم تزيين الكعك، أم النجارة، أم تحليق الطائرات الورقية، أم ركوب الأمواج. لأنَّ ذلك سوف يمنحهم شعوراً بالإثارة، ويُعلِّمهم مهارةً جديدة، وستلتقطون معاً صوراً رائعة تصلح للنشر عبر الشبكات الاجتماعية.

وأخيراً، لا تنسَ أن تلقي نظرةً فاحصة على عاداتك كأب، وأن تكون قدوةً لأبنائك. تقول نيكولا: "من العسير على المرء كأب أن يفرض رأيه إن كان لا يستطيع التوقف عن تصفح هاتفه. لذلك، يجب عليك أن تكون نموذجاً يُحتذى به للسلوك الحميد".

تعامل مع صحة ابنك العقلية بجدية.. ولاحظ أن هناك فجوة مرعبة بين الجيلين

العديد من مشكلات الصحة العقلية الشائعة، مثل الاكتئاب، تبدأ في الظهور في مرحلة المراهقة المبكرة.

ناتاشا ديفون ناشطة في مجال الصحة العقلية للأطفال، وألفت كتاباً بعنوان A Beginner's Guide to Being Mental: An A-Z. لذلك، كثيراً ما يسألها الناس عن متى يصبح السلوك "الطبيعي" للمراهق مشكلةً تتعلق بالصحة العقلية، فيكون ردها هو: "هذا لا يهم. ماذا لو سألكِ شريك حياتك: "هل هذا الأمر جاد حقاً، أم أنَّ هذا تأثير سن اليأس فحسب؟"، كيف سيكون شعوركِ عندئذ؟.

أما حين تجدين من يُبدي اهتماماً حقيقياً بك، ويُحسن الإصغاء إليكِ، سوف تتحسن كيمياء مخكِ. لذلك، أحسني الإصغاء لما يريدون قوله فحسب".

واستطردت ناتاشا موضحةً: "يبدو أنَّ هناك فجوةً مرعبة بين الجيلين، استناداً إلى حقيقة أنَّ مراهقي اليوم ينشأون في عصرٍ متقدم تكنولوجياً. من ثم، يحدث أن ينتهي المطاف بالآباء بإخبار الأبناء المراهقين أنَّهم يجب أن يشعروا بالسعادة لأنهم ينعمون بأشياء مادية أكثر بكثير مما كانوا يمتلكون حين كانوا بعمرهم. لكنَّ الماديات لا تجلب السعادة".

وآناليسا بدورها لاحظت هذا الموقف شديد الضرر تجاه المراهقين، إذ قالت: "أعتقد أن المراهقين يخشون مرحلة المراهقة لأنَّ البالغين يتحدثون عنها كما لو كانت أمراً مخيفاً للغاية".

احذر غيرتك الخفية منه.. وفتش عن روح المراهق داخلك أحياناً لكي تتواصل معه

تقدم آماندا بعض النصائح للآباء، من بينها: "لا تنسَ علاقتك بشريكة حياتك: ادعما بعضكما دوماً. أما إذا كنتَ بمفردك، فاحصل على بعض المساندة. لا تتصرف من تلقاء نفسك، بل اشرِك شريكة حياتك دائماً، ولا يقلل أحدكما من شأن الآخر أبداً".

ودوما عليك أن تمعِن النظر في رد فعلك تجاه سلوك ابنك المراهق، وما إذا كنت متأثراً فيه بتجاربك في الحياة. وتقول آماندا مفسرةً: "لعلك كنت مطيعاً للأوامر حين كنت مراهقاً. لكن إذا لم يكن ابنك الشاب كذلك، فكن مستعداً لأنَّك ستشعر بالغيرة من ردوده الجريئة، بل وربما تتمنى لو كنت تصرفت مثله في صباك".

هذا وترى ناتاشا أنَّ استعادة روح الشباب مهمة للحفاظ على مستويات التعاطف وروح الدعابة. وتضيف: "احرص على التواصل مع روح المراهق بداخلك باستمرار، ماذا سيكون رأي ذلك المراهق في حياتك كراشد الآن؟".


هذا الموضوع قد يهمك أيضاً..

هل تواجه مُشكلة في السيطرة على نفسك؟ إليك 6 طرق تساعدك على التحكم في رغباتك