وفقاً لما أفاد به أحد الأشخاص المطلعين على قضية المنتج والمخرج الأميركي هارفي واينستن، الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، يحقق المدعون العامون في مدينة مانهاتن منذ أشهر في الصفقات التي عقدها مع شركة Black Cube، وهي شركة استخبارات إسرائيلية خاصة قيل إنها ساعدته في التجسس على بعض النساء اللواتي اتهمنه بالاعتداء عليهن جنسياً.
وقد ساهم إدراج علاقة واينستن بشركة Black Cube في ملف القضية، في إضافة عنصر جديد للتحقيق لم يسبق الكشف عنه من قبل، ما يزيد من المخاطر القانونية التي يواجهها وينشتاين. وقد تم ذكر علاقته بشركة black Cube في التحقيقات لأول مرة في صحيفة The Wall Street Journal.
بعد عقود من النجاحات التي حققها رمز إنتاج السينما في هوليوود، اتهم واينستن من قبل مكتب محامي في مقاطعة مانهاتن في شهر مايو/أيار 2018 باغتصاب امرأة وإرغام أخرى على ممارسة الجنس الفموي.
وبعد شهرين، وجه نفس المدعين العامين اتهامات جديدة إليه، مفادها أنه أجبر امرأة ثالثة على ممارسة الجنس معه، كما ورد اسم واينستن في سلسلة من الدعاوى المدنية المتعلقة بالاعتداء الجنسي والبدني وشن حملات تشهير ضد بعض متهميه.
وقد بدأ التحقيق الفيدرالي حول جرائم واينستن السنة الماضية عندما شرعت مجموعة من المدعين العامين التابعين لمكتب وكيل وزارة العدالة الأميركية الواقع في مانهاتن، في البحث في ما إذا كان واينستن قد ارتكب عملية احتيال في مناسبتين.
وذلك عند ترتيب مزاد علني لجلسة مع مصور فوتوغرافي مختص في الموضة، والتصرف في حزمة من تذاكر حفل لتوزيع الجوائز في هوليوود، حيث قدمت عائداتهما في حفل تبرعات خيري لمكافحة مرض الإيدز في فرنسا في مايو/أيار سنة 2015.
ووفقاً لبعض الأشخاص المطلعين على هذا الملف، كان هناك شرط وحيد حتى تتم هذه الصفقة، يتمثل في تحويل 600 ألف دولار من هذه العائدات إلى المسرح الذي احتضن العروض التجريبية للمسرحية الغنائية التي أنتجها وينشتاين، وفق صحيفة The New York Times الأميركية.
لكن، نطاق التحقيقات اتسع ليشمل احتمال أن يكون واينستن قد خالف قوانين الملاحقة الفيدرالية في تعامله مع النساء اللاتي اتهمته بالاعتداء الجنسي. وتمنع هذه القوانين عبور حدود الولاية لقتل أو إلحاق الأذى أو مضايقة أو ترويع الضحايا.
ويبدو أن شركة Black Cube، التي أسسها محللون سابقون في الاستخبارات الإسرائيلية سنة 2010، قد أقحمت نفسها في المشاكل وتحديداً في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، عندما كشفت مجلة The New Yorker أن واينستن استأجر ضباط استخبارات من الشركة بمساعدة محاميه السابق ديفيد بويس، للحصول على معلومات عن الممثلة روز ماكجوان. وقد نشرت الممثلة كتاباً عن تجربتها مع وينشتاين، وادعت أنه اعتدى عليها جنسياً.
ليقوم المحامون بشكل روتيني بالاستعانة بمحققين خاصين لجمع المعلومات لمساعدتهم على مناقشة القضايا المدنية والجنائية. وقد شمل العقد الذي تم توقيعه بين شركة Black Cube ووينشتاين، توظيف "صحفي استقصائي"، وكان من المفترض إجراء العديد من المقابلات كجزء من مخطط يهدف إلى منع نشر المقالات المتعلقة بادعاءات سوء السلوك الجنسي التي تُورّط وينشتاين.
وفي بيان صدر يوم الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، صرح محامي واينستن الحالي، بنيامين برافمان، بأنه التقى بالمدعين العامين للتأكد من أنه يشرف على الدفاع عن شركة Black Cube محامون بارزون. ويقول واينشتاين إنه ما كان ليصرح أبداً بأنهم يمارسون نشاطات غير شرعية.
كما ورد في هذا البيان أن "الهدف الوحيد" من التعاقد مع شركة Black Cube هو تمكين واينستن من الدفاع عن نفسه بشكل فعال من خلال القيام بإجراءات قانونية، ضد ادعاءات "خطيرة لكنها زائفة".
اقرأ أيضاً..
هارفي واينستين يسلم نفسه للشرطة في تهم الاعتداء الجنسي.. سيكون أول تحقيق رسمي في "التحرش"
للمرّة الأولى منذ انطلاق حملة #MeToo… فتحُ تحقيقٍ جنائي بحقّ هارفي واينستين
