يبدو أن شبكة نتفليكس، التي أصابتنا بِنَهَمِ مُشاهدة الأفلام والمسلسلات على موقعها، اتجهت لوضع سياسة إحداث تغييرات جذرية من ضمن أهدافها الرئيسيّة.
وأضحت الشبكة واحدة من أكبر اللاعبين في صناعة السينما الترفيهية من خلال إحداث تغيير جوهري في التوجهات المتبعة من قبل العديد من اللاعبين الآخرين.
إذاً ما هي أحدث ابتكارات Netflix؟
بعد أن اشترت الشركة الترفيهية حقوق البث لبعض أفلام الخريف المرتقبة والأكثر شهرة.
أصبحت تتلاعب في الوقت الراهن بفكرة إصدارها في مسارح فعلية موجودة في العالم الحقيقي لفترة وجيزة قبل إضافتها إلى مكتبة المحتوى عبر الإنترنت، The Guardian البريطانية.
وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تعتبر محفوفة بالمخاطر، إلا أن خبراء مؤسسة Tinseltown يقولون إن هذه المناورة التي تقتضي عرض الأفلام على الشاشات قد تكون فكرة ناجحة.
كما يبدو أن أحدث استراتيجية وضعتها نتفليكس لتحقيق النجاح تتمثل في القيام بنفس الشيء الذي كان يفعله الجميع طوال الوقت.
لقد عرضوا في فترة سابقة بعض الأفلام في المسارح على الرغم من أن ذلك كان مقتصراً على فيلم "Okja" الذي عرض في حفنة من الشاشات، ولم تصدر الشركة أية أفلام شهيرة كما سبق وخططت لذلك.
وعموماً، تمحورت جميع المحاولات السابقة التي قامت بها مع الأفلام التي عرضت من قبل على الهواتف، وأجهزة التلفاز، والأجهزة اللوحية.
مع ذلك، لا يجب أن يفهم تبني هذه الاستراتيجية بمثابة تراجع للشركة التي برز هوسها المستمر بالتفوق على المنافسين الجدد والإطاحة بهم.
بل بالأحرى يعد خطوة إلى الأمام، سواء من حيث شهرة Netflix المتنامية كشركة تجارية نصبت نفسها مسؤولة على الحفاظ على الثقافة وحمايتها.
هل ستلقى هذه الفكرة النجاح على غرار ما حصل مع فيلم Roma!
أثار المخرج نوح بومباخ موجة من الاستياء عندما صرح أنه يريد من جميع النقاد مشاهدة فيلمه والذي يحمل عنوان "The Meyerowitz Stories"على شاشات المسارح الكبيرة، بالتعاون مع نتفليكس، حتى وإن لم يحظ عامة الجمهور بتلك الفرصة.
عموماً، ستحظى تلك الأفلام، التي لاقت نجاحاً في المهرجانات على غرار ماحصل مع فيلم Roma، أو المقتطفات الغربية المنتظرة للأخوين كوين، التي تحمل عنوان The Ballad of Buster Scruggs.
حيث أكّد الثنائي إمكانية عرض الفيلم على الشاشة الكبيرة قريباً، بعروض أولية قيّمة حتى وإن كانت ستبثّ عبر الإنترنت فقط.
في المقابل، سيعزز هذا القرار دون شك أثر العمل على نطاق أوسع.
لكن في حال تحققت هذه الخطوة الجديدة، سيواجه هاستينغز المنافس التالي الأكبر، وسيجعل الشركات الصغيرة على غرار Hulu شركات كبيرة ومنافسة لشركات على غرار Paramount وUniversal وWarner Bros.
ويُعزى هذا التغيير الجذري في سياسة شركة نتفليكس إلى فيلم Roma، الذي يعد أحدث فيلم طويل لألفونسو كوارون، الذي كان بدوره بمثابة نقطة تحول في سياسة الشركة.
حتى بالنسبة لمن لم يكن مطلعاً عن كثب على الموضوع، لا يصعب فهم الأسباب التي دفعت الشركة إلى تغيير رأيها.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه نتفليكس تلتزم الصمت حول عدد المشاهدين الحقيقيين لها، يجد النقاد والمشاهدون على حد سواء صعوبة في مواكبة أحدث الإضافات.
وهو ما جعل أعمالاً رائعة على غرار Tramps أو My Happy Family لا تحظى بالتقدير الذي تستحقه.
لدى نتفليكس منافس واحد فقط.. هو النوم!
أفاد المدير التنفيذي لشركة نتفليكس، ريد هاستينغز في إحدى تصريحاته أن "منافس الشبكة الرئيسي لم يكن أي كيان إعلامي آخر، بل مجرد الحاجة إلى النوم".
حيث لم تتمكن هذه الشركة بعد من التغلب على هذه الوظيفة البيولوجية الأساسية.
في الحقيقة، باتت نتفليكس في حاجة ماسة لتعزيز مركزها كمنافسة شرعية في قطاع صناعة الأفلام، حيث أن حصولها على جوائز في حفل الأوسكار من شأنه أن يضعها على الخارطة إلى الأبد.
فهل حقاً بدأت نتفليكس، التي كان يراها الكثيرون منذ انطلاق نشاطها بمثابة الضربة القاضية لقطاع العرض السينمائي، بالعمل على تحوير سياسات الشبكة وعرض الأفلام على مسارح؟
أم أن هذه المبادرة تنبع في الحقيقة من استراتيجية مالية وليس من حبها للفن؟
وبحسب CNN، فإن عدد مشتركي شبكة نتفليكس بلغ أكثر من 125 مليوناً حول العالم.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري (2018)، أطلقت نتفليكس أكثر من 43 مسلسلاً وفيلماً جديداً على شبكتها العالمية، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 700 مع نهاية 2018.
حيث صرحت إدارة الشركة بأن هذه العروض الكثيرة لا تأتي من فراغ؛ بل ستصل تكاليف النشر إلى 8 مليارات دولار هذا العام، بزيادة 2 مليار عن عام 2017.
إقرأ أيضاً..
في أول تجربة تمثيلية لها.. ليدي غاغا تتألق في فيلم "A Star Is Born"
خبر مرعب لعشّاقها.. نتفليكس تجرّب الإعلانات التجارية خلال عرض أفلامها