136 أغنية حاول الشاعر أحمد رامي من خلالها أن يُسمع صوت قلبه لأم كلثوم ويخبرها بأنه وقع في غرامها، كانت قصائد رامي بمثابة النبع الذي نهلت منه كوكب الشرق لتتألق في سماء الغناء العربي طيلة 50 عاماً قضاها رامي في حبه الأفلاطوني، حبٌّ من طرف واحد، ومثلما كان لأغنيات رامي مع كوكب الشرق حكاية ثمة أغنيات أخرى لا تزال عالقة في أذهان الأجيال الجديدة غناها عمالقة في العقود الماضية، ولكل منها قصة وحكاية.
يا مسهرني.. أم كلثوم
كتب رامي في وصل أم كلثوم "حيَّرت قلبي معاك"، وحين هجرته لما اشتد الخلاف بينهما كتب لها: "يا ظالمني"، "أبات أبكي على حالي"، "لما اشتكي تخاصمني"، إلى أن كتب لها آخر أغنياته "يا مسهرني". كان رامي يعاني أزمة صحية ويجلس في منزله وحيداً ولم تسأل عنه أم كلثوم لتطمئن على صحته فكتب لها "مخطرتش على بالك يوم تسأل عني، وعنيا مجافيها النوم يا مسهرني".
بعد وفاتها كسر رامي القلم وهجر الشعر والناس وجلس مريضاً بالاكتئاب النفسي لغيابها، ولم يكتب قصيدة رثاء واحدة فيها، وعلى عكس ما أشيع أنه طلب الزواج منها، لم يتقدم رامي مرة للزواج من كوكب الشرق، وقال في هذا الأمر: "لو تزوجتها سيكون الزواج سبباً في اعتزالها لأنني رجل شرقي، ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن أستطيع أن أقول فيها سهران لوحدي أناجي طيفك الساري وهي بجانبي في بيت واحد".
لا تكذبي.. نجاة الصغيرة
قصة واقعية عاشها مؤلفها الشاعر كامل الشناوي بعدما اكتشف قصة الحب التي جمعت بين الفنانة نجاة الصغيرة والأديب يوسف السباعي، المفارقة أن نجاة هي من غنّت الأغنية التي كُتبت من أجلها حين رآها الشناوي بصحبة السباعي مجسداً في كلماته كل معاني الألم التي سيطرت عليها حينها.
اتصل الشناوي بنجاة الصغيرة بعدما أتم كتابة كلمات الأغنية والتي أعجبت بها كثيراً وأرادت أن تكون لها ويلحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقد عاش الشناوي مأساة حقيقية حتى وفاته.
سألوني الناس.. فيروز
التعاون الأول بين زياد الرحباني وفيروز والذي أغضب عاصي الرحباني في عام 1972 عندما مرض عاصي وتدهورت حالته الصحية فدخل المستشفى، بينما كانت فيروز تقدم مسرحية "المحطة" فكتب منصور الرحباني "سألوني الناس عنك يا حبيبي.. كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا.. بيعز عليّ غني يا حبيبي.. ولأول مرة ما منكون سوا".
كلمات تعكس حزن فيروز لغياب زوجها لأول مرة، ولحن هذه الكلمات الابن زياد وهو مازال في الـ17 من عمره، ونجحت الأغنية نجاحاً هائلاً وارتبط بها الجمهور، لكن هذه الأغنية أثارت غضب عاصي، وشعر بأنهم استغلوا مرضه فقرر أن يحذف الأغنية من المسرحية لكن نجاحها جعله يتراجع عن قراره.
وبعد وفاته في يونيو/حزيران 1986 قدمت فيروز الأغنية في إحدى الحفلات ولم تستطع إكمالها حين وصلت للمقطع "ولأول مرة ما بنكون سوا"، حيث جسدت هذه الأغنية المشاعر التي كانت تجمع بينها وبين عاصي الرحباني وتكون حتى اليوم لحناً للعاشقين.
وحدن.. فيروز
الأغنية التي كتبها الشاعر طلال حيدر وتغنت بها فيروز مستوحاة من قصة حقيقية تحمل روح ثلاثة شباب ضحوا بأرواحهم من أجل القضية الفلسطينية.
كان يعتاد الشاعر الجلوس في بيت بأطراف الغابة في لبنان لكتابة الشعر، وفي جنح الليل مر عليه 3 شباب وألقوا التحية ثم كرروا ذلك في العودة.
وفي الليلة التالية وبقلب الليل جاء الشباب مرة أخرى وألقوا السلام فقرر طلال أن يسألهم عن سبب الخروج في هذا الوقت عندما يعودون، لكنهم لم يعودوا أبداً، وفي صباح اليوم التالي اكتشف طلال في الجريدة أن هؤلاء الشباب يعبرون من لبنان إلى فلسطين لينفذوا عمليات استشهادية ضد العدو الصهيوني فكتب طلال: "وحدن بيبقو متل زهر البيلسان وحدهن بيقطفو وراق الزمان.. بيسكرو الغابي بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي على بوابي".
بودعك.. وردة
لم تنته قصة حب بليغ حمدي ووردة بالطلاق، بل ظلت معشوقته حتى توفي في باريس وقد كان يبعث لها برسائل من خلال أغانٍ قدمتها شادية وميادة الحناوي.
بعدما غنت كوكب الشرق مقطوعة بليغ "بعيد عنك حياتي عذاب"، مازحته قائلة: "عملتني كوبري". أي جعلتني مرسالاً.
لم يكتمل زواج وردة وبليغ حمدي أكثر من 6 سنوات وانفصلا، بسبب سهر بليغ وتعدد علاقته العاطفية.
وبعد انتحار إحدى الفتيات من شرفة منزله في ظروف غامضة، أُجبر بليغ حمدي على مغادرة مصر لمدة 5 سنوات قضاها في باريس، وكانت أسوأ سنوات عمره، حيث تدهورت حالته الصحية، وفي منفاه الإجباري قدم آخر أغنياته التي كانت بعنوان "بودعك" التي كتب مطلعها وأكملها الشاعر منصور الشادي، وكانت آخر ألحانه لعشقه الوحيد وردة.
أنا قلبي دليلي.. ليلى مراد
كانت الشرارة التي جمعت بين الفنانة ليلى مراد والمنتج والممثل أنور وجدي، قدمت ليلى واحدة من أجمل أغانيها في فيلم حمل اسم الأغنية ذاتها "قلبي دليلي" أنتج عام 1947، وكان هذا المشهد بمثابة طلب الزواج من وجدي إلى ليلى مراد وهما يرقصان على أنغامها، إذ تقدم بعد التصوير مباشرة لخطبتها ليستمر زواجهما 7 أعوام.
زوروني كل سنة مرة.. فيروز
مرض الشاعر محمد يونس القاضي (كاتب الأغنية) مرضاً شديداً، زار القاضي أقرباؤه وأصدقاؤه لكنه كان ينتظر على ما يبدو زيارة أخرى من أخته التي انقطع الوصل بينهما بسبب الميراث أوصلهما حد التقاضي في المحاكم، وبعد زيارتها تنازل كل طرف عن القضايا التي رفعها ضد الآخر، وكتب القاضي "زوروني كل سنة مرة"، ولحنها سيد درويش وغناها حامد مرسي، لكن الأغنية أخذت صدىً واسعاً بعدما غنتها السيدة فيروز.
اقرأ أيضاً
شاهد: فتاة فلسطينية وُلدت وعاشت في كندا.. لكنَّها قررت إعلان زواجها من أمام منزل عائلتها القديم بعكا