يبدو أنه “العاصوف” مرة أخرى!.. داعية سعودي بارز يهاجم مسلسلاً لأنه يروِّج لـ”الإلحاد والكفر والزنا”

وتساءل الفوزان: "كيف ترضون بمشاهدة الحرام الذي يكرهه الله ويأباه ويمقت أهله ومَن يرضى به؟! لا يجوز هذا، ولنتقِ الله ولا نتخذ آيات الله هزواً، نستهزئ بآيات الله، وبأحكام الله، وشرائع الله، لكي نُضحك الناس".

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/30 الساعة 22:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/30 الساعة 22:50 بتوقيت غرينتش

شنَّ الشيخ السعودي عبد العزيز بن فوزان الفوزان، أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء والمشرف العام على شبكة وقنوات "رسالة"، هجوماً حاداً، على مشاهد أحد المسلسلات التي تُعرض حالياً، لكن دون أن يسميه صراحة.

جاء ذلك في أثناء استضافته ببرنامج "يستفتونك" على قناة "الرسالة"، الثلاثاء 29 مايو/أيار 2018، في إجابته عن سؤال وَرَدَ للبرنامج عن خطورة مَن يشاهد مقاطع يُستهزأ فيها بالدين ويضحك على ذلك.

وأردف في حديثه بالقول: "من الخطورة الكبيرة ما يحصل في بيوت كثير من المسلمين من مشاهدة المسلسلات التي تطعن في دين الله وتروِّج للإلحاد والكفر، وتشيع الفاحشة بين المؤمنين".

وتساءل الفوزان: "كيف ترضون بمشاهدة الحرام الذي يكرهه الله ويأباه ويمقت أهله ومَن يرضى به؟! لا يجوز هذا، ولنتقِ الله ولا نتخذ آيات الله هزواً، نستهزئ بآيات الله، وبأحكام الله، وشرائع الله، لكي نُضحك الناس".

وزاد الفوزان: "نعوذ بالله من هذه الحال، هذا لا يجوز، ولا يجوز أيضاً أن نشاهد المشاهد المحرّمة، فإن بُلي بها في مكان عام أو أرسلت إليه وهو لا يدري، فيجب عليه أن يُنكرها قلبه، وأن يحزن لهذا، ويقول: يا ربي، إنّا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء، اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا".

وحذّر قائلاً: "أما أن تضحك وتبحث عنها وأنت فرِح ومسرور، فأنت -والعياذ بالله- شريكٌ في الإثم"، واسترشد بآية قرآنية تقول: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً".

وأردف الفوزان: "إننا نخشى العقوبة العامة التي تطولنا جميعاً بسبب السكوت عن هذه المنكرات.. الأمر خطير وبشع".

وتابع: "يدعون -والعياذ بالله- إلى الزنا وزنا المحارم وخيانة الجار والزنا بامرأته، هؤلاء يأتون بها بطريقة مضحكة، وأنه شيء عادي وطبيعي لأجل توطين الفاحشة في بلاد المسلمين؛ يقومون بحركات وكلمات وأعمال غرامية وعلاقات جنسية خارج نطاق الزواج أحياناً في الشارع أمام الناس ونحن نتفرج كالبلهاء، أليس هذا من أكبر الكبائر ومن الموبقات؟".

وأضاف: "يمر علينا نقول مجرد شيء عادي، مجرد تمثيل، تمثيل يُراد به توطين الفاحشة وتهوينها في أعيننا، وإشعار الناس؛ خاصة الجهلة والبسطاء ومَن تتحكم فيهم الشهوات وتغلب على دينهم وعقولهم، أن هذا شيء طبيعي ومقبول ولماذا نستنكره؟".

أكمل الفوزان انتقاده للمسلسل الذي لم يسمه، وقال: "وصل الحال، كما قيل لي، شيء طبيعي أن تحمل من الزنا وتلد ويُوضع الطفل اللقيط عند المسجد، شيء طبيعي لماذا تستنكرون؟! الأمر يسير والمجتمعات كلها يحصل فيها مثل هذا!".

في حين استدرك: "لكن السكوت عنها والله إننا نخشى من عواقبه.. والله إننا نخشى من عقوبة الله. نحن الآن نسوّق للفاحشة ونسعى لترويجها وإشاعتها بين المؤمنين، وكأنه شيء عادي، واذا أنكر عليهم، قالوا: أنتم متزمتون متشدّدون متطرفون تصادرون الرأي الآخر".

وتساءل: "أيُّ رأي آخر الذي يحارب دين الله ويعارض شرع الله ويطعن في قواطع الملة وثوابت الدين! وتريد من الناس أن يسكتوا، فإن أنكروا قلتم أنتم والله متزمّتون متشدّدون!".

يبدو أنه يقصد "العاصوف"

ويبدو مما رواه الداعية السعودي من تفاصيل، أنه يقصد مسلسل "العاصوف" الذي يُعرَض طوال شهر رمضان على شاشة MBC، رغم أنه لم يشِر إلى ذلك صراحة.

فأبرز ما جاء في حلقته الأولى كان وجود طفل لقيط ملفوف بقماش أبيض تضعه امرأة مجهولة عند باب المسجد فجراً، بعد علاقة غير شرعية لها مع جارها، وفتاة تترصد الشباب لتعاكسهم.

إضافة إلى ما تضمَّنته الحلقة الثانية من إشارة إلى  العلاقات المُحرّمة بعد دخول خالد (ناصر القصبي) إلى منزل جارته المتزوجة في الليل سراً، بعد أن تغازلا في وقت سابق.

كذلك، يقوم خالد بالتلاعب بالفتيات، ويعيش قصة حب مع ابنة خالته التي يغازلها أمام والدتها، بكلمات اعتبرها سعوديون لا تمثل المجتمع لا سابقاً ولا الآن.

وتدور أحداث المسلسل، الذي يلعب دور البطولة فيه الممثل ناصر القصبي وحبيب الحبيب وريم عبد الله والبحرينية دانة آل سالم، حول طبيعة الحياة في المجتمع السعودي من عام 1970 وحتى 1975.

وما ظهر بعد ذلك من نشاط لتيار ديني عُرف بالـ"صحوة"، وما رافقه من تغيرات اجتماعية صدّرت رجال الدين للواجهة في مختلف جوانب الحياة، خاصة الاجتماعية، وهو مقتبس عن رواية الراحل عبد الرحمن الوابلي "بيوت من تراب"، ومن إخراج السوري المثنى صبح، ومن إنتاج شركة "نوافذ" التابعة لناصر القصبي.

عُرض مع الانفتاح في السعودية

وقد أشار مغردون إلى أن "العاصوف" كان من المفترض عرضه العام الماضي (2017)، وتم تأجيله مرتين، ليتزامن عرضه مع فترة تشهد فيها السعودية تحوّلات تاريخية على الصعيد الديني والسياسي والاجتماعي، يقودها ولي العهد الشاب محمد بن سلمان.

وكان بن سلمان تعهَّد في أحد لقاءاته الصحفية، بتدمير التطرف في المجتمع السعودي؛ إذ قال إن السعودية لم تكن متشددة قبل عام 1979 -فترة الثورة الخمينية في إيران- وانتشار الصحوة فيها، متعهداً بإعادة الحياة إلى طبيعتها، وللإسلام الوسطي الذي كان سائداً قبل تلك الحقبة.

انتقادات لاحقت المسلسل

الانتقادات لاحقت المسلسل؛ إذ اعتبر الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، عبد العزيز التويجري، ما يقدَّم في المسلسل "شذوذات" لا تمثل الرياض، التي وُلد وعاش فيها قبل الصحوة وخلالها.

 

كما أثار جدلاً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، فقد اعتبر بعض المغردين أن المسلسل يسيء إلى المرأة السعودية.

 

في حين اتهم البعض المسلسل بتحريف تاريخ الأجداد وإظهارهم بالصورة التي تريدها الليبرالية من تبرُّج وتخلُّف وانعدام الغيرة، وكأن الإسلام أتى بالتبرج والصحوة أتت بالحجاب، حسب رأيهم.

 

ورغم الانتقادات، فقد أثنى آخرون على العمل الفني، بينهم الكاتبة السعودية حليمة مظفر التي دافعت عن المسلسل، باعتباره "بداية لتدشين حقبة جديدة للدراما السعودية الجادة"، داعيةً للفصل بين العمل الوثائقي (الحقيقة) والعمل الدرامي (الخيال).

"العاصوف" من إخراج المثنى صبح، وبطولة ناصر القصبي، وعبد الله المزيني، وسناء بكر يونس، وحبيب الحبيب، وأفنان فؤاد، وريم عبد الله، وليلى السمان، إضافة إلى زارا البلوشي، ومحمد الطويان، وشمعة محمد، ونواف الركابي، وعبد الإله السناني، وعبد العزيز السكيرين، وريماس منصور.

تحميل المزيد