لا تندهش فبعض الممارسات المجرّمة أو المرفوضة حالياً كانت تصرفات طبيعية يقوم بها الناس بمنتهى الأريحية.
في الماضي، كان من الطبيعي القيام بأشياء غريبة وخطيرة في بعض الأحيان؛ ظناً أن لها فوائد صحية كالتدخين على سبيل المثال، أو القيام بأعمال غير أخلاقية اعتقاداً بأنها تُسهم في تقدم العلم.
دعونا نستعرض في السطور التالية بعضاً من أغرب الممارسات، التي كانت تُعد طبيعية في الماضي.
لا حرج عليك في وضع الطفل بقفص خارج المنزل
قد نفزع اليوم لطفل رضيع موضوع في قفص حديدي، غير أن رؤية الأطفال موضوعين في أقفاص حديدية مُعلقة خارج المنزل كانت أمراً عادياً بل وشائعاً في ثلاثينيات القرن الماضي، خاصة في أوساط العائلات البريطانية.
اعتاد الآباء آنذاك وضع أبنائهم في تلك الأقفاص؛ ظناً منهم بأنهم بذلك يُتيحون لهم فرصة التعرّض للهواء العليل، بينما ينشغلون هم في العمل أو قضاء الأعمال المنزلية. ومن الغريب أنهم لم يُفكّروا في احتمالية سقوط تلك الأقفاص، معرّضة بذلك أطفالهم إلى خطر الإصابة أو الوفاة.
وكان يمكن إرسال الأطفال عبر البريد
تكلفة إرسال الطفل تتوقف على وزنه
قد يعجز البعض عن التصديق، لكن هذا ما كان يحدث بالفعل. خلال القرن العشرين كان من المسموح قانونياً في الولايات المتحدة، إرسال الأطفال في البريد.
وكان سُعاة البريد يتقاضون نظير ذلك مقابلاً يبدأ من 15 سنتاً، ويزداد هذا المبلغ وفقاً لوزن الطفل المحمول.
والذهاب لحدائق حيوان بشرية تثبت نظرية داروين
طفلة محبوسة في قفص كالحيوانات والجمهور يناولها الطعام
واحدة من أبشع الممارسات كان وضع البشر في حدائق تشبه حدائق الحيوان لأغراض توصف بالعلمية.
فبدلاً من أن تذهب بأطفالك في عطلة نهاية الأسبوع لزيارة حديقة الحيوانات فإنه كان يمكنك أن تذهب بهم لحدائق تعرض سلالات بشرية مختلفة، بالطبع غير أوروبية في الأغلب.
فخلال القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت هناك حدائق حيوان بشرية عُرفت أيضاً بالمعارض الإثنولوجية، التي كانت عبارة عن معارض عامة للبشر من أجناس عرقية مختلفة عن الجنس الأوروبي، توصف بالبدائية.
وكانت تهدف تلك المعارض إلى عرض الاختلافات الثقافية بين الأوروبيين من الحضارة الغربية، والشعوب غير الأوروبية، وأحياناً الأوروبيين الآخرين الذين كانوا يمارسون أسلوب حياة أكثر بدائية؛ في محاولة مُخزية لإثبات نظرية دارون عن التطور.
أما التدخين فكان وصفة طبية خاصة للحوامل
إعلان لفيليب موريس يقنع الأمهات بالتدخين
قبل 70 عاماً، لم يكن الأطباء يحذرون من التدخين بل كان الأطباء في أميركا يُوصون السيدات الحوامل بالتدخين؛ وذلك بهدف التخلص من الإمساك.
وكان يُسمح للسيدات الحوامل أو المُرضعات بالتدخين؛ فكان من العادي أن ترى سيدة قد وضعت طفلها للتوّ، ويُسمح لها بالتدخين في المستشفى.
حتى أنه كان إعلانات للسجائر توجّه للحوامل خصيصاً.
ويمكن شراء مشروبات الطاقة وألعاب أطفال مصنوعة من عناصر ذرية
معمل الطاقة الذرية لعبة أطفال مصنوعة من عناصر مشعة
العناصر المشعة كلمة مرعبة اليوم، ولكن في زمن ليس ببعيد كانت هدية رائعة يمكنك تقديمها لطفلك الصغير في عيد ميلاده.
ومن المعروف أن التعرّض إلى العناصر المشعة، مثل اليورانيوم والبولونيوم، تؤدي إلى مخاطر صحية عديدة؛ وذلك لقدرتها على اختراق خلايا الجسم وإحداث التلف والضرر بها، ما قد يؤدي إلى ظهور بعض أنواع السرطان.
لكن لم يكن الأمر مثيراً للقلق خلال خمسينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية؛ إذ كانت تدخل العناصر الإشعاعية في كثير من الصناعات، التي يستخدمها العامة في حياتهم اليومية مثل مشروبات الطاقة، بل ووصل الأمر إلى ألعاب الأطفال التي ظهر منها على سبيل المثال لعبة Atomic Energy Lab، (لعبة معمل الطاقة الذرية) التي احتوت بالفعل على كميات ضئيلة من النظائر المشعة.
ولحسن الحظ، لم تمكث اللعبة على أرفف المحلات سوى عام واحد فقط، قبل أن يجري سحبها من الأسواق.
والاشتراك في رحلات ترفيهية لمستشفيات الأمراض العقلية
إعلان عن رحلة إلى مستشفى للمجانين
يبدو آخر مكان يريد أن يذهب له أي إنسان هو مستشفى للأمراض النفسية والعقلية.
وفي الماضي لم يكن الوضع أفضل في هذه المستشفيات لم يكن أحسن حالاً من العصر الحالي، بل على العكس كانت الأمور أسوأ كثيرا؛ إذ كان يجري علاج مرضى الأمراض النفسية بفظاعة ووحشية.
وكان المرضى في بعض المستشفيات يلقون إهمالاً شديداً، حيث نادراً ما كان يُقدم لهم الطعام، على الرغم من دفع أقاربهم مقابل إقامتهم بها، وفي بعض الأحيان كان يجري استخدامهم كفئران تجارب في التجارب العلمية.
ولكن لم يقتصر الأمر على هذا وحسب، بل كان يعمد بعض أصحاب تلك المؤسسات إلى تحويلها لما يُشبه معرض لمشاهدة المُختلين والمرضى النفسيين؛ حيث كانوا يسمحون للزوار من العامة بالقدوم إلى المشفى ومشاهدة المرضى، بل ونكزهم بالعصا إذا أرادوا، مقابل جمع المال من وراء ذلك العمل الخسيس.
وهناك هواية جمع الأجزاء البشرية.. في منزلنا جماجم وهياكل عظمية
بحار أميركي يحتفي بجمجمة جندي ياباني، أخذها أثناء معارك الحرب العالمية الثانية
البعض يهوى جمع الطوابع، والبعض الآخر يهوى جمع العملات النقدية والتُحف النادرة، لكن أن يهوى أحدهم جمع أجزاء من الجسم البشري؛ فيبدو هذا ضرباً من الجنون.
لكن الأمر الذي يبدو جنوناً وغير مقبول في الوقت الحاضر، كان مألوفاً وسائداً منذ عدة عقود، كذلك كان يجري جمع أجزاء جسم الإنسان كذكرى انتصار في الحروب.
كانت هذه الهواية القاسية أمراً يُحتفل به ولا يُسبب أي اشمئزاز في الماضي، بل وكان يتفاخر رجال المجتمع المعروفين بامتلاكهم غرفاً خاصة في المنزل، يجمعون فيها أجزاءً من الجسم البشري. فضلاً عن ذلك، اعتاد الجنود بعد الانتصار في الحرب أخذ جمجمة أحد جنود العدو المهزومين معهم إلى المنزل.
إقرأ أيضاً
جودي فوستر ليست ممثلة عادية.. حياتها الصعبة سبب اختيارها الأدوار المعقدة