جودي فوستر ليست ممثلة عادية.. حياتها الصعبة سبب اختيارها الأدوار المعقدة

تظهر جودي فوستر في فيلمها الجديد Hotel Artemis في دور سيِّدة عجوز؛ إذ تلعب دور ممرضة سبعينية لم تخرج من بيتها منذ 20 عاماً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/10 الساعة 12:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/10 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش

تظهر جودي فوستر في فيلمها الجديد Hotel Artemis في دور سيِّدة عجوز؛ إذ تلعب دور ممرضة سبعينية لم تخرج من بيتها منذ 20 عاماً.

وتبدو جودي شاحبة والشيب يغزو شعرها، ويتضح بعد ذلك أن هذا المظهر الذي تبدو عليه ما هو إلا مكياج (فعمرها في الحقيقة 55 عاماً فقط)، ولكن هذا يدفعنا إلى التساؤل عمَّا إذا كان هذا المظهر هو ما تشعر به فوستر في داخلها؛ إذا ما أخذنا في الاعتبار مسارها المهنيَّ الطويل والغريب.

دائماً ما ظهرت فوستر في أدوارٍ تبدو أكبر من عمرها. فحين كانت في عمر إيما واتسون لمّا ظهرت في Hogwarts، لعبت دور عاهرة صغيرة في فيلم Taxi  Driver.

وقبل أن تبلغ تلك المرحلة، كانت قد مثلت في عددٍ كبيرٍ في الأفلام يفوق عدد أفلام مارتن سكورسيزي. وحتى في فيلم Bugsy Malone، بدت الشخصية التي لعبتها وكأنها شخصٌ بالغٌ وسط الأطفال.

أما في فيلم Freaky Friday، فقد أُسند إليها دور شابة ثلاثينية، لها جسد فتاة في الرابعة عشرة.

حياتها ربما أثرت على اختياراتها الفنية

لم تكن سنوات انقطاع فوستر عن العمل للدراسة في جامعة يل سنوات لراحة البال والاسترخاء، وذلك بفضل ارتباطها، رغماً عنها بجون هينكلي الذي حاول اغتيال رونالد ريغان.

قال هينكلي إنه فعل ذلك باسم فوستر، بعد أن أصبح مهووساً بها من خلال فيلم Taxi Driver

أقامت الفتاة التي كانت حينها في الثامنة عشرة من عمرها مؤتمراً صحفياً، وبعد ذلك بستة أيام لعبت دوراً في مسرحية في الجامعة، دون علمٍ منها أن هناك عيناً أخرى ترقبها وسط الحضور لرجل خطط لقتلها (ولكنه عدل عن رأيه بعد أن شعر أنها فاتنة الجمال).

بعد كل ما قاسته فوستر لم يكن أحدٌ ليعجب لها لو كانت قد قرَّرت اعتزال التمثيل أو حتى المكوث في بيتها وعدم مغادرته أبداً.

بيد أن فوستر كانت تمتلك ملَكة التعامل مع غرائب الأمور في هذه الحياة. وحين نضجت في حياتها المهنية، خاضت غِمار تجارب خشي الممثلون الآخرون خوضها، ومع ذلك كان الخوف هو العاطفة التي اعتدنا أن نقرأها في قسمات وجهها.

صمَّمت فوستر في فيلم The Accused، أن ترسم صورة الشخصية التي كانت تؤديها، وهي فتاة ناجية من حادث اغتصاب على يد عصابة، على أنها فتاة مستهرة لعوب، بدلاً من تصويرها على أنها ضحيَّةٌ بريئة، وعارضت في سبيل ذلك رغبة فريق العمل.

وكانت عشرات الممثلات قد رفضن تمثيل الدور؛ إلا أن فوستر قالت: "الممثل المميز يخاطر بأداء أدوارٍ كهذه، وإلا بقي في صفوف الممثلين العاديين". وربما كان هذا مكمن خوفها البالغ: أن تكون ضمن الممثلين العاديين.

وتعد الشخصية الأخرى التي لعبتها جودي وفازت بجائزة الأوسكار عليها، وهي شخصية كلاريس ستارلينغ في فيلم Silence of the Lambs، مخاطرةً شبيهة.

وقد رفضت ميشيل فايفر الدور، إذ وجدت القصة مزعجةً إلى حدٍ بعيد. أما فوستر فلم تتحرج من التعامل مع المرضى النفسيين والجثث المسلوخة أثناء أداء الدور.

وفي نهاية التصوير اعترفت لأنتوني هوبكنز أنها كانت خائفة منه. فلم يكن منه سوى أن رد عليها: "ولكن أنا من كنت خائفاً منكِ!".

هذه السجل الحافل بالشجاعة، في مواقف يغلب عليها مواجهة السطوة الذكورية، كان لا بد أن يصنع منها أيقونة لهذا العصر؛ غير أنها قُيِّمت على أساس موقفها من حركة #MeToo، ورفضت أن تنطق بشيء يدين المنتج هارفي واينشتاين، وقالت: "الناس ليسوا بحاجةٍ لخروج تصريحٍ من جانبي أنا الأخرى".

سبق لفوستر أن عملت مع رومان بولانسكي وودي ألين، بل إنها أخرجت فيلماً مع ميل غيبسون وعروسة بخيط على شكل سنجاب.

ولا بد أن قيام فوستر بتحويل نفسها إلى صورة امرأةٍ عجوزٍ قبيحة لتلعب دوراً في فيلم خيال علمي كفيلم Hotel Artemis أمرٌ مرح إذا ما قورن بما عايشته في السابق. وقد بذلت لما شاركت فيه من أفلام ما هو أكثر بكثيرٍ مما كانت تلك الأفلام إضافةً لمسارها المهني.

فيلم Hotel Artemis متاحٌ في دور السينما في المملكة المتحدة في 20 يوليو/تموز.


واقرأ أيضاً..

بعد غياب لسنوات.. المغني التركي مراد بوز يخوض تجربة التمثيل من جديد بفيلم، وهذا دوره