قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن مصر تتحول تدريجياً لتصبح دولة بلا قانون، وفي عنوان لها عن واقعة مقتل الطالب الإيطالي بالقاهرة بعد اختفائه لمدة 10 أيام منذ 25 يناير الذكرى الخامسة لثورة المصريين، تساءلت: هل يمثل مقتل جوليو ريجيني أحدث جريمة قتل برعاية الدولة في مصر؟ وأكدت أنه "تعرض للموت البطيء بسبب التعذيب".
وشددت السلطات المصرية قبضتها خلال الذكرى الخامسة للثورة المصرية التي أطاحت بمبارك تحسباً لمظاهرات مطالبة بإسقاط نظام عبدالفتاح السيسي، كما تم اعتقال عدد من المصريين والأجانب بالقاهرة وعدة محافظات.
"الإندبندنت" أشارت في عددها الصادر الجمعة 5 فبراير/شباط 2016، إلى أن الأمن المصري أكد أن ريجيني وُجد في منطقة نائية بأحد ضواحي القاهرة بعدما قُتل في حادث سيارة، لكن الصحيفة تشكك في ذلك، مشيرة لما وجد على جسد الطالب الإيطالي من علامات تعذيب.
وأضافت أن الشاب البالغ من العمر 28 عاماً لقي نهاية عنيفة ومؤلمة، وأن الجثة وُجد نصفها السفلي عارياً، ومشوهة ويبدو عليها علامات التعذيب، ووجدت على طريق الإسكندرية قرب أحد ضواحي القاهرة.
كما قالت "الإندبندنت" إن الجثة كان يبدو عليها آثار أنواع مختلفة من التعذيب، منها جروح بسبب الطعن بآلة حادة، وكدمات شديدة، وحروق متعددة في الأذنين بسبب السجائر، ونقلت عن ممثل النيابة العامة أحمد ناجي أن ريجيني "مات ببطء".
وذكرت أن روما طلبت رسمياً من القاهرة السماح للخبراء الإيطاليين بتولي التحقيق في الجريمة، واعتبرت أن هناك تصريحات متضاربة للمسؤولين المصريين حول الواقعة تثير الشكوك، علاوة على ما يقال حول انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وحول تضارب تصريحات المسؤولين المصريين نقلت "الإندبندنت" عن اللواء خالد شلبي قوله إن الطالب كان ضحية حادث سيارة، بينما نقلت عن سفير مصر في إيطاليا قوله إن حكومة مصر ستتعاون مع روما للوصول إلى مرتكبي الجريمة.
وتحدثت "الإندبندنت" لأحد أصدقاء ريجيني الذي أكد أن طالب الدكتوراه الإيطالي كان يسعى لمقابلة عدد من "نشطاء حقوق العمال"، لكنه أجل ذلك اللقاء على خلفية ذكرى 25 يناير.
ويتضح من سيرة ريجيني الذاتية قدمها صديق آخر له أنه يتحدث أربع لغات وحاصل على عدة منح دراسية. وكان يجري بحثاً يتركز على النقابات العمالية في مصر بعد الثورة.
وفي الأيام التي تلت اختفائه، حاول أصدقاء ريجيني الحصول على معلومات عن مكانه عبر تويتر، مستخدمين هاشتاغ #whereisgiulio (أين جوليو).
وذكرت الصحيفة أنه بعد أيام من اختفاء ريجيني قالت جريدة "الأهرام" الحكومية إن حملة أمنية اعتقلت بعض المصريين والأجانب في الجيزة.
وأشارت الصحيفة إلى عمليات الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري التي تقوم بها الشرطة المصرية، ونقلت عن جياني روفيني، مدير مكتب منظمة العفو الدولية في روما، قوله إن "التعذيب هو الوضع الطبيعي في مصر".