توصلت دراسة علمية حديثة، أجراها باحثون في مستشفى بريغهام وجامعة هارفارد الأمريكية، إلى أن تناول حبة يومية من الفيتامينات المتعددة يمكن أن يساعد في الحفاظ على عقلك أصغر بثلاث سنوات؛ حيث شملت الدراسة آلاف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في الولايات المتحدة.
الباحثون وجدوا أن أولئك الذين تناولوا مكملات الفيتامينات لمدة عام لديهم نتائج اختبار ذاكرة أفضل من أولئك الذين تناولوا حبوباً وهمية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 24 مايو/أيار 2023.
إبطاء تدهور الذاكرة
إلى ذلك، قال آدم بريكمان، أستاذ علم النفس العصبي في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا الذي ترأس الدراسة: "الشيخوخة المعرفية هي مصدر قلق صحي كبير لكبار السن، وتقترح هذه الدراسة أنه قد تكون هناك طريقة بسيطة وغير مكلفة لمساعدة كبار السن على إبطاء تدهور الذاكرة".
ووفقاً للدراسة فقد قُسِّمَ أكثر من 3500 من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً بشكل عشوائي إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى مكملاً يومياً متعدد الفيتامينات لمدة ثلاث سنوات، بينما أخذ الآخرون دواءً وهمياً.
الدراسة لفتت إلى أنهم كانوا يُجرون كل عام اختبارات عبر الإنترنت للتحقق من وظيفة الذاكرة في الحُصين، وهو جزء من الدماغ يتأثر بالشيخوخة.
وبحلول نهاية العام الأول، أظهرت المجموعة التي تناولت الفيتامينات تحسناً في الذاكرة عند مقارنتها بالمجموعة التي أخذت الدواء الوهمي.
تراجع الذاكرة
كما أكد الباحثون أن التحسن يعادل حوالي ثلاث سنوات من تراجع الذاكرة المرتبط بالعمر، واستمر خلال فترة الدراسة التي امتدت لثلاث سنوات، مضيفين أن التأثير كان أوضح في الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الكامنة.
وتشكل الدراسة جزءاً من تجربة سريرية كبيرة تبحث في ما إذا كانت مكملات مستخلص الكاكاو اليومية أو الفيتامينات المتعددة الشائعة لها أي تأثير على تطور مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب، والسكتة الدماغية والسرطان.
تعكس النتائج الأخيرة ورقة بحثية أخرى من فريق الدراسة نفسه، وجدت أن تناول الفيتامينات المتعددة يومياً يُحسن الإدراك العام والذاكرة والانتباه.
ولم تحدد الدراسة ما إذا كان أي مكون محدد من مكملات الفيتامينات مرتبطاً بالتحسينات في الذاكرة؛ لكن الباحثين قالوا إن هناك أدلة متزايدة على أن التغذية لعبت دوراً رئيسياً في تحسين صحة الدماغ مع تقدم الناس في السن.
شيخوخة الدماغ
من جهته، قال لوك-كين يونغ، المؤلف الأول للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد تاوب في كولومبيا لأبحاث مرض ألزهايمر وشيخوخة الدماغ: "تُظهِر دراستنا أن الدماغ المتقدم في السن قد يكون أكثر حساسية للتغذية مما أدركناه، رغم أنه قد لا يكون من المهم للغاية معرفة أي عنصر غذائي معين يساعد في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالعمر".
ومع ذلك، حذر بريكمان من أن "المكملات من أي نوع لا ينبغي أن تحل محل طرق أشمل للحصول على نفس المغذيات الدقيقة".
في السياق، قالت الدكتورة سارة إيماريسيو، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث الزهايمر في لندن: "هناك الكثير مما يستحق الفهم حول ما إذا كان تناول الفيتامينات المتعددة له أي دور في الوقاية من الخرف أو علاجه. استكشاف طرق مختلفة أمر حيوي في البحث عن علاج للأمراض التي تسبب الخرف".
وأضافت أن تناول الطعام الصحي والحفاظ على النشاط البدني وعدم التدخين يمكن أن يحسن صحة القلب ويحمي الدماغ من الأمراض التي تؤدي إلى ضعف الإدراك أو الخرف.