قالت صحيفة The Telegraph البريطانية في تقرير نشرته الخميس 26 يناير/كانون الثاني 2023، إن الأزواج في الفلبين بدأوا يلتقطون الصور بباقات البصل في أثناء الاحتفال بزفافهم، لأن النقص المزمن في المعروض من الخضار قد أضفى عليه مكانةً رمزيةً ساحرة.
إذ تتلاعب عصابات البصل في البلاد بسلاسل توريده، مما حوّل المكون الأساسي في المطبخ إلى سلعة نادرة. بينما فتح كونغرس الفلبين تحقيقاً؛ لمعرفة سبب ارتفاع أسعار البصل بأكثر من الضعف في غضون بضعة أشهر.
استبدال البصل بالورود
لهذا يتجه الأزواج في الفلبين إلى السلعة التي أصبحت فاخرةً اليوم، ويستبدلون البصل اللامع بباقات الورود إذا كانوا يرغبون في إضفاء لمسة فخامةٍ على حفل زفافهم.
حيث سارت العروس أبريل ليكا بيوري-نوبيس (28 عاماً)، من مدينة إيلويلو، على ممر زفافها حاملةً باقةً تزن نحو 5 كيلوغرامات.
في حين ارتدى بقية الحضور باقات كورساج البصل في معاصمهم، بينما سارت وصيفات العروس على الممر وهن يحملن أكاليل البصل.
في سياق متصل فقد ارتفعت أسعار البصل من 200 بيسو (3.72 دولار) للكيلوغرام الواحد في أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلى 600 بيسو (11.15 دولار) في يناير/كانون الثاني 2023، رغم استقرار معدلات الإنتاج والطلب.
فشل في كشف أسباب ارتفاع أسعار البصل
من جانبها قالت النائبة ستيلا كويمبو في جلسة استماع لجنة مجلس النواب، الأربعاء 25 يناير/كانون الثاني 2023: "إذا عجزنا عن تفسير حركات السعر في نهاية اليوم، فستكون الإجابة الوحيدة هي عصابات الكارتل". وأردفت أن المزارعين على الجانب الآخر يبيعون البصل بسعر 10 بيسو (0.18 دولار) للكيلوغرام الواحد.
من الواضح أن قضية ارتفاع أسعار البصل، وما يبذله الناس مقابل الوصول إليه، قد سيطرت على الفلبين خلال الأشهر القليلة الماضية، لدرجة أن الرئيس فرديناند ماركوس جونيور وصف أسعار المواد الغذائية بأنها تمثل "حالة طوارئ".
فيما أفلتت 10 مضيفات في الخطوط الجوية الفلبينية من العقوبات الجنائية بصعوبةٍ في شهر يناير/كانون الثاني 2023، بعد أن جلبن 40 كيلوغراماً من البصل والفاكهة وهن عائدات من الشرق الأوسط.
من جانبها تحدثت صحيفة The Telegraph البريطانية إلى إيغي غان (31 عاماً)، من مانيلا. وقال غان إن البصل اختفى تماماً من المطاعم وسلاسل الوجبات السريعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022. وقد أصبح سعره مساوياً لسعر اللحوم في العديد من متاجر البقالة، أو ما يعادل استهلاك الأرز الأسبوعي لعائلةٍ كاملة، لكن الأسعار بدأت تنخفض ببطء.
أضاف: "يُعَدُّ البصل سلعةً ضروريةً فعلاً ووسيلة حشو رائعة في الأطباق الفلبينية، ولهذا كان تأثير الأمر شاملاً ومزعجاً بحق".
تدابير حكومية لمواجهة ارتفاع أسعار البصل
من جانبها اتخذت الحكومة بعض التدابير الطارئة مطلع يناير/كانون الثاني 2023، باستيراد نحو 23 ألف طن من البصل الأصفر والأحمر، وفقاً لصحيفة Philippine Daily Inquirer الفلبينية. وجاءت الخطوة بعد أصبح سعر كيلوغرام البصل أغلى من الحد الأدنى للأجر اليومي في بعض المناطق، والذي يتراوح بين 329 بيسو (6 دولارات) و570 بيسو (10.44 دولار).
بينما قال ليوناردو لانزونا، أستاذ الاقتصاد في جامعة أتينيو دي مانيلا، إن سبب الأزمة هو تقاعس الحكومة وتلاعب الوسطاء بالأسعار، وليس نقص البصل.
أردف أن "وجود المكتنزين وكبار التجار الذين يُحتمل أن يكونوا متواطئين في ما بينهم" قد سمح للأسعار بالارتفاع. وألقى باللوم هنا على انخفاض معدلات المنافسة في السوق، بعد أن تسببت الجائحة في إغلاق 70% من الأعمال التجارية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في الفلبين.
كما أوضح لانزونا أن الحكومة يجب عليها السماح "لصغار تجار التجزئة وحتى المزارعين بالتعامل مع المستهلكين مباشرةً"، بدلاً من العمل عبر برامج الشراء التي تسيطر عليها الحكومة.