حثَّ عالم الفيزياء الإيطالي، جورجيو باريزي، الحائز على جائزة نوبل، أبناء بلده على توفير الغاز بغلقه أثناء طهي المعكرونة؛ ما أثار حفيظة الطهاة الذين انتقدوه ونصحوه بإبعاد عبقريته عن المطبخ.
باريزي، البالغ من العمر 74 عاماً، وهو عالم شهير في فيزياء الكم، حث الإيطاليين على وضع المعكرونة في قدر من الماء المغلي، وغليها مرة أخرى، ثم تغطيتها وغلق الغاز، أو على الأقل خفضه إلى أقل درجة، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول 2022.
أشار باريزي إلى أنه بهذه الطريقة "ستقلل استهلاكك للغاز، وأظن أن المعكرونة ستكون بالنتيجة نفسها".
نشر العالم هذا الطلب في منشوره على حسابه في "فيسبوك"، وحظي المنشور بتغطية إعلامية واسعة، لكنه أثار استنكار كبار الطهاة الإيطاليين، ومنهم أنتونيلو كولونا، الذي نبّه إلى أن إطفاء النار أثناء طهي المعكرونة سيجعلها ملتصقة ولزجة.
كولونا قال، في تصريح لصحيفة La Repubblica: "لا أظن أن باريزي عبقري في المطبخ. والمطاعم الكبرى لن تلجأ إلى هذه الطريقة".
من جانبه، قال الطاهي لويجي بوماتا: "ستكون كارثة. لنترك الطبخ للطهاة، وليركز الفيزيائيون على تجاربهم المعملية".
لكن رغم اعتراض الطهاة، حظي باريزي باستحسان زملائه العلماء، ودعمت طريقتَه دراساتٌ أجراها صُنّاع المعكرونة.
يقول داريو بريسانيني، أستاذ الكيمياء في جامعة إنسوبريا في كومو: "العمليات الرئيسية التي تحدث أثناء طهي المعكرونة، مثل امتصاص الماء عن طريق النشا وتخثر الغلوتين، تحدث جميعها عند 80 درجة مئوية، لذا فهي لا تعتمد على غليان الماء".
أضاف بريسانيني أنه "مادمت غطيت القدر بعد إغلاق الغاز، فدرجة حرارة الماء ستظل أعلى من 85 درجة مئوية بعد 15 دقيقة. والمعكرونة لن تلتصق لو أنها عالية الجودة بنسبة غلوتين 13%".
بدورها، خلصت رابطة Unione Italiana Food، التي تمثل صُنّاع المعكرونة إحدى أشهر الأطعمة بالبلاد، في دراسة حديثة إلى أن الإيطاليين، الذين يأكلون في المتوسط 23.5 كغم من المعكرونة سنوياً، يمكنهم توفير حوالي 47% من الطاقة التي يستهلكونها باتباع طريقة باريزي.
لفتت الرابطة إلى أنه إذا اتبعت البلاد بأكملها هذه النصيحة لمدة عام، فستتوفر طاقة تكفي لإنارة جميع ملاعب كرة القدم في أوروبا لمدة 24 عاماً.
يُشار إلى أن باريزي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء، العام الماضي؛ لعمله في فهم الأنظمة المعقدة وراء فوضى الطبيعة، الظاهرة بدراسة همهمة طيور الزرزور في روما وأشياء أخرى.