توصَّلَت دراسةٌ بريطانية جديدة إلى أن الاختبارات المعرفية البسيطة في منتصف العمر يمكن أن تتنبأ باحتمالية السقوط في وقت لاحق من العمر، وهو أحد أكثر أسباب الإصابة والوفاة شيوعاً، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 10 أبريل/نيسان 2022.
حيث وجد باحثون من كلية لندن الجامعية أن المستويات الضعيفة من ذاكرة الكلمات والطلاقة اللفظية وسرعة المعالجة والقدرة المعرفية في الخمسينيات من العمر مؤشرات مبكرة على تدهور التوازن في وقت لاحق من الحياة، وهي حالة تزيد من مخاطر السقوط والإصابة والوفاة.
فيما تفتح تلك النتائج الاحتمال المثير للاهتمام بأن التدريب المعرفي في منتصف العمر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على التوازن مع تقدمنا في العمر.
أزمة منتصف العمر
من جهتها، قالت الدكتورة جوانا بلودجيت، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية: "يبرز بحثنا أن هناك عنصراً إدراكياً قوياً متضمناً في التوازن السليم"، مضيفة: "تميل تدخُّلات التوازن الحالية ومخاطر السقوط إلى التركيز على الجوانب البدنية، مثل تدريب القوة أو التوازن. ومع ذلك، قد يكون من المفيد الآن التحقُّق مِمَّا إذا كانت التدخُّلات التي تحسِّن الإدراك يمكن أن تحسن التوازن أيضاً".
في حين ركَّزَت الأبحاث السابقة حول القدرة على التوازن بشكلٍ أساسي على الجوانب الجسدية مثل القوة العضلية الهيكلية الأساسية أو القدرة على الحركة.
تعقيباً على ذلك، أضافت بلودجيت: "يُظهِر بحثنا أنه بالنظر إلى التكامل العصبي الحاسم للمدخلات الحسية والاستجابة الحركية المطلوبة للحفاظ على التوازن، فإن أحد مقاييس القدرة المادية أكثر ارتباطاً بالقدرة المعرفية".
بلودجيت أكدت أن النتائج التي توصَّلت إليها، بناءً على دراسةٍ أُجرِيَت على ثلاثة آلاف شخص، ونُشِرَت في دورية Journals of Gerontology، المُختصَّة في علم الشيخوخة، قد تمكِّن من التدخُّلات المستهدفة في منتصف العمر والتي من شأنها حماية الناس في وقت لاحق من الحياة.
كما أشارت بلودجيت إلى أن القدرة على تحقيق التوازن تعتمد على المعالجة المعرفية للمعلومات من ثلاثة اتجاهات. أولاً ما نراه، وثانياً ما يستشعره الجسم من خلال الحركة والوضع، وثالثاً التحفيز الذي تحدِّده أذننا الداخلية ويغذي الدماغ.
خطر ضعف التوازن
واستطردت قائلة: "يمكن أن تحدِّد الاختبارات المعرفية البسيطة الأفراد المعرضين لخطر ضعف التوازن، مِمَّا يوفر فرصاً للفحص والتدخُّل".
فيما أردفت: "إن فهم هذه الارتباطات في وقت مبكر من منتصف العمر، سواء قبل أو في المراحل المبكرة من التدهور، مهم بشكل خاص لمنع أو تخفيف فقدان القدرة على الحركة المستقلة".
كذلك لفتت إلى أن الدراسات السابقة لم تحقِّق في التغيرات المرتبطة بالعمر بين العمليات المعرفية المحددة والتوازن في منتصف العمر، أو اعتبرت التكيف المتبادل للقياسات المعرفية المتعددة. وأضافت: "على هذا النحو، فإن العديد من نتائج دراستنا جديدة".
يعد السقوط هو السبب الأكثر شيوعاً للوفيات المرتبطة بالإصابات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً، ويكلِّف هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية حوالي مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) سنوياً. وكسور الورك هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة العرضية لدى كبار السن.
لكن على الرغم من عواقبها الخطيرة، غالباً ما يتم تجاهل حالات السقوط في مراحل لاحقة من الحياة باعتبارها جزءاً لا مفر منه من التقدُّم في السن.
يشار إلى أن مُعظم حالات السُّقوط تحدث عندما يُواجهُ الأشخاص الذين لديهم حالة بدنية تُضعِفُ الحركة أو التوازن، خطراً بيئياً.