نميل غالباً لتناول الطعام دون تفكير، وحتى لو لم نكن جائعين فقد يغرينا تناول شيء ما في أثناء العمل أو مشاهدة التلفاز، وقد نزور المطبخ بين الفينة والأخرى لتناول أي وجبة متاحة بغضّ النظر عن مدى شعورنا بالجوع… كي نتوقف عن مثل هذه الممارسات التي تؤدي إلى السمنة يجب أن ندرب أنفسنا على ما يسمى: الأكل الواعي.. فما هو وكيف نتمكن من ممارسته؟
ما هو الأكل الواعي؟
ببساطة، يعني الأكل الواعي أن تكون متيقظاً في أثناء تناولك الطعام، فتدرك الأسباب التي تدفعك إلى تناوله: هل تأكل بسبب الجوع أم الملل على سبيل المثال؟ سيساعدك هذا الإدراك على تحديد ما إذا كان يتوجب عليك تناول الطعام أم لا، وما الكمية التي يحتاج جسدك تحديداً إلى تناولها، وما هو الوقت الأنسب لتناول الطعام؟
إذ يعتبر تناول الطعام دون تفكير، من أبرز أسباب زيادة الوزن حول العالم، ففي الغالب عندما نتناول سعرات حرارية زائدة لا يكون جسدنا بحاجة إليها فعلياً، فقد يدفعنا شعورنا بالملل أو الاكتئاب أو الحزن إلى تناول الطعام بشراهة حتى لو لم نكن جائعين.
ووفقاً لما ورد في موقع health Harvard، فإن مفهوم الأكل الواعي يتجاوز نظرتك إلى الطعام، ويركز على الصحة العامة والخيارات الغذائية المثالية.
وعلى الرغم من أن هذه الخيارات المثالية تندرج إلى حد كبير في قائمة مأكولات حِمية البحر الأبيض المتوسط، التي تتمحور حول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبذور والمكسرات والزيوت النباتية، فإن الفرد يستطيع أن ينوّع في غذائه بشكل أوسع خلال ممارسة الأكل الواعي.
ولا يقتصر الأكل الواعي على تناول الطعام فحسب، إذ يجب أن تكون يقظاً كذلك في أثناء شرائه وإعداده وتقديمه.
إليكم طرقاً قد تساعدكم في ممارسة الأكل الواعي:
كيف أتمكن من ممارسة الأكل الواعي؟
1. شراء الطعام
تبدأ ممارسة الأكل الواعي من الخطوة الأولى المتمثلة بشراء الطعام، إذ يجب أن تكون متيقظاً في أثناء اختيار مكونات وجباتك.
خذ في عين الاعتبار القيمة الغذائية للمكونات التي ستشتريها، وتجنَّب الاندفاع في أثناء التسوق وشراء فائض عن حاجتك.
ستساعدك كتابة قائمة محددة من المشتريات قبل الخروج إلى السوبر ماركت في التحكم بالأمر، حدِّد متطلباتك ولا تشترِ أي شيء إضافي آخر، خاصةً الأطعمة المليئة بالسكريات أو المواد المضافة.
2. توقيت تناول الطعام
حدِّد أوقاتاً معينة وحصرية لتناول طعامك، والتزم بروتين يومي لمواعيد تناول الطعام.
واحرص على ألا تبدأ بتناول طعامك ما لم تكن جائعاً، وتجنَّب تناول الطعام بين الوجبات أو في وقت متأخر من الليل.
يقول إيفان فورمان، أستاذ علم النفس لدى جامعة دركسل بمدينة فيلادلفيا، لصحيفة The New York Times الأمريكية: "في نمط حياتنا المعاصر، نتناول سعرات حرارية أكثر بكثير مما نحتاج، ولذا يندر حقاً أن نشعر بالجوع بيولوجياً. ونتيجة لذلك، هناك أسباب عديدة تدفعنا إلى تناول الطعام عدا الجوع".
ويضيف: "التوقيت هو العامل الأكثر شيوعاً الذي يحفزنا لتناول الطعام. إذا كنت تريد التوقف عن تناول الطعام في وقتٍ محددٍ (خاصة في الليل)، فسوف تحتاج أن تتخذ قراراً قطعياً بذلك".
ويجب عليك أن تتوقع تماماً أنك سوف تشعر برغبة مُلحَّة للغاية في تناول الطعام خلال هذا التوقيت. وهذه هي الطريقة التي يعمل بها عقلنا! من خلال كبت هذه الرغبة المُلحَّة، يمكنك أن تكيّف عقلك على التعايش مع الأمر. وعلى مدى الأسابيع المقبلة، سوف تلاحظ أن الرابط بين حافز التوقيت والرغبة في تناول الطعام يضعف.
3. الشهية يجب أن تكون حاضرة
من المفيد أيضاً أن تتناول طعامك بشهية مفتوحة، فذلك يزيد من يقظتك ووعيك في أثناء تناول الطعام، لذلك من المفيد الاهتمام بكل تفاصيل الطعام من الملمس والألوان إلى الرائحة والطعم وطريقة التقديم.
4. حدِّد كميات طعامك
كي يندرج تناولك الطعام في قائمة الأكل الواعي، يجب أن تكون الكميات التي تتناولها محددة. حدِّد حجم الطبق الذي تأكل به واجعله ثابتاً بشكل يومي بحيث يكون كافياً لجعلك تشعر بالشبع.
تناوُل قضمات صغيرة سيزيد من يقظتك في أثناء تناول الطعام، كذلك احرص على تناول طعامك ببطء وامضغه بشكل جيد.
5. حضِّر الطعام بنفسك
عندما تحضّر الطعام بنفسك بدلاً من تناول الطعام الجاهز، سيزيد ذلك أيضاً من يقظتك بشكل عام وانتباهك إلى المكونات والكميات وتوقيت تناول الطعام.
إذا لم تمتلك وقتاً كافياً لتحضير الطعام يومياً، فخصِّص يوماً واحداً في الأسبوع لطهي الطعام وتقسيمه إلى حصص صغيرة لتناولها خلال الأسبوع. ستساعدك هذه الممارسة أيضاً في تحديد الكميات التي تتناولها يومياً.