قد تكون مثل الملايين من البشر حول العالم وتعاني من بعض الوزن الزائد في أجزاء معينة من الجسم.
وفي حالة كنت تشعر بالضيق من منطقة الكرش لديك وترى أنه عليك خسارة بعض الوزن للشعور باللياقة والصحة والتخلُّص من البطن الممتلئ، قد تتفاجأ أنك بالرغم من خسارة بضعة كيلوغرامات من وزنك الإجمالي، لم تتمكن من التخلص من الكرش بعد!
هناك أسباب عديدة وراء عدم التخلص من الكرش أهمها النظام الغذائي المُتبع وروتينك اليومي من الحركة والتمرينات الرياضية، ومع ذلك، هناك أسباب صحية قد تكون السبب في بروز البطن وامتلاء منطقة الخصر بالدهون.
أنواع دهون البطن ولماذا تسهم في عدم التخلص من الكرش؟
في حين أن الحفاظ على وزن جسم معتدل ونسبة الدهون السليمة في الجسم للحصول على صحة ولياقة جيدة، يمكن أن يؤثر نوع دهون البطن التي تخزنها على صحتك بشكل مختلف، وهي تؤثر في مدى إمكانية التخلُّص من الكرش كذلك.
لذلك فإن هناك نوعين رئيسيين من دهون البطن وهما بحسب موقع Healthline للصحة والطب: الدهون الحشوية أو دهون أسفل الجلد.
وبالنسبة للدهون الحشوية، فهي تشير إلى الدهون المحيطة بالكبد وأعضاء البطن الأخرى. ويرتبط وجود مستويات عالية من الدهون الحشوية بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل متلازمة التمثيل الغذائي والسكري من النوع 2 وأمراض القلب وأنواع معينة من السرطانات.
من ناحية أخرى، دهون أسفل الجلد هي طبقة من الدهون التي تقع مباشرة تحت الجلد. هذا النوع أقل ضرراً بالصحة ويعمل كطبقة حماية لأعضائك وكذلك كعازل لتنظيم درجة حرارة الجسم.
ومع ذلك، فإن وجود كمية كبيرة من الدهون تحت الجلد يرتبط بكمية أكبر من الدهون الحشوية، وبالتالي يزيد من خطر إصابتك بمشكلات صحية.
لذا من المهم التركيز على أسلوب حياة معزز للصحة، والذي يساعد على منع الكميات الزائدة من كلا النوعين من الدهون للوقاية من الأمراض والمخاطر الصحية.
ولكن ما هي الأسباب الصحية التي تؤدي لعدم التخلص من الكرش بسهولة؟
1- اضطرابات التمثيل الغذائي
من السهل إلقاء اللوم على عملية التمثيل الغذائي البطيئة في حدوث زيادة الوزن. في حين أن هذا قد يكون صحيحاً بالنسبة للبعض، إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للآخرين.
بدايةً، يشير التمثيل الغذائي إلى جميع الطرق التي يحول بها الجسم الوقود إلى الطاقة. وتشمل هذه العملية ما يلي بحسب وقع Very Well Fit للصحة:
- عملية التنفس السليم.
- صحة الدورة الدموية.
- التحكم في درجة حرارة الجسم.
- تعاقد العضلات.
- هضم الطعام والمغذيات.
- التخلص من الفضلات عن طريق البول والبراز.
- عمل الدماغ والأعصاب.
يمكن أن يكون لديك أيض سريع أو بطيء أو معتدل- يعتمد ذلك إلى حد كبير على الجينات. ويمكن أن يتغير التمثيل الغذائي بمرور الوقت في جسمك.
إذا كان التمثيل الغذائي لديك بطيئاً، فقد يكون الأمر محبطاً عندما تحاول إنقاص وزنك وتجد أنه من المستحيل لديك التخلُّص من الكرش حتى مع ممارسة التمارين.
ونظراً إلى أن عملية الأيض تختلف من شخص لآخر وفقاً للعديد من العوامل أبرزها السن والصحة الجسدية العامة، فإنه ستساعدك استشارة طبيب تغذية متخصص في قياس أيضك والأسباب التي تجعله يعطّل قدرتك على حرق دهون البطن.
2- الجينات قد تتسبب في عدم التخلص من الكرش
لسوء الحظ، لا يمكنك اختيار المكان الذي يخزن فيه جسمك الدهون، ويعتمد الأمر بشكل كبير على الجينات المتوارثة من الوالدين والأجداد.
لذلك يميل بعض الأشخاص وراثياً إلى تخزين الدهون في الجزء الأوسط من أجسامهم، بينما قد يخزنها البعض الآخر في جميع أنحاء الجسم.
وبنفس المفهوم، لا يمكنك تحديد المكان الذي تفقد فيه الدهون أيضاً، ما قد يشرح سبب عدم التخلص من الكرش ودهون البطن والأرداف حتى بممارسة التمارين المتخصصة.
وقد خلصت إحدى الدراسات إلى أن دخول المرأة في سن انقطاع الطمث يرتبط بزيادة الوزن وتفاقُم توزيع الدهون في منطقة البطن والكرش.
وأفاد العلماء في الدراسة المنشورة بموقع MDPI للأبحاث، أن التغيرات في الوزن ترجع إلى الشيخوخة الزمنية، بينما تعود التغييرات في تكوين الجسم وتوزيع الدهون إلى شيخوخة المبايض عند النساء.
كما تلعب العوامل البيئية دوراً في كيفية استجابة جيناتنا.
غالباً ما يحد الناس من تناول الطعام في محاولة لفقدان الوزن. وإذا كنت تتبع نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية لفترة طويلة جداً، فإن الجسم يستشعر ندرة الطعام فيبدأ في تخزين المزيد من الدهون لمواجهة ذلك.
وبالتالي يحدث عكس ما تريده فعلاً.
علاوة على ما سبق، هناك شيء يُسمى "الاستعداد العائلي" أو احتمالية إصابة الشخص بالسمنة، وهي تحدث إذا كان أفراد أسرتك يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ومشكلة دهون البطن العنيدة وصعوبة التخلص من الكرش.
3- اضطرابات الهرمونات قد تسبب دهون البطن العنيدة
ترتبط التقلبات والتغيرات الهرمونية أيضاً بتراكم الدهون في البطن. إذ قد يؤدي انخفاض مستويات هرمون النمو إلى فرط وجود الأنسولين بالدم وعلامات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى زيادة تراكم الدهون الحشوية بسبب انخفاض الحساسية لتحلل الدهون في هذه المنطقة.
ووجدت دراسة علمية بمجلة Springer للأبحاث عام 2009 أن هرمون اللبتين، وهو هرمون تفرزه الأنسجة الدهنية، يكون أكبر مرتين إلى ثلاث مرات لدى من يعانون من السمنة المفرطة ودهون البطن.
وأثبتت أن الدهون الحشوية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بإفراز اللبتين، ما يؤدي بدوره إلى عدم التخلُّص من الكرش حتى بالتمارين الرياضية.
4- اضطرابات الصحة النفسية
يمكن أن يلعب كل من الإجهاد الجسدي والنفسي دوراً رئيسياً في السمنة في منطقة البطن بشكل خاص.
فأنت عندما تعاني من الإجهاد، يفرز الجسم الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يسبب تراكم الدهون، وصعوبة التخلُّص من الكرش بالتمارين الرياضية والحميات الغذائية وغيرها.
وتشير الأبحاث إلى أن المستويات العالية من الكورتيزول توجه الأنسجة الدهنية إلى منطقة البطن وتزيد من الشهية مع تفضيل الأطعمة الغنية بالطاقة، والتي تُعرف أيضاً باسم الأطعمة المريحة أو Comfort Food.
وتظهر دراسة علمية بموقع المؤسسة الأمريكية للتوتر AIS بيانات مماثلة أن المستويات المرتفعة من الكورتيزول في الجسم على مدى فترة طويلة من الزمن "ترتبط ارتباطاً وثيقاً" بالسمنة في منطقة البطن.
وتعمل هذه العلاقة أيضاً في الاتجاه المعاكس، حيث تؤدي زيادة دهون البطن عادةً إلى زيادة الكورتيزول في الجسم، مما يؤدي إلى سلسلة من دورات الشعور بالتوتر وزيادة دهون البطن.
كذلك ترتبط بعض حالات الصحة العقلية أيضاً بزيادة الوزن. مثلاً، كشفت دراسة بموقع Springer العلمي أن معدل السمنة يزيد بنسبة 60% لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب والفصام والاكتئاب.
5- حالات فتق البطن
يتطور فتق البطن عندما يندفع عضو أو أنسجة دهنية ضد نقطة ضعيفة في جدار البطن، ويتسبب في حدوث بروز قد يتم خلطه على أنه دهون بطن أو كرش عنيد لا يزول بالتمارين.
ويتكون جدار البطن من أنسجة وأوتار ضامة قوية تنتشر من ضلوعك حتى الفخذ. واعتماداً على موقع نقطة الضعف في البطن، يمكن أن يتطور الفتق في الفخذ أو سرة البطن أو أعلى الفخذ أو المعدة.
ومع ذلك، غالباً ما يشير الألم المصاحب لتلك الحالة إلى وجود مشكلة تتجاوز مجرد فكرة أن الأمر يكمُن في وزن زائد في تلك المنطقة المصابة، بحسب موقع Doctor NDTV.
6- بكتيريا المعدة قد تكون مصدر المشكلة
أمعاؤك هي موطن لتريليونات الأنواع من البكتيريا.
وتعيش بعض هذه الجراثيم في وئام معك وتساعد جسمك على هضم الطعام وتعزز صحتك العامة.
بينما يقوم البعض الآخر بتفكيك الطعام، لدرجة أن جسمك يمتص المزيد من السعرات الحرارية بسببها، وبالتالي يخزن المزيد من الطاقة على شكل دهون.
وبحسب WebMD للصحة والطب، هناك أدلة على أن البروبيوتيك، الموجود في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، قد يتخلص من دهون البطن. ومع ذلك، لن تحل هذه البكتيريا الصديقة محل خفض السعرات الحرارية، لكنها قد تساعد.
في الوقت نفسه، إذا تجاوزت تلك البكتيريا النافعة معدلاتها الطبيعية في الجسم، فقد تبدأ في حدوث أثر معاكس تماماً، وتكون مسؤولة عن زيادة حجم البطن، وعدم التخلص من الكرش حتى بممارسة الرياضة والتمارين.
إذ تسبب بعض حالات عدم القدرة على هدم أطعمة معينة، مثل حساسية اللاكتوز، في تفاقم تلك البكتيريا، وبالتالي زيادة إفراز الغازات المصاحبة لها، ما يؤدي لتفاقم حجم البطن بشكل كبير وحدوث اضطرابات الهضم ومشاكل المعدة مثل المغص والقيء والانتفاخ والإسهال والإمساك.
وتستدعي تلك الحالة الحصول على مراجعة طبية متخصصة لتحديد نوع البكتيريا الزائدة عن معدلها الطبيعي من خلال اختبارات SIBO، وتناول بعض المضادات الحيوية واتباع نظام غذائي محدد.
لذلك في المرة المقبلة التي تشعر فيها بالإحباط من تمارينك الرياضية لأنها لا تساعدك في خسارة دهون البطن، ربما يكون من المهم حينها مراجعة الطبيب لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء عدم القدرة على حرق دهون البطن والتخلص من الكرش.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.