بدايةً لا توجد وصفة موحدة أو سر لحياة سعيدة كاملة، لكل إنسانٍ مسلكه الخاص، ولا بد أن يكتشف تلك اللحظات أو الأشياء الصغيرة التي تزيد بريقاً على يومه. في المقابل، فإن هذه الجهود قد تذهب هباء إذا ما مارس الإنسان عادات حياتية تدمر السعادة دون أن يدرك ذلك.
عادات شائعة تدمر السعادة
نستعرض في هذا التقرير عادات وسلوكيات شائعة تدمر السعادة.
1- السهر
تقول مؤلفة كتاب "الميول الأربعة" غريتشن روبن، لموقع mindbodygreen، إن السهر وتجاوز موعد النوم هما أكثر ما يحث على الشعور بالانزعاج.
قد يختبر الإنسان شعوراً رائعاً في التو واللحظة، سواء مع أشخاص آخرين أو عبر مشاهدة مسلسل تلفزيوني مشوق، ولكن السعادة ستشهد معاناة على المدى البعيد.
تقول روبن: "يعتقد الناس أنهم يستطيعون تدريب أنفسهم على تدبر أمرهم بكمية أقل من النوم. ولكن في واقع الأمر عندما يدرس الباحثون هؤلاء الناس، فإنهم يكونون ضعفاء إلى حد كبير، سواء لناحية الحالة المزاجية والذاكرة والحس الفكاهي وحتى الجهاز المناعي".
فالنوم ضروري للرفاه العام، بما في ذلك السعادة نفسها.
ومع ذلك، يعد موعد النوم الملائم أمراً شخصياً استناداً إلى حياة الإنسان نفسه، لذا فإن السر الأول يكمن في استكشاف موعد النوم الذي يلائم الإنسان، والالتزام به قدر الإمكان.
2- التوقعات الشخصية
يمكن لبعض التوقعات الشخصية الشائعة أن تنتقص من السعادة أيضاً.
بمعنى ترقُّب العثور على السعادة في مكان ما أو عند لحظة معينة، كأن تحصل على العلاوة التي تنتظرها، أو بمجرد الزواج، أو شراء منزل.
تقول غريتشن: "لا تشعر بالسعادة بهذه الطريقة. نصير أفضل حالاً بالاستمتاع بالعملية وبكيفية الوصول إلى مكان ما، لأنه قد يكون أقل من التوقعات".
بعبارة أخرى: بدلاً من التركيز على خط النهاية، استمتع بالرحلة.
3- الكم الكبير من اليقين
يسير عدم اليقين والقلق جنباً إلى جنب (مما يحمل احتمالية التأثير على السعادة العامة). ولكن بحسب غريتشن، يمكن أن تؤدي زيادة كمية اليقين إلى التعاسة كذلك.
وتوضح قائلة: "نحتاج إلى التجديد. نحتاج إلى التحدي. نحتاج إلى مناخ نمو".
ومع ذلك، يجب أن يكون التعديل المطلوب بنفس درجة البساطة الكامنة في تعلم مهارة جديدة تشعرك بالشغف.
تقول غريتشن: "ولذا فإن بعض أنواع انعدام اليقين يمكنها حقاً أن تدعم السعادة، وكثير من اليقين يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالكبت والاختناق".
4 – تعطي الأولوية للآخرين
هل احتياجاتك متساوية مع احتياجات شريكك أو أطفالك؟ هل تحرص دائماً على أن تكون مشحوناً بنسبة 100% قبل التواصل مع الآخرين؟ هذا سبب شائع للبؤس المطلق (وفقدان الذات) في الحياة.
ومع ذلك، يمكن تصحيح هذا السلوك بسهولة، من خلال اتخاذ إجراءات استباقية بشأن تلبية احتياجاتك الخاصة والالتزام بالمساحة الشخصية، حسب نصيحة موقع Medium.
5- التخدير بالتكنولوجيا
عندما هبطت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في أحضاننا، وُعدنا بحلم الاتصال والتواصل. لكن هذا الحلم أصبح كابوساً من سوء التواصل والانفصال.
فإذا كنت تكتفي بتوجيه مشاعرك عبر Instagram عندما تخدر نفسك بالتكنولوجيا، وتنسى تغذية جسمك الجسدي والعاطفي.
6- تجنب التغيير
التغيير جزء لا مفر منه من الحياة، لكننا نبدو محبين لعاداتنا والراحة التي تقدمها واستقرار معرفةِ ما سيأتي بعد ذلك.
ومع ذلك، فإن مشكلة الشعور بالراحة الشديدة في هذه الأنظمة هي أننا نتوقف عن السماح لأنفسنا بالنمو والتحسن كأشخاص وشركاء وأصدقاء.
أخيراً، من المهم التأمل في مجريات النهار، لاسيما إذا كنت تشعر بتأخر إنجاز الأشياء في حياتك. لعل تغيير بعض هذه العادات يفتح الباب أكثر لدخول السعادة.