دجاج مقلي، قطعة من البسكويت المملح، أو حفنة من الشيبس.. جميعها أطعمة تشعرنا بمتعة خاصة؛ ليس بسبب طعمها الشهي فحسب إنما بسبب القرمشة اللذيذة التي لا يستطيع كثيرون منا مقاومتها.. لكن ما سر حبنا للأطعمة المقرمشة؟ إليكم ما يقوله العلم.
اقرأ أيضاً
ما سر حبنا للأطعمة المقرمشة؟
بالرغم من غرابة الأمر، إلا أن هناك تفسيرات علمية وراء حبنا للأطعمة المقرمشة.
عمل الدكتور تشارلز سبنس، أستاذ علم النفس التجريبي بجامعة أكسفورد، مع الطهاة، وراح يطوِّر سلسلةً من الاستقصاءات العلمية التي يُشار إليها عادة باسم "فيزياء المعدة".
تدرس فيزياء المعدة المتغيِّرات التي تؤثِّر على تناول الأطعمة والمشروبات، وتحاول أن تشرح حبنا لأصناف معينة ونفورنا من أصناف أخرى. ويشرح الدكتور سبنس فيزياء المعدة بأنها "علم إدراك الطعام".
وقد فازت تجربته "الرقاقة الصوتية" في عام 2014 بجائزة إيغ نوبل (جائزة نوبل للحماقة العلمية، التي تُمنَح كلَّ عام في أجواءٍ كوميدية للأبحاث التي تجعل الناس يضحكون ثم تجعلهم يفكِّرون)، وأثبتت التجربة أن الرقائق الأعلى صوتاً وأكثر قرمشةً، تكون أفضل مذاقاً وفقاً لما ورد في موقع موقع Mashed الأمريكي.
اقرأ أيضاً
لكن لمَ بالضبط؟
رغم عدم وجود أيِّ أدلةٍ قاطعة تشير إلى سبب حبنا للأطعمة المقرمشة، إلا أن هناك العديد من النظريات التي تفسِّر هذه الظاهرة.
يفترض الدكتور سبنس أنه "قد يكون شيءٌ بدائي يتعلَّق بحالة الأطعمة واحتمالية أن تكون آمنةً أو مغذية". فتميل الفواكه والخضراوات، على سبيل المثال، إلى أن يكون لها قوامٌ مقرمش يتلاشى بمجرد أن تفسد. كذلك يلعب الملمس أيضاً دوراً كبيراً في الأطعمة التي نستمتع بها.
بالطبع هناك أفكارٌ أخرى أيضاً. يقول عالم الأعصاب جون آلن، في كتابه "The Omnivorous Mind"، إنه في ما يتعلَّق بتقييم طزاجة الأطعمة فإن أدمغتنا تميل لاستبعاد الخيارات الهشة.
وربما يكون تفضيلنا للأطعمة المقرمشة قد نشأ عن الأطعمة النباتية، لكن الطهي يجعل الأطعمة المختلفة مقرمشة أيضاً، لذلك تفضل أدمغتنا الأطعمة المقرمشة التي تشير إلى أن الطعام الذي نتناوله مطهواً.
يجدر أيضاً التفكير في أن "المضغ تجربةٌ حسية ممتعة وتحقِّق إرضاءً كبيراً"، مثلما ذكر الدكتور مالكولم بورن في كتابه "Food Texture and Viscosity, Concept and Measurement".
بعبارةٍ أخرى، نحن نختار الأطعمة التي تجعل تجربة تناول الطعام أكثر حسية، وهذا يجذبنا بشكلٍ متزايد. ومهما كان السبب الحقيقي، فمن الواضح أن الملمس يلعب دوراً كبيراً في استمتاعنا بالطعام.
وفي العديد من المطابخ عبر العالم، من المهم خلق اختلافاتٍ في الملمس في الأطباق المختلفة، وبالتالي يكون من المهم والأساسي خلق نوعٍ من التنوُّع في أيِّ طبقٍ جيِّد.
وحتى الوجبات الخفيفة، مثل رقائق البطاطس والصلصة والجزر والحمص والزبادي والغرانولا وغير ذلك، كلُّها تلعب على هذا المفهوم البسيط.
ورغم عدم وجود أيِّ استنتاجاتٍ حقيقية حتى الآن، من الواضح أن العلم يعمل بجدٍّ لتحديد سبب حبنا لعامل القرمشة.. عموماً، وإلى أن يصل العلماء إلى استنتاج نهائي في هذا الصدد، سنظل نستمتع بالتأكيد بالأطعمة المقرمشة.
ماذا يترتب على حبنا للأطعمة المقرمشة؟
في الواقع قد يؤثر حبنا للأطعمة المقرمشة على كمية الأطعمة التي نستهلكها، لأن الأطعمة المقرمشة هي أطعمة دهنية في الغالب، لذلك كلما تناولت منها رغبت في تناول المزيد، الأمر الذي قد يسبب السمنة كذلك.
كذلك يحذر الخبراء أن الصوت الناجم عن الأطعمة المقرمشة يمنحنا شعوراً بالأمان الذي يجعلنا نستمر في استهلاك الطعام المقرمش دون الحاجة إلى النظر إليه أو ملاحظة الكمية التي استهلكناها منه، وفقاً لما ورد في موقع Mental Floss.
فضلاً عن ذلك فقد بدأت العديد من شركات صناعة الوجبات الخفيفة تأخذ "فيزياء المعدة" بعين الاعتبار عند تصنيع منتجاتها، وأصبح من أولوياتها التأكيد على أصوات الطعام المقرمشة وإيلاؤها أهمية تضاهي أهمية الطعم، الأمر الذي انعكس إيجابياً على كمية المبيعات.