البعض يحرقن شعورهن بإلحاحهنّ.. نصائح من خبيرة تجميل

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/16 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/16 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش
ISTOCK نصائح لتفادي حرق الشعر

تعتقد كثيرٌ من النساء أن العاملات في صالون الشعر يمتلكن عصا سحرية أو يداً نبوية، قادرة على أن تحيي موات الشعر أو ترمم علامات الدهر على الوجه؛ فيدخلن إلى الصالون وقد امتلأت رؤوسهنَّ وهواتفهنَّ بصورٍ لشعر فتيات على مواقع التواصل ويطلبن من أخصائية الشعر أن تجعلهنَّ نسخةً مطابقة تماماً للصورة، دون مراعاة للفروق العمرية والزمانية ولكاميرا التصوير الخادعة، بل أهم من ذلك دون تفكير بعواقب الطلبات التي قد تُكلِّف المرأة ثمناً غالياً ألا وهو شعرها! وانطلاقاً من هنا سأحاول في هذا المقال أن أبيّن بعضاً من الإِشكالات التي نواجهها كعاملات في مجال الحلاقة يومياً ما بين طلبات الزبائن الخيالية والقدرة على تطبيقها واقعياً "تسبيل الشعر بشكل دائم".

ترزح المرأة طوال الوقت تحت ضغط وتأثير صور النساء في الإعلانات التجارية المنتشرة في كل مكان، أو صور الممثلات ومشاهير السوشيال ميديا، فتندفع إلى تقليد المعايير الجمالية التي يظهرن بها، ولطالما أرادت المرأة على مرِّ العصور أن تكون أجمل قريناتها! ومن أهم معايير جمال الشعر هذه الأيام أن يكون أملسَ حريريّاً متطايراً على مدار الساعة كما تراه في صور نساء الإعلانات، لكننّا كخبيرات شعر يقع على عاتقنا الهمّ الأكبر بسبب هذه الكارثة في التصوّر والتصوير؛ كم مرة سمعتم ممن حولكم أن الصالون الفلاني حرق لي شعري؟ أو لم يصبغ شعري باللون الذي أريده كما أريده؟ ولكن لم تسمعوا صوت الخبيرة لتروي لكم ما حدث!

حرق الشعر:

ففي الوقت الذي وجدت فيه الصالونات لمساعدة النساء على إظهار جمالهنَّ واستطاعت إيجاد المواد اللازمة لذلك إلا أنَّ هامش الحركة للخبيرة تحدده نوعية شعر الزبونة لا الصورة التي تريد أن تكون مثلها! فبالتأكيد الخبيرة لن تستطيع بساعات قليلة أن تُصلح بشكل دائم مدى الحياة أو لفترة أكثر من ٦ شهور ما أصاب الشعر من تلف بسبب عوامل الجو والمياه الكلسية والمواد الكيماوية والحالة النفسية والتغذية غير الجيدة!

من أهم مواد الشعر التي تجعل شعر الزبونة ناعماً حيويّاً هي مواد "الكرياتين، البروتين، الكولاجين، الكريستال، البوتوكس وغيرها" لكن هذه المواد بالمقابل غير قادرة على إعادة خلق الشعر ليناقض طبيعته الأصلية بشكل كامل ومستمر؛ بمعنى لو كان الشعر مجعّداً وجافّاً لا يمكن أن يتحول إلى أملس 100% مدى الحياة بجلسة واحدة من هذه المواد إلا إذا كانت النتيجة خسران الزبونة لشعرها على المدى الطويل، وهاهنا لا تهتم الزبونة لِمَا نسهب في شرحه بالصالون عن مدى تحمل شعرها لهذه المواد ومدى فاعليته على نوعية شعرها بالطريقة التي تتخيلها.

اختلافات طبيعية:

لابُدَّ من الإشارة إلى بديهية تغيب عن معظم النساء وهي أن طبيعة الشعر تختلف من امرأة لأخرى وبالتالي استجابة الشعر لمواد التسبيل حتماً تتفاوت، ولكن مع كل هذا فإن مواد التسبيل إذا استخدمت بدرجة عالية فستُفقد الزبونة شعرها لا محالة وإن كانت نتائج التسبيل اللحظية باهرة من حيث النعومة واللمعة والملمس فإننا بالمقابل نحاول إجبار شعر مجعد على أن يكون أملس ما قد يُفقد الشعر حراشفه وبالتالي ستفقد بنيتها،  وتكمن الخطورة أيضاً في تركيبة هذه المواد؛ فهي تحتوي على مادة "الفورمالدهيد" التي تُشكّل خطورة على الجهاز التنفسي كما قد تسبب سرطانات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي.

 إذاً ما الحل؟

من خلال خبرة عشر سنوات في علاج الشعر والتجميل أستطيع أن أقول بكل ثقة إن مادة "البروتين العلاجي"، وهو بروتين مخفف بمواد خاصة هي المادة الأسلم للشعر وللصحة، حيث تحتوي على 0.2 من مادة الفورمالين، وهي النسبة المصرح بها من منظمة الصحة العالمية، بينما توجد هذه المادة بنسبة تزيد عن 10 أضعاف المصرح به في المواد المستخدمة للتسبيل، وعملية التخفيف التي أقوم بها تساعد الشعر على أخذ حاجته ليكون رطباً أطول فترة ممكنة دون إجباره على تغيير قوامه، لكن وللأسف وبعد شرح طويل وتبيين للمكاسب والمخاسر نجد الزبونة ترد: أريد تسبيلاً دائماً!

أمام هذا الصدام الدائم واليومي وجدت نفسي أبتكر طريقة للتعامل مع الزبونة الملحة على رغبتها في تسبيل الشعر؛ طريقة مكلفة لي لكنها مرضية لها ولي، وهي ألا أشرح لها الفروق بين المواد النافعة والمواد الضارة التي تطلبها، وبالوقت نفسه أن أتجنب تماماً المواد المتلفة للشعر، وأخبرها أن شعرها قد لا يستجيب للتسبيل بالسرعة التي تتصورها لذلك قد تحتاج إلى جلسة ثانية، لكن بتكلفة جلسة واحدة، وبالفعل كانت هذه الطريقة فعّالة في إقناع الزبائن بالطريقة الأسلم في التسبيل والحفاظ على شعرهنَّ، ولا أنسى أن أذكِّر الزبونة بضرورة العناية المكثفة بشعرها باستخدام كريمات ترطيب الشعر وبلسم بجودة عالية إضافة إلى استخدام مدعمات بجودة عالية من الشامبوهات والماسكات.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مروة الخطيب
رائدة أعمال سورية وخبيرة تجميل
مؤسسة صالونات مروة الخطيب، وخبيرة ومدربة في مجال التجميل
تحميل المزيد