نفضل عادةً تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، لما تضيفه من نكهة جيدة ومميزة للطعام، ولكن للأسف، علينا أن نفكر مرتين قبل إضافة الصلصات الحارة إلى ما نتناوله فيما بعد، فوفقاً لدراسة جديدة فإن اتباع نظام غذائي به كثير من الطعام الحار أو غني بالأطعمة الحارة يمكن أن يكون له علاقة بالخرف وضعف الوظائف الإدراكية.
دراسة جديدة تربط الانخفاض المعرفي بالفلفل الحار
نُشرت الدراسة الجديدة، في مايو/أيار 2019، في دورية Nutrients، أجراها باحثون في جامعة جنوب أستراليا.
تهدف الدراسة لمعرفة العلاقة بين تناول الفلفل الحار والوظيفة المعرفية لدى البالغين الصينيين. شملت هذه الدراسة الطولية 4852 شخصاً بالغاً، تزيد أعمارهم عن 55 عاماً، حضروا مسح الصحة والتغذية في الصين خلال عامي 1991 و2006، أي أنها أُجريت على مدار 15 عاماً.
قيّم الباحثون الوظيفة الإدراكية في الأعوام 1997، و2000، و2004، و2006، وتم تقييم تناول الفلفل الحار من خلال سجلّ الغذاء لمدة 3 أيام خلال الزيارات المنزلية في كل مسح بين 1991 و2006.
نتائج الدراسة
تشير البيانات الطولية إلى أنّ تناول الطعام الحار وخاصة الفلفل الحار يرتبط ارتباطاً إيجابياً بالانخفاض المعرفي لدى البالغين الصينيين في كلا الجنسين. فوفقاً للدراسة، فإن من يستهلكون أكثر من 50 غراماً من الفلفل الحار يومياً يكون لديهم ضِعف خطر الإصابة بانخفاض الذاكرة وضعف الإدراك.
والمقصود في الدراسة هو الفلفل الحار الأحمر الطازج والمجفف، وليس الفليفلة الحلوة أو الفلفل الأسود.
كانت العلاقة الإيجابية بين تناول الفلفل الحار والتدهور المعرفي أقوى بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة منخفض للجسم، عن أولئك الذين يعانون من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
هل هناك سلبيات محتملة أخرى لتناول الفلفل الحار؟
الفلفل الحار قد تكون له آثار ضارة لدى بعض الأفراد، والكثير من الناس لا يحبون الإحساس بالحرقة، وتتمثل تلك الآثار الضارة في:
– الشعور بالحرقة
يشتهر الفلفل الحار بطعمه الساخن المحترق. والعنصر النشط الرئيسي في الفلفل الحار هو كابسيسين، الذي يرتبط بمستقبلات الألم، ويسبب إحساساً شديداً بالحرقة.
عند تناول الفلفل الأحمر الموجود في الطعام الحار بكميات كبيرة فإنه يسبب الألم الشديد والالتهابات والتورّم والاحمرار.
بمرور الوقت، قد يؤدي التعرُّض المنتظم للكابسيسين إلى أن تصبح خلايا عصبية معينة من الألم غير حسّاسة لمزيد من الألم.
– ألم في المعدة وإسهال
تناوُل الفلفل الحار يمكن أن يسبب الضيق المعوي لدى بعض الناس. قد تشمل الأعراض ألماً في البطن، وإحساساً حارقاً في القناة الهضمية، والتشنجات، والإسهال المؤلم.
يكون هذا أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي. الفلفل الحار يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض مؤقتاً لدى أولئك الذين لا يعتادون على تناولها بانتظام.
بحوث سابقة تُثبت فوائد صحية للفلفل الحار
البحوث السابقة عن الآثار المحتملة للفلفل في الطعام الحار على الصحة كانت لها نتائج إيجابية بشكل عام. ومن هذه الدراسات:
– الفلفل الأحمر الساخن يخفض عدد الوفيات
وجدت دراسة جماعية كبيرة من 2017، أن تناول الفلفل الحار الأحمر الساخن مرتبط بانخفاض معدل الوفيات. كما ارتبط استهلاكه مع انخفاض بنسبة 13% في خطر الموت المفاجئ.
– مزيل للألم
وجدت إحدى الدراسات أنه عندما يتم إعطاء 2.5 غرام من الفلفل الحار الأحمر يومياً للأشخاص الذين يعانون من حرقة المعدة، فإن الألم يزداد سوءاً في بداية العلاج لمدة 5 أسابيع، ولكن يتحسن بمرور الوقت.
ويدعم هذا من خلال دراسة صغيرة أخرى لمدة 6 أسابيع، تُبين أن 3 غرامات من الفلفل الحار كل يوم تحسّن من ألم حرقة المعدة.
– يعزز من فقدان الوزن
تشير بعض الأدلة إلى أن مركب كابسيسين في الفلفل الأحمر يمكن أن يعزز فقدان الوزن عن طريق الحد من الشهية وزيادة حرق الدهون.
تشير الدراسات إلى أن 10 غرامات من الفلفل الحار الأحمر يمكن أن تزيد بشكل ملحوظ حرق الدهون في كل من الرجال والنساء.
كما كشفت دراسة أُجريت على 24 شخصاً ممن يتناولون الفلفل الحار بانتظام أن تناول كابسيسين قبل الوجبة أدى إلى تقليل السعرات الحرارية.
ليست كل الدراسات قد وجدت الفلفل الحار ليس فعالاً، ولكن على الرغم من الأدلة المختلطة يبدو أن الاستهلاك المنتظم للفلفل الحار الأحمر قد يساعد في إنقاص الوزن، عندما يقترن باستراتيجيات نمط حياة صحية أخرى.
– الطعام الحار يخفف الصداع النصفي
أظهر الكابسيسين في الفلفل الحار إمكانية في علاج الصداع والصداع النصفي. وفقاً لدراسة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب في فيلادلفيا، تم علاج 18 مريضاً يعانون من تشخيص الصداع مع كابسيسين داخل الأنف.
– يحارب الالتهابات الفطرية
اللون الأحمر المميز للفلفل الحار هو إشارة إلى أنه غني بالبيتا كاروتين أو فيتامين أ. فيتامين (أ) هو مفتاح الحفاظ على الجهاز التنفسي المعوي والجهاز البولي. أيضاً، فيتامين (أ) وفيتامين (ج) في الفلفل الحار لهما دور حيوي في بناء مناعتك ضد الالتهابات والأمراض.