كانت التجربة الأجمل في بيتنا.. 3 أفكار مرحة نفذتها مع أبنائي فغيرت مزاجهم وأسعدتهم

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/24 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/24 الساعة 10:35 بتوقيت غرينتش

هل تمارسين المرح بعفوية في بيتك؟ هل عندما يذكُركِ أولادكِ يتذكَّرون الابتسامة وطيبة القلب، والأهم من ذلك كله المرح وخفة الظل؟ 

قد تستكثرين تأثير المرح على حياتك أو أولادك، ولكن صدِّقيني المرح له مفعول السحر، ويدوم سنوات دون أن يُنسى.

اليوم لديّ 3 أفكار "مرحة" للتواصل مع أبنائكِ وتعليمهم شيئاً مختلفاً، المغزى هنا ليس ما يتعلمونه، إنما كيف يتعلمونه هو المهم، الطرق مارستها وزوجي مع أبنائنا، وكان لها أثر طيب والحمد لله، ولا يزال تأثيرها قائماً حتى اليوم.

1- تبادلي الأدوار معهم

من المعتاد جداً ممارسة دورنا كآباء وأمهات 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع، لنلقي الأوامر والنواهي على أولادنا طوال الوقت. فهل فكرتِ يوماً أن تتبادلي الأدوار معهم يوماً واحداً؟ لتكوني أنتِ وزوجك من الأبناء، وتوظفان الأب والأم البديلين من أطفالكما. اطلبي من أطفالكِ أن يلعبوا دورَهم كما يشاؤون، أو أن يقلداكما في أسلوب تعاملكما معهم، واستعدّي لقائمةٍ من المفاجآت، أتمنى أن تتقبليها بصدر مرح. 

– ممنوع مشاهدة التلفاز أو السهر أمامه.

– يجب أن تناما مبكِّرين لتصحُوَا مبكراً.

– يجب أن نجلس معاً ونتحدث، أو نلعب لعبة، وممنوع الاعتذار أو التهرب.

– يجب أن نخرج ونقضي معاً أطول فترة ممكنة.

– غير مسموح لكما بالتحدث بالهاتف في البيت.

– ممنوع استخدام الإنترنت أو أجهزة الكمبيوتر.

– نستطيع نحن استخدام الإنترنت والبلاك بيري طوال الوقت.

– يجب أن تجلسا معنا على مائدة الغداء (أو العشاء).

– نريد أن نضع المكياج ونلبس الكعب العالي.

– عندما نتحدث (الأب البديل) يجب أن يستمع وينصت الجميع.

– من لا يسمع الكلام سيُعاقب من مصروفه (ويتم تجريدكما من تحويشة العمر).

– نريد أن نأكل الحلويات طوال الوقت!

– يحق لنا أن نخلف الوعود دون مساءلة أو محاسبة.

– يحق لنا أن نصرف مالنا كيف نشاء، وعلى من نشاء.

– يجب تنفيذ الأوامر دون مناقشة أو طرح الأسئلة!

– والقائمة مفتوحة لتخيل المزيد من الافتراضات

قد يكون من المضحك قراءة مثل هذه السيناريوهات، لكنها على أرض الواقع تعكس الكثير والكثير مما يتلقاه أبناؤكِ منكِ أو من الوالد، فيصبح الأمر أشبه بمرآة الحقيقة، التي تكشف لكِ أسلوب تعاملكما مع أبنائكما كل يوم.

جرِّبي هذه اللعبة ومارسيها بمشاركة زوجك، مع أبنائك، شرط أن يظللها المرح والمزاح طوال الوقت، استمتعي بهذا الوقت الرائع، وأعدك أنها ستكون تجربة لذيذة ومليئة بالمفاجآت والاعتراضات، لكنكِ بالتأكيد ستخرجين منها بخبرة جديدة لتصحيح كل المسارات الخاطئة في التربية.

2. يوم الإنتاج الأسري

دائماً ما نعطي أولادنا مصروفهم الأسبوعي أو الشهري كأمر مسلَّم به، ولكن هل فكرتِ أن تدفعي أولادكِ لكسبِ هذا المصروف من جهدهم وعرق جبينهم مثلاً؟ اقترحي على أولادكِ أن يصنعوا بأنفسهم أشياء يمكن بيعها لسكان البيت، واتركي لهم الحرية فيما يمكن أن يقوموا به، وسيدهشك كمّ الأفكار المدهشة التي سيخرجون بها مثل:

– تصليح بعض الأشياء في المنزل.

– بيع الرسومات التي رسموها.

– كتابة قصص وبيعها.

– صنع سندويتشات بيتية وبيعها.

– صنع العصير البارد أو المشروبات الساخنة وبيعها.

– تقديم جلسة دلع ومساج للقدمين أو الرأس.

– إعداد طعام الإفطار وتقديمه على السرير.

– إعداد مسرحية أو مشهد تمثيلي أو فيديو كليب من صنعهم (مع إعداد تذاكر دخول العرض)

– بيع أشيائهم التي لا يحتاجونها.

– والقائمة أيضاً مفتوحة للمزيد.

طبعاً فئة المشترين يمكن أن تغطي سكان البيت، من أب وأم وإخوة وأخوات، وحتى شغالات، ويمكن أن تمتد إلى الجيران والأقارب وسكان الحي. يبقى هنا أن أُذكّر بضرورة تشجيع الأبناء بشراء ما لديهم، ويمكن إضافة نكهات مرحة من أخذ الصور التذكارية أثناء العمل، وتقليب البضاعة والمساومة في سعرها، ولا ننس مدح جهد الطفل وتشجيعه على عمل المزيد بشكل أفضل، حتى تحفزي أبناءكِ لإخراج أفضل ما لديهم من مواهب، وزرع خصلة الإتقان في العمل، حتى لو كان مع الأهل والأقارب. 

3- عزومة في المطعم

هي فكرة أجدها مثمرة جداً، وتساعد الطفل على بناء شخصية مسؤولة مادياً واجتماعياً، بأن تشجعي طفلك على أن تكون عزومة الغداء عليه، وتكون بمطعم جيد في الخارج، ويعيش طفلك أو طفلتك الدور كاملاً، من الذهاب للمطعم والجلوس على صدر المائدة، وطلب قائمة الطعام، وتناول طلباتكم ونقلها للنادل، والتأكد من وصول جميع الطلبات كاملة، ومراعاة الاحتياجات الطارئة من ماء وشاي وقهوة وتحلية، وإدارة دفة الحديث الودي والمرح، وأخيراً طلب الفاتورة والتوقيع عليها ودفعها من مصروفه الشخصي. ولا بأس من مناوشته قليلاً والادعاء بمزيد من الطلبات (على سبيل الدعابة والمرح).

طبعاً من المفيد جداً أن تكون العزومة بحدود إمكانات الطفل المادية، ومن المهم أن يتعلم الطفل أن يطلب في حدود إمكاناته، وألا يسمح بالمزيد من الطلبات ويحاول رفضها بدبلوماسية، وأن يتجنَّب المجاملة والتظاهر بانتفاخ محفظته، ليضطر في النهاية إلى الاقتراض من أبويه. 

كانت هذه ثلاث أفكار من تجربتي العائلية، وقد أضفَتْ جوّاً من المرح والدعابة في أجواء الأسرة، والأهم من ذلك أنها أضفت إلى أُسرتنا خبرات جديدة لا تُنسى.

والآن.. هل لديكِ أفكار مرحة أخرى مارستِها مع أبنائكِ أو أبناء أقاربكِ لتشاركينا بها؟. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
خلود الغفري
مدربة الأنوثة القيادية ومستشارة علاقات زوجية وتطوير الذات
خلود الغفوري، حاصلة على دبلومات معتمدة في علم النفس والإرشاد الزواجي والأسري، وهي المدربة الأولى في الأنوثة القيادية، معدّة ومقدمة دورات تدريبية تفاعلية مباشرة وأونلاين منذ عام ٢٠٠٨. كاتبة لمئات المقالات والاستشارات التي غيّرت حياة الآلاف من النساء، ومؤسِّسة موقع "إستروجينات"، المرجع الأول لكل زوجة وأم وفتاة لأسرار وفنون الأنوثة القيادية، بباقة فريدة من المقالات والدورات، تأخذها خطوة خطوة نحو التفاؤل والإيجابية والتغيير 180 درجة، بأسلوب مرح لا يخلو من البساطة والعفوية. متزوجة وأم لأربعة أبناء، ومقيمة في أنقرة بتركيا. تواصلوا معي وتابعوني على موقع إستروجينات https://www.estrogenat.com/
تحميل المزيد