يتجنّب العديد من الناس تناول القهوة التي تحتوي على الكافيين ويفضّلون تناول القهوة منزوعة الكافيين، وذلك بناءً على عدّة أسباب، فقد يكون الكافيين محفزاً زائداً بالنسبة لبعض الأشخاص، مما يؤدي إلى القلق أو الارتباك، وبالتالي فإنهم يفضلون تجنبه، في حين يعاني أشخاص آخرون من الحساسية للكافيين، وقد يصابون بالصداع بعد تناول كميات صغيرة منه كما ينصح الأطباء النساء الحوامل بتجنب الكافيين أو تقليل استهلاكه، حيث أظهرت الدراسات أن كميات كبيرة من الكافيين قد تؤثر على صحة الجنين.
ومع ذلك، لا يزال هناك جدل مستمر بشأن مخاطر السرطان المحتملة لدى القهوة منزوعة الكافيين، فهل هناك دراسات علمية تشير إلى علاقة بين استهلاك القهوة منزوعة الكافيين وزيادة خطر الإصابة بالسرطان؟
وما هي الأدلة الحالية التي تدعم أو تنفي علاقة بين القهوة المنزوعة من الكافيين وخطر السرطان؟
ما هي القهوة منزوعة الكافيين؟
القهوة منزوعة الكافيين هي نوع من القهوة تمت إزالة الكافيين منها بشكل جزئي أو كلي ويتم ذلك عادةً بعملية تعرف باسم "عملية إزالة الكافيين"، والتي يقع خلالها استخدام الماء أو المذيبات العضوية لاستخراج الكافيين من حبوب البن.
وقد تم استخدام عدة طرق لتقليل محتوى الكافيين في حبوب البن بنسبة 97% على الأقل تتضمن هذه الطرق استخدام الماء، المذيبات العضوية، أو ثاني أكسيد الكربون بشكل رئيسي.
في عملية استخدام المذيب، يتم غسل حبوب البن لامتصاص الكافيين، ثم تتم إزالة المذيب بواسطة ثاني أكسيد الكربون أو فلتر الفحم، كما في طريقة المياه السويسرية، يمكن أيضاً استخراج الكافيين وتتم إزالة الكافيين من حبوب البن قبل تحميصها وطحنها. وعلى الرغم من خلوها من الكافيين، فإن القهوة المنزوعة لا تختلف كثيراً في القيم الغذائية عن القهوة العادية.
بالنسبة لكمية الكافيين في القهوة المنزوعة، فإنها ليست خالية تماماً من الكافيين بشكل عام، يحتوي الكوب الواحد على حوالي 3 ملغ من الكافيين، بحسب ما أطلعنا عليه موقع HEALTHLINE وقد وجدت دراسة أنه يحتوي على ما بين 0 إلى 7 ملغ من الكافيين في كل 6 أونصات (180 مل) من القهوة المنزوعة. بالمقارنة، يحتوي الكوب المتوسط من القهوة العادية، وفقاً لشكل التحضير وحجم الكوب، على حوالي 70 إلى 140 ملغ من الكافيين وبالتالي، يمكن اعتبار القهوة المنزوعة منخفضة في الكافيين، لكنها ليست بالضرورة خالية تماماً منه.
القهوة منزوعة الكافيين وعلاقتها بالسرطان
وفقاً لما نشره موقع CNN HEALTH تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك علاقة بين تناول القهوة المحتوية على مخلفات كلوريد الميثيلين وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، بينما تشير دراسات أخرى إلى عدم وجود علاقة واضحة.
ومع ذلك، تقدم بعض مجموعات الدفاع عن الصحة التماساً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لحظر مادة كيميائية رئيسية تدخل في عملية إزالة الكافيين بسبب مخاوف من الإصابة بالسرطان.
كلوريد الميثيلين
يُعرف هذا المركب الكيميائي باسم كلوريد الميثيلين، وهو سائل عديم اللون يستخدم في عدة عمليات صناعية، بما في ذلك تجريد الطلاء وتصنيع الأدوية وتصنيع مزيلات الطلاء وتنظيف المعادن وإزالة الشحوم، وفقاً لإدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية.
ويعرف كلوريد الميثيلين لدى خبراء الصحة منذ فترة طويلة بأنه مادة مسرطنة، وقد تم تصنيفه على هذا النحو من قبل البرنامج الوطني لعلم السموم التابع للمعاهد الوطنية للصحة، ووكالة حماية البيئة ومنظمة الصحة العالمية، كما أشاروا إلى أن إلى أن التعرض لها يمكن أن يسبب تسمم الكبد والتأثيرات العصبية، وفي بعض الحالات الوفاة، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
كما تؤكد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها تعمل حالياً على مراجعة الالتماسات المتعلقة بكلوريد الميثيلين، ولكنها لم تصدر تعليقاً حتى الآن خلال عملية المراجعة، وفقاً لبيان صادر عن متحدث باسم الإدارة.
الطريقة الصحية لإزالة الكافيين من القهوة المحمصة
وتوفر لائحة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تفاصيل حول استخدام كلوريد الميثيلين كمذيب لإزالة الكافيين من القهوة المحمصة ومن مستخلص القهوة القابل للذوبان؛ حيث تنص اللائحة على أن بقايا كلوريد الميثيلين لا يجب أن تتجاوز 10 أجزاء في المليون (0.001%) في هذه المنتجات.
وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى عدم وجود دليل على خطورة القهوة المُخَلَّصة من الكافيين بالطريقة الأوروبية، وأن هذا النوع من القهوة، مثل باقي الأنواع، مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان ويحمل فوائد صحية هامة أخرى، لكن لا يوجد حتى الآن الكثير من الأبحاث الواضحة أو الحاسمة التي تشير إلى أن تناول المستويات المتبقية في القهوة على وجه التحديد سوف يسبب السرطان أو مشاكل أخرى.