تعتبر فاكهة الأفوكادو واحدة من بين الفواكه الشهيرة، وذات شعبية كبيرة، بفضل طعمها اللذيذ، وفوائدها العديدة، حتى وإن كان سعرها يعتبر مرتفعاً بعض الشيء مقارنة بعدة فواكه أخرى.
ولأنها أصبحت تدخل في قوائم العديد من الوجبات حول العالم، فإن استهلاك هذه الفاكهة قد زاد بشكل ملحوظ، إلا أن القليل من يعرف أن للنواة كذلك فوائد على الصحة.
إذ إن نواة الأفوكادو الكبيرة التي تتوسط الثمرة، في الأغلب يتم التخلص منها وتناول اللب، في الوقت الذي يتم فيه تضييع نسبة كبيرة من المنافع التي توفرها العناصر الغذائية التي تحتوي عليها.
لكن السؤال المطروح هنا هو: هل نواة الأفوكادو صالحة للأكل؟ وكيف يمكن تناولها؟ وما الفوائد التي يمكن أن تقدمها؟
مم تتكون نواة الأفوكادو؟
نواة الأفوكادو مغلفة بقشرة صلبة وتشكل 13-18% من حجم الثمرة الكاملة، وبالرغم من أن المعلومات حول تركيبتها محدودة، إلا أنها تحتوي على مجموعة جيدة من الأحماض الدهنية والألياف الغذائية والكربوهيدرات وكمية صغيرة من البروتين.
وتعتبر هذه النواة أيضاً مصدراً غنياً للمواد الكيميائية النباتية، بما في ذلك المواد التي تنتجها النباتات لحماية نفسها.
وفي حين أن بعض المواد الكيميائية النباتية الموجودة في نواة الأفوكادو قد تحتوي على عناصر مضادة للأكسدة، إلا أن البعض الآخر قد لا يقدم أي فوائد صحية.
فيما تتكون الكربوهيدرات الموجودة في بذور الأفوكادو بشكل أساسي من النشا، ويبلغ وزنها الجاف ما يقرب من 75% من كمية النشا.
إذ يتكون هذا النشا من نسبة مهمة من السكريات، وقد بدأ الباحثون في دراسة إمكانية استخدامه في المنتجات الغذائية.
الفوائد الصحية المحتملة لنواة الأفوكادو
هناك مجموعة من الفوائد التي تقدمها نواة الأفوكادو، والتي تعمل على إدارة العديد من المشاكل الصحية، حسب ما تشير إليه عدة أبحاث علمية.
ومن بين الفوائد التي تقدمها هذه النواة هي التقليل من ارتفاع ضغط الدم، وهو الشيء الذي يتم فعلاً كطريقة للعلاج الطبيعي في نيجيريا.
كما أنها تعمل على التقليل من نسبة الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار، ومستويات السكر في الدم، وذلك حسب أبحاث تم إجراؤها على الفئران.
نواة الأفوكادو تساعد عند استهلاكها على استرخاء الأوعية الدموية، ما يساعد على تقليل ضغط الدم، وهو الشيء الذي ينعكس بشكل ايجابي في السيطرة على خطر الاصابة بأمراض القلب.
وبفضل مضادات الأكسدة التي تحتوي عليها، فإن هذه النواة عند استهلاكها تعمل على وقف نمو كلوستريديوم سبوروجينس، وهي بكتيريا مكونة للأبواغ.
وهذا يشير إلى أنها عبارة عن مضاد للجراثيم، ومانع لنمو الفطريات والخمائر التي تسبب مجموعة من المشاكل في الأمعاء، وذلك حسب نتائج دراسة سابقة.
محاذير الاستعمال
هناك مخاوف من أن بعض المركبات النباتية الموجودة في بذور الأفوكادو، مثل مثبطات التربسين والجليكوسيدات السيانوجينية، قد تكون ضارة على صحة الإنسان.
لذلك لا تزال اختبارات السلامة على بذور الأفوكادو مستمرة، وهي في مراحلها المبكرة وتقتصر على الدراسات على الحيوانات في الوقت الحالي.
وقد أعطت إحدى الدراسات النيجيرية الفئران جرعات عالية جداً من مستخلص بذور الأفوكادو على مدار 28 يوماً ولم تلاحظ أي آثار ضارة، لذلك لازالت طبيعة المحاذير التي يجب الكشف عنها غير واضحة.
وقد وجدت دراسة أخرى أجريت على الفئران أن مستخلص بذور الأفوكادو لم يظهر أي سمية عند تناوله بتركيزات تصل إلى 227 مغم لكل 500 ملغرام على الكيلوجرام من وزن الجسم يومياً.
لكن في الوقت نفسه ماتت الفئران التي تناولت هذا أو مستوى أعلى من مستخلص بذور الأفوكادو في غضون 24 ساعة.
هناك أيضاً مخاوف من أن زيت نواة الأفوكادو قد يسبب ضرراً، حيث ثبت أنه يزيد من الإنزيمات وتراكم الدهون في كبد الفئران.
وفي الوقت الحالي، لا توجد أدلة كافية للتأكد من أن نواة الأفوكادو آمنة للاستهلاك البشري، حيث تم إجراء الأبحاث حتى الآن على الحيوانات.
كما أن عملية الاستخراج المستخدمة في الدراسات يمكن أن تغير آثارها على جسم الانسان.
كيف يمكن أكل نواة الأفوكادو؟
نعلم جميعاً أن نواة الأفوكادو صلبة جداً، لذلك يجب تحضيرها بطريقة مختلفة من أجل القدرة على تناولها واستهلاكها بشكل سهل، ومن أجل ذلك، يجب اتباع الخطوات التالية:
أولاً، يجب تجفيفها في الفرن على درجة حرارة عالية لعدة ساعات، إذ يقوم بعض الأشخاص بتجفيف النواة في الفرن لمدة ساعتين عند درجة حرارة 250 درجة فهرنهايت.
بعد ذلك وبمجرد الانتهاء من عملية التجفيف، يمكن تقطيعها ووضعها في الخلاط أو محضر الطعام حتى تشكل مسحوقاً، أو دقيق ناعم.
ومن أجل استهلاكها يمكن إضافة هذا المسحوق إلى العصائر أو استخدامه في الشاي أو الصلصات التي تحضر لوصفات طعام أخرى.
ومع ذلك، فإن تجفيف البذور قد يقلل من محتواها من مضادات الأكسدة، لذلك سيكون في الكثير من الأحيان لا تقدم نفس القيمة المذكورة سابقاً.