السماق عبارة عن مجموعة متنوعة من الشجيرات المزهرة الشبيهة بالتوت التي تنتمي إلى عائلة النباتات المعروفة باسم البطمية، يتغير لونه بشكل خاص في فصل الخريف إلى اللون الأحمر اللامع أو البرتقالي المحمر.
وهناك أربعة أنواع منهذا النبات، وهي السماق العطري، واللامع، والأجرد، والقرني، وكل هذه الأنواع يتم استخراج الثمرة منها ببساطة، من خلال الضغط على الزهرة الخارجية.
بعد استخراج هذا النبات يتم طحنه واستعماله على شكل نوع من أنواع التوابل التي توضع على العديد من الأطباق، خصوصاً في دول الشرق الأوسط، فيما يتم اعتماده في بعض البلدان على شكل علاج بديل و طبيعي، لعدة أمراض.
ما هو السماق؟
يزدهر السماق في المناخات شبه الاستوائية والمعتدلة وينمو في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أجزاء مختلفة من البحر الأبيض المتوسط وآسيا وأفريقيا.
ويعتبر السماق السوري النوع الأشهر الذي تتم زراعته واستهلاكه بشكل كبير في الوطن العربي، كما أنه يدخل في خانة الاستعمال في خانة الأدوية العشبية.
يمكن كذلك نقع زهور السماق من أجل تحضير الشاي، ولكن في كثير من الأحيان يتم تجفيفه وطحنه لاستخدامه المتعارف عليه.
فوائد السماق المحتملة
هناك مجموعة من الفوائد التي يوفرها السماق، والتي تمت الإشارة إليها في عدة أبحاث علمية سابقة، مع الإشارة إلى أنه ما زال بحاجة إلى أبحاث أكثر للتأكد من فاعليته تجاه كل الأمراض التي من المحتمل أن يكون مساعداً في علاجها.
إذ إن هذا النوع من التوابل يحتوي على نسبة مهمة من الألياف والدهون الصحية وبعض الفيتامينات الأساسية.
فيما تأتي غالبية الدهون الموجودة في سماق من نوعين محددين من الدهون المعروفين بحمض الأوليك وحمض اللينوليك.
وحمض الأوليك هو نوع من الدهون الأحادية غير المشبعة المرتبطة عادة بتعزيز صحة القلب، وهي نفسها الدهون الأساسية الموجودة في أطعمة أخرى مفيدة، بما في ذلك الزيتون والأفوكادو.
أما حمض اللينوليك هو نوع من الدهون الأساسية المتعددة غير المشبعة التي تشارك في الحفاظ على صحة الجلد والأغشية الخلوية في الجسم.
أما فيما يخص الألياف، فقد وجد تحليل كيميائي للسماق الطازج، أجري عام 2004 أن أكثر من 14% منها يتكون من الألياف، وهي مادة مغذية تدعم صحة الجهاز الهضمي، وتساعد على التقليل من مشاكل الأمعاء.
كما أن هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن السماق يحتوي على نسبة لا بأس بها من العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الفيتامينات C وB6 وB1 وB2.
وزيادة على كل هذا، فإن السماق غني بمضادات الأكسدة المتعددة، وهذا ما يجعلها السبب الذي من أجله يتم استخدام هذا النوع من التوابل في العلاجات الطبيعية.
كما أن سماق يحتوي على مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية ذات النشاط المضاد للأكسدة القوي، بما في ذلك العفص والأنثوسيانين والفلافونويد.
وتعمل مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف وتقليل الإجهاد التأكسدي داخل الجسم، إضافة إلى الالتهابات، وأمراض أخرى مثل القلب والسرطان.
قد يوازن السماق نسبة السكر في الدم، وهذا ما تشير إليه بعض الأبحاث التي تقول إنه قد يكون أداة فعالة لإدارة نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
إذ حسب إحدى الدراسات، أجريت على مجموعة مكونة من 41 شخصاً مصاباً بالسكري تناول جرعة 3 غرامات من مسحوق السماق يومياً لمدة 3 أشهر، وشهدوا انخفاضاً بنسبة 25% في توزيع الأنسولين في الجسم بعد ذلك.
كما أن هذا النوع من التوابل يخفف من آلام العضلات، خصوصاً تلك التي لها علاقة بممارسة الرياضة، وغيرها.
محاذير الاستهلاك
يعتبر السماق بشكل عام من بين أنواع التوابل التي تعطي فوائد كبرى للجسم، ولم يتم الإبلاغ من قبل عن أي ردود فعل سلبية في الأبحاث السريرية المتاحة عنه.
ومع ذلك، نظراً لأن السماق له العديد من العناصر القريبة من الكاجو والمانجو، لذلك يفضل بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية هذه الأطعمة عدم تناوله كذلك.
ونظراً لأنه قد يخفض نسبة السكر في الدم، فلا ينصح به أيضاً الأشخاص الذين يتناولون أدوية خافضة للسكر في الدم.
علاوة على ذلك، من المهم جداً عدم الخلط بين سماق والسماق السام، وشراؤه من أماكن مضمونة، والابتعاد عن فكرة قطفه وتحضيره بشكل شخصي في المنزل.
إذ إن النوع السام السام ينتج ثماراً بيضاء اللون، على عكس الفاكهة ذات اللون الأحمر التي ينتجها نبات السماق الصالح للأكل.