الكوليسترول عبارة عن مادة شمعية توجد في جميع خلايا الجسم وتقدم عدة وظائف مهمة؛ مثل بناء الخلايا وإنتاج الهرمونات.
ولكن في حال ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، قد يسبب تراكمات في الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
إلا أنه يجب الإشارة إلى وجود نوعين من الكوليسترول في الجسم، وهما الضار والنافع، إلا أن هذا الأخير، وحسب دراسة حديثة مدعومة من طرف المعهد الوطني للشيخوخة والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أنه ليس نافعاً تماماً، وإنما قد يكون من مسببات الخرف عند كبار السن.
ما هو الكوليسترول النافع؟
يوجد نوعان رئيسيان من الكوليسترول في الدم، وهما الكوليسترول النافع، ويرمز له طبياً بـ (HDL)، والكوليسترول الضار ويرمز له بـ (LDL).
وتتمثل فوائد الكوليسترول النافع في المساعدة على إزالة الكوليسترول الزائد من الدم وإعادته إلى الكبد، حيث يتم التخلص منه بعد ذلك.
في حين أن الكوليسترول الضار ينقل الكوليسترول من الكبد إلى الخلايا، وفي حال أصبح مستواه مرتفعاً، فقد يترسب في الجدران الداخلية للشرايين ويتسبب في ضيقها وانسدادها.
لذلك، من المهم الحفاظ على مستويات متوازنة من الكوليسترول النافع والضار في الدم؛ إذ تتمثل المستويات المثالية من الكوليسترول النافع في 40-50 مليجرام للرجال، و 50-60 مليجرام للنساء.
ومن أجل المساعدة في الحفاظ على الكوليسترول النافع في الجسم، يمكن اتباع حمية غذائية، تتكون من بعض المواد الغذائية؛ مثل:
- الحبوب الكاملة؛ مثل الشوفان والشعير والقمح الكامل، التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، وتمنع امتصاص الكوليسترول في الدم.
- الأسماك الدهنية؛ مثل السلمون والتونة والسردين، التي تحتوي على أحماض أوميجا-3 التي تقلل من الدهون الثلاثية وتحسن صحة القلب.
- المكسرات؛ مثل اللوز والجوز والجوز البرازيلية، التي تحتوي على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة وفيتامين E ومضادات الأكسدة التي تحمي الشرايين من التلف.
- الأفوكادو، الذي يحتوي على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة وألياف وفيتامينات ومعادن تساعد في تحسين نوعية الكوليسترول في الدم.
النسب الصحية من الكولستيرول في الدم
هناك أربع أنواع من الكوليسترول في الجسم التي يجدر الانتباه إلى نسبتها في الجسم، من أجل تفادي الأمراض التي يمكن أن تنتج عنه، وتنقسم بالشكل التالي:
الكوليسترول الكلي:
النسبة التي لا يجب تجاوزها: أقل من 125-200 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة التي تشكل حالة خطر: تتراوح ما بين 200-239 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة المرتفعة: 240 ملغ/ ديسيلتر فما فوق.
النسبة منخفضة: أقل من 125 ملغ/ ديسيلتر.
الكوليسترول الضار:
النسبة الصحية: أقل من 100 ملغ/ ديسيلتر، وفي حال الإصابة بمرض الشريان التاجي، تعد القيمة الطبيعية أقل من 70 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة التي تشكل حالة الخطر: تتراوح ما بين 130-159 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة المرتفعة: 160 ملغ/ ديسيلتر.
النسب المرتفعة: 190 ملغ/ ديسيلتر فما فوق.
الكوليسترول النافع:
النسبة الصحية: 50-60 ملغ/ ديسيلتر للنساء، و0-50 ملغ/ ديسيلتر للرجال قيم مقبولة، ويفضل أن تكون أعلى من ذلك.
النسبة المخفضة: أقل من 50 ملغ/ ديسيلتر للنساء، وأقل من 40 ملغ/ ديسيلتر للرجال.
الدهون الثلاثية:
النسبة الصحية: أقل من 149 ملغ/ ديسيلتر، ويفضل أن تكون أقل من 100 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة التي تشكل حالة الخطر: 150-199 ملغ/ ديسيلتر.
النسبة المرتفعة: 200 ملغ/ ديسيلتر فما فوق، وتعتبر قيمة 500 ملغ/ ديسيلتر مرتفعة جدًا.
دراسة.. الكوليسترول النافع غير نافع!
كشفت دراسة حديثة، نُشرت في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، عن وجود ارتباط بين المستويات العالية أو المنخفضة من الكوليسترول الجيد، الذي يسمى كذلك البروتين الدهني عالي الكثافة بزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.
وقد شملت هذه الدراسة 184367 شخصاً، يتبعون خطة التأمين الصحية "كايزر بيرماننت" في شمال كاليفورنيا، بمتوسط عمر 70 عاماً، لا يعانون من علامات الاصابة بالخرف.
ولأغراض بحثية، قام المشاركون بملء استبيان حول سلوكياتهم الصحية وتم قياس مستويات الكوليسترول لديهم.
ثم تمت متابعتهم داخل نظام الرعاية الصحية "كايزر بيرماننت" عبر السجلات الصحية الإلكترونية لمدة تسع سنوات في المتوسط، ليتبين إصابة 25214 شخصاً بالخرف خلال فترة الدراسة.
وقد تم تقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات على أساس مستويات الكوليسترول النافع لديهم، وقد تبين أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات الكوليسترول النافع لديهم معدل إصابة بنسبة 15٪ من الخرف مقارنة بأولئك في المجموعة المتوسطة.
أما أولئك الذين لديهم أدنى المستويات فكان لديهم معدل بنسبة 7٪ من الخرف مقارنة بأولئك في المجموعة المتوسطة.
وأخذت هذه النتائج في الاعتبار العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، مثل تعاطي الكحول وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
ولم يجد الباحثون سوى علاقة طفيفة بين البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو الكوليسترول الضار، وخطر الإصابة بالخرف، الشيء الذي يزيد ارتباط الكوليسترول النافع بهذه الحالة.