عند الشعور بالجوع يتوجه معظمنا إلى المطبخ للبحث عن شيء سهل وسريع لكي يسد هذا الشعور بالجوع إلى حين موعد الوجبة التالية، وغالباً ما تكون تلك "التصبيرة" مكونات خفيفة وتسالي مليئة بالدهون والسكريات، مثل قطعة من المخبوزات المُحلاة أو كيس من رقائق البطاطس المقلية.
لكن الغريب أنه بعد عشر دقائق فقط من تناول بعض تلك الأطعمة قد نتفاجأ بشعور أكثر إلحاحاً بالجوع والهبوط، والرغبة في تناول المزيد، فما القصة؟
كيف يمكن لبعض الوجبات أن تعزز الشعور بالجوع؟
وفقاً لخبراء التغذية والصحة العامة يتضح أن بعض الأطعمة يمكنها بالفعل أن تعزز الشعور بالجوع، ورقائق البطاطس المقلية هي واحدة منها.
يحدث ذلك لأن رؤية بعض الأطعمة أو شم رائحتها أو اختبار مذاقها سيؤدي إلى استجابة عقلية تشير إلى بدء عملية التغذية للجسم، وهو ما يرسل إشارة إلى عمليات الأمعاء المختلفة التي يتم تشغيلها عندما يعتقد الجسم أنه على وشك الحصول على وجبة حقيقية من الطعام.
وفي الوقت نفسه، يؤدي ابتلاع بضع قضمات محدودة من الطعام إلى بدء الرغبة في تناول المزيد، من أجل تكرار الإحساس بالمكافأة الذي اختبره الدماغ عندما أكل تلك الرقائق أو تلك الموزة.
الحقيقة هي أن تناول جزء صغير من أي شيء، خاصةً في الأوقات القريبة من مواعيد الوجبات الأساسية في اليوم، من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة شهية الشخص لا تقليلها، وتلعب بعض الأطعمة دوراً إضافياً في زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام أكثر من غيرها.
1- رقائق البطاطس والمقرمشات والخبز
رقائق البطاطس هي نموذج لـ"الكربوهيدرات المُعالجة" غير الصحية.
وكذلك الخبز الأبيض أو خبز القمح المكرر والمقرمشات المالحة وحبوب الإفطار وغيرها من الأطعمة الخفيفة القائمة على الحبوب.
فعندما يتناول الإنسان الكربوهيدرات المكررة ترتفع مستويات السكر في الدم، ويكون رد فعل الجسم على ذلك هو إطلاق كمية كبيرة من الأنسولين لتطبيع نسبة السكر في الدم.
ولأن الأنسولين يقوم بتخزين سكر الدم، الطاقة التي يستمدها جسمك من الطعام، فقد تم حفظ مصادر الطاقة وتم إغلاقها الآن، وبالتالي يعود إلحاح جديد بالجوع بعدها بوقت قصير جداً.
هذه المركبات تعمل على تحفيز استجابات الجسم، فيقول "أعطني المزيد" ويرفع مستويات السكر في الدم. حتى الفواكه الاستوائية سريعة الهضم مثل الموز يمكن أن يكون لها هذا النوع من التأثير.
2- المخبوزات المحشوة والكيك والحلويات
وجد بحث من كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية، بحسب موقع "ويب إم دي" (WebMD) للصحة والمعلومات الطبية، أن السكر سواء أكان عسل نحل عضوياً أو سكراً أبيض، ينشّط مسارات المكافأة والشهية في العقل بشكل مختلف عن مصادر الطاقة الأخرى.
وعند تناول الحلويات مثل البسكويت أو الكعك والكيك، تزداد رغبة الشخص في تناول المزيد من الطعام للشعور بالرضا والشبع والاكتفاء.
3- عبوات الزبادي قليلة الدسم
توصلت دراسات علمية متخصصة، وفقاً لمجلة "تايم" (Time) الأمريكية، إلى أن مقدار الوقت وعدد مرات المضغ التي يستغرقها الإنسان لتناول شيء ما يؤثر على مدى شعوره بالشبع بعد ذلك.
ووجدت مراجعة لتلك الدراسات أن الكثير من المضغ يقلل مستويات هرمون الجريلين، وهو ما يسمى بـ"هرمون الجوع"، وبالتالي عند عدم مضغ الطعام يزداد شعور الإنسان بالجوع ولا يستشعر إحساس الشبع.
وحتى إن ضم كميات من الفواكه والمكونات الأخرى، فالزبادي لا يعتمد على الكثير من المضغ عند تناوله، كما تميل الأصناف قليلة الدسم أيضاً إلى أن تكون مليئة بالسكر والكربوهيدرات المصنعة الأخرى، والتي بدورها تعزز الجوع لجميع الأسباب المذكورة أعلاه.
4- الصودا الخالية من السكر ووجبات التخسيس
كشف الخبراء أيضاً فكرة أن المحليات الخالية من السعرات الحرارية ليس لها أي تأثير على الوزن أو عملية التمثيل الغذائي، وعندما تضرب المحليات الاصطناعية اللسان تضيء مراكز المكافأة في الدماغ، وترسل إشارة إلى الأمعاء بتوقع وصول طعام ومصادر الطاقة.
لكن عندما لا يتم تناول هذه السعرات الحرارية بسبب خلو الطعام من السكر يحاول العقل تعديل هذا الخلل، بدفع الإنسان لاستهلاك المزيد من الطعام لملء الفراغ وعدم الحصول على مصادر الطاقة.
وبهذه الطريقة، فإن المحليات الخالية من السعرات مثل تلك الموجودة في الصودا الدايت ووجبات التخسيس قد تزيد من الجوع لا العكس.
5- الأرز الأبيض
يحتوي الأرز على الكثير من الألياف التي يمكن أن تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، لكن عندما يتعلق الأمر باختيار نوع الأرز فإن النوع الأبيض يمكن أن يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم، ثم الانهيار، مثله مثل الخبز الأبيض من الدقيق المكرر تماماً.
هذا الأمر يجعل الشخص يشعر بالجوع مرة أخرى بعد فترة وجيزة، لذلك من الأفضل اختيار الأرز البسمتي أو الأرز البني، والذي ليس له تأثير كبير على سكر الدم.
وعند تناول هذه النوعيات يصعب هضم النشويات بالسرعة ذاتها، لذا قد يعزز هذا الشعور بالشبع، أكثر من النوع الذي يسهل هضمه مثل الأرز الأبيض العادي.