برائحته العطرية الفواحة ونكهة الجوز اللذيذة والقوية، يُعتبر الشاي الأخضر المحمص المعروف باسم شاي هوجيشا (houjicha tea) شاياً شهيراً يتمتع بالكثير من الفوائد الصحية والقيمة الغذائية.
ففي دول الشاي الأصلية، اليابان ودول آسيا، تنبع شعبية شاي هوجيشا من حقيقة أن هذا الشاي الأخضر المحمص مهدئ للأعصاب ويتمتع بالفوائد المتعددة للصحة والجسم، وهو أيضاً قليل الكافيين.
وعلى الرغم من أنه يتمتع بطعم مميز وممتع بشكل فريد، إلا أن الفوائد الصحية لهوجيشا هي التي تجعل هذا الشاي عنصراً أساسياً في العديد من المنازل الآسيوية.
فيما يلي نستعرض أبرز فوائد شاي هوجيشا الياباني الأخضر، وأهم المزايا الصحية التي يمكن تحقيقها عند تناوله بشكل دوري كبديل للشاي الأسود والقهوة وغيرهما.
1- مثالي للمصابين بالحساسية تجاه الكافيين
بينما يتم تحضير أنواع شاي هوجيشا اليابانية التقليدية الأخرى على البخار فقط بعد حصاد النبات فوراً، فإن أوراق الشاي الأخضر المحمص هذا تمر بخطوة إضافية يتم خلالها تحميص الورق في درجات حرارة عالية.
وعادة ما تمر جميع أنواع الشاي الأخضر بعملية التبخير تلك لمنع تأكسد الأوراق. ويضمن ذلك احتفاظ أوراق الشاي بلونها الأخضر الطبيعي ورائحتها وقيمتها الغذائية بالكامل، وهي عملية أساسية لإنتاج الشاي التقليدي.
كذلك فإن التحميص الإضافي للأوراق يخلق ظلاً بنياً دافئاً للوريقات، ويضفي رائحة دافئة للشاي الأخضر المحمص الياباني الأصلي بشكل يميزه عن غيره.
2- لا يؤثر على جودة النوم
علاوة على هذا، لا تؤثر عملية التحميص على الفوائد الصحية للشاي، ولكنها تعمل على التخلص من المرارة فيه، وتقلل الكافيين. لذلك فهو مثالي للشرب بعد الوجبات أو في المساء دون التأثير على جودة النوم مثل أنواع الشاي والمنبهات الأخرى، بحسب موقع (Senbird Tea) للشاي والمشروبات التقليدية في اليابان.
إذ يحتوي الشاي على محتوى كافيين أقل بكثير من شاي الماتشا مثلاً، بحوالي 0.13 غرام من الكافيين لكل 100 غرام، بينما الماتشا تزيد عن 3.2 غرام من الكافيين لكل 100 غرام.
وبشكل عام تُطهى أوراق شاي هوجيشا على البخار قبل تجفيفها بينما تُصنع الماتشا عن طريق طحن الأوراق المجففة إلى مسحوق ناعم جداً مثل الدقيق.
3- يحارب نزلات البرد ويحافظ على قوة جهاز المناعة
من المعروف أن الشاي الأخضر الياباني يعزز جهاز المناعة، فهو يحتوي على مادة البوليفينول التي تحتوي عليها مختلف أنواع الشاي الأخضر بخصائص مضادة للفيروسات تساعد في قتل البكتيريا.
كما يحتوي شاي هوجيشا المحمص أيضاً على فيتامينات مختلفة مثل فيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، المعروفة بمكافحتها لنزلات البرد، وتنظيم الجهاز المناعي، والوقاية من العدوى، وحتى تخفيف آثار الجهاز المناعي الضعيف.
وقد وجدت الدراسات أيضاً أن تناول شاي الهوجيشا قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان عن طريق منع المواد المسرطنة وأكسدة الجسم وتثبيط نمو الخلايا السرطانية عند تناوله بشكل دوري، بحسب المصدر ذاته.
4- تعزيز الاسترخاء ومكافحة التوتر
يتم العثور على الحمض الأميني المعروف باسم (L-theanine) في شاي هوجيشا الياباني بوفرة. إذ يساعد هذا المركب في الشعور بالراحة والاسترخاء العام عقلياً وجسدياً، ويخفف من أعراض القلق والاكتئاب والتوتر.
هذا هو السبب في أن هذا الشاي مثالي للشرب في المساء، حيث يمكن أن يساعد في تهدئة العقل والجسم لكي يتمكن الشخص من الحصول على نوم عميق ومريح دون أن يتدخّل الكافيين في المعادلة.
5- لطيف على المعدة الحساسة
يتم طهي معظم أنواع الشاي الأخضر على البخار فقط بعد الحصاد. ومع ذلك، تمر أوراق شاي هوجيشا الياباني بعملية أخرى، حيث يتم تحميصها على دفعات صغيرة في درجات حرارة عالية جداً.
درجة الحرارة المرتفعة تجعل الأوراق تحتفظ بلونها الأخضر القاتم ورائحتها القوية العميقة. كذلك لا تؤثر هذه العملية على الفوائد الصحية للأوراق. فالتحميص يخلق طعماً ورائحة محمصة وجوزية للمشروب.
تسمح عملية التحميص تلك بإزالة أي مرارة وتقلل محتوى الكافيين في الشاي، ما يجعله مثالياً بالنسبة لبعض الناس الذين يمكن للكافيين أن يزعج معدتهم.
كما أن شاي هوجيشا يساعد الجهاز الهضمي عن طريق الحفاظ على صحته وحمايته من التلف والأكسدة بسبب الالتهابات، وهو بدوره يساعد في تهدئة المعدة دون التسبب في حدوث الأثر الجانبي المعتاد للشاي الأخضر، مثل حرقة المعدة، أو التسبب في الشعور بالتوتر والقلق بسبب محتواه من الكافيين، ما يؤثر بدوره على المعدة لاحقاً.